الطريق إلى المونديال.. إيطاليا والبرتغال

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

انتهت فترة التوقف الدولي التي حملت في طياتها خلال أسبوعين مباريات في تصفيات كل قارات العالم بما يخص مونديال الدوحة 2022، وكان الأقرب وصولًا إلى المسابقة منتخبات القارة الأوروبية ومنتخبين من قارة أمريكا الجنوبية. التصفيات لم تنتهِ بعد، ونحن بانتظار بقية جولات أمريكا الجنوبية والملحق الأوروبي خلال الأشهر المقبلة.

في آسيا، وصلت التصفيات النهائية إلى الجولة السابعة، وفي إفريقيا تأهلت عشرة منتخبات بينها أربعة منتخبات عربية إلى التصفيات النهائية، والاحتمالات مفتوحة في القارتين بما يخص التأهل.

أريد أن أكتب بعض الأسطر في حضرة منتخب إيطاليا الذي وقع أسير الملحق الأوروبي، ولم يستطع تحقيق الفوز في المباراتين الأخيرتين ضمن مجموعته أمام سويسرا وأيرلندا الشمالية، وأيضًا أريد أن أعرّج على حزن رونالدو والتشكيلة البرتغالية، وعيون الجماهير تشاهد المهاجم الصربي يسجل هدف الفوز والتأهل إلى المونديال من داخل الأرض البرتغالية، ليرسل ما تبقى من آمال رونالدو بالوصول إلى المونديال نحو الملحق الأوروبي أيضًا.

الصحافة وأجهزة الإعلام تسأل: ما بال المنتخب الأزرق يهدر فرصة التأهل السريع والاستراحة من أعباء الملحق ونظامه الجديد، والابتعاد عن الأرق والتعب حتى شهر آذار المقبل؟ ما بال مانشيني الذي أسس لجيل جديد ولم يأتِ بالخبر المفرح في مركز الهجوم كما في أيام زمان؟ هل الإصابات المتتالية هي السبب فقط في تأخر التأهل، الذي قد يصبح كابوسًا في الملحق كما حدث بالغياب عن المونديال الماضي؟

نفس الأسئلة والاستفسارات وطريقة النقد وُجهت إلى برازيل أوروبا (منتخب البرتغال) ومدربها سانتوس وقائدها الأسطورة كريستيانو رونالدو: ماذا جرى حتى استطاعت صربيا خطف البطاقة السريعة وتأخير أحلام رونالدو، بل ووضعها في موقف حرج عند الدخول في الملحق الأوروبي؟

هل المدرب سانتوس لا يزال العقل الراجح والمميز لقيادة البرتغال وما تبقى من جيل يفترض بأنه سيحقق شيئًا مشابهًا لليورو 2016؟ وفعلًا، ما الفائدة المرجوة من تسجيل 20 هدفًا في مرمى لوكسمبورغ أو جبل طارق أو سان مارينو في وقت لا تستطيع به العبور إلى المونديال من أرضك، وتبقى أسير قرعة الملحق الأوروبي وضمن رهاناته المتقلبة؟

في الحقيقة، انتقادات الإعلام والجماهير وعشاق كرة القدم قاسية وليست قاسية في الوقت نفسه، لأن كرة القدم تحتمل كل الأوجه والتفاصيل البسيطة التي قد تبتعد عن منطق وواقعية الفريق الأفضل والأكثر جاهزية على حساب فريق متعب أو لا يمتلك أسماء مهمة في صفه الاحترافي. وفي الوقت نفسه، من يحرم البرتغال وإيطاليا من التأهل مباشرة إلى المونديال يتحدث عن تفوقه وعن جدارته وعن إهدار خصومه للفرصة على مبدأ أنهم لا يستحقون التأهل هنا والبقاء للأقوى.

بين ميزان القوة والمنطق والواقعية والتفاصيل البسيطة، قطعت سويسرا مع صربيا بطاقات التأهل إلى المونديال، وبقينا نحن مع البرتغال وإيطاليا لنتابع الملحق وما سيحمله من مفاجآت تنصف المدرستين أو تحزن العشاق، في لحظة وفي صورة يعز علينا فيها غياب المدرسة الإيطالية أو غياب رونالدو عن كأس العالم، الذي قد يكون الأخير في رحلة الأسطورة الأجمل على مستوى تاريخ كرة القدم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة