أساطير كرة قدم لعبوا بعد الأربعين

العجوز المصري يلخص معنى حراسة المرمى في ركلتي جزاء

tag icon ع ع ع

شاهدت جماهير كرة القدم في الأسبوع الفائت كيف تمكن أسطورة المنتخب المصري، عصام الحضري، من نقل بلاده إلى المباراة النهائية على حساب المنتخب البوركيني في مباراة نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، المقامة في الغابون.

تألُّق الحضري يفوق خبر تأهل مصر إلى المباراة النهائية، إذ تلخصت كرة القدم المصرية كلها بشخص يقف بين خشبات المرمى، وليس أي شخص بل هو أربعيني، من مواليد خط المرمى، دخل من مقاعد البدلاء في المباراة الأولى لمنتخب مصر بعد إصابة الحارس الأساسي، ليُخرج هذا “البديل العجوز”، كما لقبته الصحافة، الجميع خارج حدود البطولة القارية.

في تجاعيد وجه الحضري يتلخص تاريخ مصر الكروي، ولقبه السد العالي يعتبر صرحًا من صروح الحضارة المصرية.

لم تكن المرة الأولى التي يثبت فيها الحضري أنه الوحيد القادر على حماية عرين المصريين في المباريات الملتهبة، التي يخوضها الفراعنة أمام منتخبات لا يعرف لاعبوها أصحاب البشرة السمراء سوى الصواريخ الكروية التي تكاد تمزق الشباك.

عصام صاحب الـ 44 ربيعًا ركض كحارس يافع يسعى لإثبات نفسه في كرة القدم، في نهاية 2016 بعد فوز المنتخب المصري على غانا في تصفيات كأس العالم 2018، عندما أعاد للمصريين مشهد رقصة العارضة الشهيرة التي يتميز بها، لم يبدُ حينها أنه أكبر لاعبي القارة وأنه صاحب لقب أمم إفريقيا أربع مرات، كان في ثلاث منها الحارس الأول.

وأعاد الحضري بذلك إلى الذاكرة عددًا من اللاعبين الذين تجاوزا الأربعين وهم يقدمون أنفسهم كلاعبين من الطراز الأول على المستطيل الأخضر، لم يمنعهم تقدمهم في السن عن الاستمرار والعطاء وحمل اسم بلادهم وأنديتهم في المحافل الدولية، مخالفين نظرية الاعتزال في الثلاثينيات.

بيتر شيلتون

يقول حارس مرمى إنكلترا واللاعب الأكثر تمثيلًا لبلاده على الصعيد الدولي، إنه يعتبر أن جسد بعض الأشخاص يتحمل التمارين التي يحتاجها كل لاعب لكي يحافظ على مستوى معين لفترة طويلة، وهناك بطبيعة الحال أشخاص لا ينطبق عليهم هذا الأمر، “لكن إذا كنت محظوظًا بما فيه الكفاية لكي تولد وأنت تملك هذه القدرة، يكون الأمر رائعًا لأن ذلك سيسمح لك بمواصلة القيام بما تحبه لأطول فترة ممكنة.”

وهذا بالفعل ما قام به شيلتون في كأس العالم في إيطاليا 1990، بعمر الأربعين قبل أن يعتزل بسن الـ 47، بعد أن خاض 1005 مباريات في الدوري الإنكليزي.

وفي نهائيات إيطاليا 1990، كشف شيلتون بأنه خضع لبرنامج تدريبي خاص بسبب سنه، ولكونه كان حارسًا للمرمى.

وشغل شيلتون مركز اللاعب- المدرب خلال وجوده في صفوف بليموث أرجايل الإنكليزي.

موندراجون

نجح الحارس الكولومبي في تحطيم الرقم القياسي لأكبر لاعب سنًا يخوض مباراة في كأس العالم عندما شارك كبديل في مباراة ضد اليابان بمونديال البرازيل 2014.

وقال موندراجون بعد تحطيم الرقم القياسي بعمر 43 و3 أيام، إنه فخر كبير أن يصبح لاعبًا يجسد الكرة الكولومبية، كما صرح أنه خضع لبرنامج لياقة بدنية خاص به ليتمكن من الاستمرار في اللعب.

روجيه ميلا

رغم اقتصار مشواره على الأندية المحلية في الدوري الكاميروني المغمور، فقد طبع الكاميروني روجيه ميلا صورته في ذاكرة الملايين من عشاق كرة القدم الذين تابعوا رقصته الاحتفالية المشهورة في مونديالي 90 و94 مع بلوغه الثانية والأربعين من العمر.

وأصبح ميلا أكبر لاعب يسجل هدفًا في تاريخ المونديال ليعتزل وفي جعبته 102 مباراة دولية.

كازو ميورا

وكما هو المتعارف عليه، يبقى أبناء شرق آسيا لفترة أطول بصحة جيدة، ويتمكنون من ممارسة أعمالهم لسن متقدم، حيث مايزال الياباني كازو ميورا يكسر الأرقام بعمر الخمسين بتسجيله للأهداف في هذا العمر، وهو من مواليد عام 1967.

ويعتبر أول لاعب ياباني يحترف خارج اليابان، إذ احترف في نادي جنوى الإيطالي كما لعب في أمريكا وأستراليا، وكان آخر عقد وقعه مع نادي يوكوهاما الياباني وهو في سن 49 بداية العام الفائت.

وخاض “الملك” كازو 91 مباراة دولية سجل من خلالها 56 هدفًا للمنتخب الياباني.

ستانلي ماتيوس

العجوز الإنكليزي الآخر إلى جانب الحارس شيلتون، ما يميزه ليس فقط كونه أول لاعب يتوج بالكرة الذهبية، بل بحمله لقب أكبر لاعب سجل هدفًا للمنتخب الإنكليزي بـ 41 عامًا و248 يومًا، وأكبر لاعب مثل المنتخب 42 عامًا و104 أيام.

لعب السير مع إنكلترا 54 مباراة سجل فيها 11 هدفًا، ولعب خلال مشواره المحلي مع ستوك سيتي وبلاك بول 783 مباراة، سجل فيها 80 هدفًا.

رايان غيغز

اللاعب الويلزي الشهير الذي يعتبر أفضل جناح كرة قدم في العالم، اشتهر مع الشياطين الحمر في إنكلترا، حيث كان أحد أعمدة الجيل الذهبي للنادي، عندما حصل معه على الكأس الأوروبية لأربع مرات.

ويعد من أكثر اللاعبين حصولًا على كؤوس في تاريخ مانشستر يونايتد، والتي تصل إلى 20 جائزة.

اعتزل اللعب في الموسم الماضي بعد إتمامه لعامه الأربعين.

هؤلاء بعض اللاعبين الذي أثبتوا صحة المثل الشعبي أن “العمر يبدأ بعد الأربعين”، وأنه مجرد رقم، الأمر الذي لا يتمكن الكثير من لاعبي كرة القدم تحقيقه أو الإيمان به.

تبدأ مسيرة لاعب كرة القدم في سن مبكرة ابتداءً من 18 عامًا، ليبلغ شهرته إن كان ذو حظ جيد وتبدأ مسيرة الأضواء الشاقة في 21، ليلعب قرابة ست إلى ثماني سنوات هي الأهم في مسيرته الكروية، تعتمد على سعي اللاعب الدائم للحفاظ على لياقته وإبقاء نفسه بعيدًا عن الإصابات.

في الثلاثينيات تبدأ أيام اللاعب الكروية تتناقص، وهنا تبرز قيمة اللاعب الكروية، وتبدأ فترة تحقيق الأرقام القياسية.

يلعب الكثير من اللاعبين بعد الثلاثين ولكن القليل منهم يبقى نجمًا ستفتقده الملاعب بعد اعتزاله، وأبرز أمثلة على ذلك الرسام إينيستا وبوفون وتوتي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة