القمة العربية- الصينية.. حقبة جديدة خارج حسابات أمريكا

Chinese President

camera iconالرئيس الصيني، شي جين بينغ، يصافح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بعد وصوله إلى قصر "اليمامة" في الرياض- السعودية- 8 من كانون الأول 2022 (واس)

tag icon ع ع ع

التقى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بزعماء دول الخليج العربية في الرياض اليوم، الجمعة 9 من كانون الأول، في اجتماع الدورة الـ43 لدول مجلس التعاون الخليجي.

وفي الكلمة الافتتاحية لقمة “الرياض الخليجية- الصينية للتعاون والتنمية”، أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بدء “مرحلة تاريخية جديدة من العلاقات مع الصين”.

وتعهد بأن تظل دول الخليج “مصدرًا آمنًا وموثوقًا لتزويد العالم باحتياجاته من الطاقة”، مؤكدًا أن النفط والغاز سيظلان مصدرين مهمين للطاقة لعقود، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).

وفي بيان مشترك مطول، التزمت بكين والرياض بتعزيز التعاون والتشديد على مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مع التأكيد على أهمية الحل السلمي للصراع الأوكراني.

وأكد البيان أهمية استقرار السوق العالمية والتعاون في مجال الطاقة، مع السعي لتعزيز التجارة غير النفطية وتعزيز التعاون في الطاقة النووية السلمية.

في إشارة إلى المخاوف الأمنية الخليجية بشأن إيران التي تربطها مع الصين علاقات جيدة، وهي مورد نفط آخر مهم لها، اتفق الأطراف على الحاجة إلى “تعزيز التعاون المشترك لضمان الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي”، وضرورة احترام طهران لمبادئ حسن الجوار.

كما أبدت الرياض دعمها لسياسة بكين “صين واحدة” بشأن قضية تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها الصين جزءًا منها وتهدد بضمها بالقوة.

الصين.. ظل الشرق الأوسط الجديد

تراقب الولايات المتحدة بحذر التأثير المتزايد لمنافسها الاقتصادي في المنطقة، كما أن زيارة بينغ تأتي في وقت كان فيه تحالف الرياض الطويل الأمد مع واشنطن متوترًا بشأن قضايا حقوق الإنسان وسياسة الطاقة مع تداعيات الغزو الروسي.

عمدت السعودية ودول الخليج إلى تعميق العلاقات مع روسيا والصين على مدى السنوات الأخيرة، في تشكيك بالشراكة الأمنية التي قامت عليها العلاقات الطويلة الأمد، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.

من جهته، قال بينغ، إن “الصين تتطلع إلى العمل مع السعودية والدول العربية لتحويل القمتين إلى حدثين مهمين في تاريخ العلاقات الصينية- العربية، والارتقاء بهذه العلاقات إلى آفاق جديدة”.

سيوقع الوفد الصيني اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع عدة دول، إلى جانب السعودية التي وقعت مذكرة تفاهم مع شركة “هواوي” بشأن الحوسبة السحابية وبناء مجمعات عالية التقنية في المدن السعودية، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.

وكانت شركة “هواوي”، عملاق التكنولوجيا الصينية، شاركت في بناء شبكات “5G” في معظم دول الخليج، رغم مخاوف الولايات المتحدة من مخاطر أمنية محتملة في استخدام تقنيتها.

من بين الحكام الذين حضروا القمة، أمير قطر، وولي عهد الكويت، وملك البحرين، ورؤساء كل من مصر وتونس وجيبوتي والصومال وموريتانيا وفلسطين، إلى جانب قادة ورؤساء وزراء العراق والمغرب والجزائر والسودان ولبنان.

وقبيل القمة، أجرى بينغ محادثات ثنائية مع ولي العهد الكويتي، الشيخ مشعل الصباح، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي، شياع السوداني، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والزعيم السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

عمق تاريخي نحو مستقبل مشترك

في مقالة كتبها الرئيس الصيني بينغ بعنوان: “توارث الصداقة الممتدة لآلاف السنين والعمل معًا على خلق مستقبل جميل”، ونشرتها جريدة “الرياض” السعودية، الخميس، أشار بينغ إلى قدم العلاقة بين البلدين مقتبسًا مقولة تُنسب لنبي الإسلام محمد (عليه السلام)، “اطلبوا العلم ولو في الصين”، رغم أن سندها ضعيف ولم يثبت قولها عن النبي.

وأضاف بينغ، “استشرافًا للمستقبل، ستغتنم الصين فرصة إقامة وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي لتعميق الثقة المتبادلة، وستواصل الصين دعمها الثابت لجهود دول المجلس في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وأمنها واستقرارها”.

وأكد في مقاله أن بلاده ستعمل مع الجانب الخليجي على بناء نمط جديد ومتزايد الأبعاد لتعاونهما في مجال الطاقة، وتسريع التطور الجديد للتعاون في مجالي المالية والاستثمار.

من جهته، لفت الكاتب السعودي في جريدة “الرياض” فهيم الحامد، إلى أن الحراك السعودي بإعادة التوازن الجيوستراتيجي للمنطقة من خلال حشد القوى الخليجية والعربية في الرياض وتناغمها مع الصين التي وصفها بـ”الشريك الموثوق والقوة المتعاظمة” نجح بامتياز.

واعتبر الحامد أن العلاقات الصينية- العربية في المجالات المختلفة، تشير إلى حقبة “سعودية- خليجية- عربية بشراكة صينية”، بعيدة عن الإملاءات وهيمنة القوى العالمية.

ويرى الكاتب أن بلاده تحاول إيصال رسائل استراتيجية للقوى العالمية من خلال استضافتها للقمم الخليجية والعربية، مفادها أن “المملكة مستقلة بقرارها وسيادتها، وأن دول الخليج حريصة على مد جسور الشراكة مع الصين كشريك وثيق”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة