“الكافور” مادة مسرطنة.. لماذا تعطى للمعتقلات؟

مادة الكافور (موقع organic creations)

camera iconمادة الكافور (موقع organic creations)

tag icon ع ع ع

معاناة الناجيات من الاعتقال تأخذ أشكالًا عدة لا يمكن حصرها، فآثار التعذيب الذي تتعرضن له داخل المعتقل ترافقهن بعد خروجهن متجلية برضوض جسدية وأمراض مستعصية قد تودي بهن إلى الوفاة، فضلًا عما تسببه لهن مادة “الكافور” التي يُجبرن على شربها من مضار على أجسادهن.

تصف عائشة، وهي معتقلة سابقة من مدينة حلب تم احتجازها عام 2013 وأفرج عنها بعد ستة أشهر، ما تعانيه من آلام ترافقها منذ خروجها من المعتقل.

إذ تعاني عائشة من الضعف، والوهن، وهشاشة العظام، وفقر الدم، بالإضافة لاختلاطات هرمونية.

تقول عائشة “حين أعود من العمل أكون منتهية… أبقى في السرير حتى اليوم التالي كي أنهض للعمل مجددًا.. هذا كله نتيجة للذي مر معنا.. عدا عن الضغط النفسي الذي كنا نعيشه، وعدا عن تقديمهم الماء الذي يحوي على مادة الكافور.. أكثرنا من فترة لفترة نعاني من أمراض غريبة”.

وتضيف عائشة أن صديقتها التي كانت معتقلة معها في سجن عدرا توفيت منذ شهرين إثر إصابتها بالسرطان، فبعد خروجها من المعتقل ظهرت لديها حبة في صدرها بشكل مفاجئ، وبعد أن أزالتها انتشر المرض في كامل جسدها.

وتتابع عائشة، “جميعنا نعاني، اضطررت لإجراء ثلاث عمليات لإزالة كتل ظهرت عندي، ولكنهم يقولون لي إنها حميدة.. لا شيء بها مجرد ضغط نفسي”.

رضوض جسدية وأمراض عضوية

اختصاصي الأمراض الداخلية الدكتور محمد شماع تحدث لعنب بلدي عن الآثار الجسدية التي تعاني منها الناجيات من الاعتقال، وعن أضرار مادة الكافور.

وأشار شماع إلى أن الآثار الجسدية تختلف بحسب ما تعرضت له المعتقلة من وسائل تعذيب إذ يجب دراسة كل حالة على حدة، كما تؤدي الاضطرابات النفسية والتوتر الذي تعاني منه المعتقلات إلى أمراض عضوية تختلف باختلاف شدة الحالة التي تعرضن لها، وذلك إلى جانب الأمراض العصبية والنفسية.

آثار جانبية لمادة الكافور

وعن أضرار مادة الكافور أوضح شماع أنه على الرغم من كثرة المجالات التي يدخل استخدام هذه المادة فيها إلا أنّ لها أضرارًا وآثارًا جانبية كثيرة.

فهي تحتوي في تركيبها على مادة “السافول” والتي أثبتت الدراسات أنها مادة مسرطنة، ولهذا يُنصح بعدم استعمالها إلا عند الضرورة.

كما أن الكافور يعد مادة سامة إذ إن غرامًا واحدًا منه كافٍ لقتل طفل، و5 غرامات منه تستطيع أن تقتل بالغًا.

وحذر شماع من أن تستخدم المرأة الحامل مادة الكافور لأنها تساعد على الإجهاض أو الولادة المبكرة، كما لا يجب إعطاؤها إلى الطفل الذي يقل عمره عن سنتين.

ولأنها تساعد في ارتفاع ضغط الدم عند استنشاق رائحتها، يُنصح المصابون بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم بالابتعاد عنها قدر المستطاع.

ولفت شماع إلى أن الكافور يعد من المواد القاطعة للشهوة الجنسية فهو يقلل من الرغبة عند النساء والرجال، ولذلك فهو يُعطى للمساجين والمعتقلين.

ومن الأضرار الإضافية للكافور أنه يؤدي إلى تقليل الخصوبة، ويسبّب التحسس للأشخاص الذين يعانون من الحساسية وظهور الطفح الجلدي، كما أنه يُسرّع من ظهور الشيب في الشعر عند استعماله بتدليك فروة الرأس به.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة