“ترجمات علمانية”.. كيف تلعب الترجمة دورًا في الأيديولوجيا

tag icon ع ع ع

يعد مصطلح العلمانية أحد أكثر المصطلحات إثارة للجدل في المجتمعات العربية، وخاصة مع اقتصار تعريفها لدى شريحة واسعة على أنها “فصل الدين عن الدولة”، وما يتبع هذه الجملة من خلافات بين منتسبي المدارس السياسية والمجتمعية المختلفة.

ويشرح كتاب “ترجمات علمانية” لمؤلفه طلال أسد، دور الترجمة في فهم العلمانية وكيفية وصولها إلى العالم العربي، إذ إن هذه الترجمة على مدى عقود أسهمت بشكل مباشر في فهم خاطئ لأهداف العلمانية أساسًا.

ووفقًا للمؤلف، فالعلمانية لا تقتصر على مبدأ مجرّد للمساواة والحرية تلتزم به الدول الديمقراطية والليبرالية، بل هي إشارة إلى “نطاق من القناعات الشعورية”.

لا يهدف الكتاب إلى إقناع الكاتب بالعلمانية أو ضرورة أن تكون منهجًا للدول التي تتكون شعوبها من أديان وطوائف وإثنيات مختلفة، على اعتبار أنها قادرة على أن تكون فرصة لتحقيق العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع هذه المكونات، ما يساعد في تحقيق سلام اجتماعي، لكنه يسعى إلى إعادة فهم العلمانية بحد ذاتها عبر إعادة ترجمة معانيها وتأويلها، وبالتالي يرى المؤلف طلال أسد أن أفضل مدخل لفهمها هو “المدخل غير المباشر”.

ورغم أن الكتاب يبدو في ظاهره مقتصرًا على دور اللغة في نقل الأفكار العلمانية، سواء للعالم العربي أم لغيره، فإنه يغوص في بقية فصوله بدور العديد من المهن التي نتجت عن تحرر الأفكار لاحقًا، منها التأمين الصحي والقوانين الجنائية، بالإضافة إلى الثقافة والقومية، وصولًا إلى الفلسفة، إذ تأثرت كل هذه المصطلحات بالعلمانية نفسها.

وصدرت ترجمة الكتاب عن “الشبكة العربية للأبحاث والنشر” خلال العام الحالي، ونقله إلى العربية حجاج أبو جبر.

وطلال أسد هو عالم في “علم الإنسان”، وهو مفكر إسلامي من أصل نمساوي ويحمل الجنسية الباكستانية، وله عشرات الأبحاث حول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المؤلفات في مجال الأنثروبولوجيا، منها كتاب “تشكلات العلماني: في المسيحية والحداثة والإسلام”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة