تسريبات مصرفية تكشف ثروة عبد الحليم خدام في سويسرا

نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام (تعديل عنب بلدي)

camera iconنائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

كشفت تسريبات مصرفية نُشرت تحت مسمى “Suisse Secrets” لأحد أكبر البنوك في سويسرا “Credit Suisse” تفاصيل عن حسابات أكثر من 30 ألف عميل، من بينهم النائب السابق للرئيس السوري، عبد الحليم خدام.

وجاء في التسريبات، التي نُشرت الأحد 20 من شباط، أن خدام تمكّن من جمع عشرات الملايين من الدولارات بحسابه البنكي في “Credit Suisse”، وأسهمت أمواله في بناء شركات وقصور فخمة وهي ثروة مذهلة لموظف عمومي.

خدام.. الثروة للسيطرة

شغل خدام مناصب حكومية رفيعة المستوى من 1970 إلى 2005، أولًا كوزير للخارجية ثم نائب للرئيس السابق، حافظ الأسد.

وبرز في ثمانينيات القرن الماضي، خلال المساعدة في إدارة تورط سوريا بالحرب الأهلية اللبنانية المجاورة، وما تلاها من اقتحام البلاد، سعيًا إلى رعاية سياسيين لبنانيين موالين لدمشق، بحسب الصحيفة.

وأقام خدام صداقة مع رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، لدعم ترشحه الناجح في أثناء رئاسته لمجلس الوزراء اللبناني عام 1992.

كان الحريري معروفًا بتوطيد علاقاته بالمال، ولم تكن صداقته مع خدام استثناء.

قال مسؤول سوري رفيع المستوى سابقًا لـ”مؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد” (OCCRP)، إن خدام “سيطر على لبنان من خلال الحريري”، الذي بدوره قدم له حسنات.

واستذكر لقاءه خدام في دمشق، حيث كان نائب الرئيس “يعيش حياة أسطورية”.

وقال المسؤول السابق، إن خدام اشتهر بمستوى من الفساد كان واضحًا للغاية لدرجة أنه “لا يحتاج إلى وثائق” ليتم إثباته.

ظهرت اتهامات أخرى ضد خدام بعد اغتيال الحريري خلال رئاسته الثانية للوزراء في عام 2005، وهي جريمة قتل نُسبت على نطاق واسع إلى النظام السوري.

في العام التالي، انشق خدام عن النظام السوري، بقيادة رئيسه الحالي بشار الأسد، وهرب إلى باريس.

وردًا على ذلك، بدأ المسؤولون السوريون بتسريب تفاصيل تعاملاته السابقة.

وقال مسؤولون في إيجاز مع الصحفيين، إن خدام أخذ حوالي 500 مليون دولار من الحريري على مدى عقدين، بعضها في شكل منازل ويخوت وأموال في حسابات مصرفية فرنسية ولبنانية وسويسرية.

كما ذكرت وسائل إعلام سورية أن خدام تلقى رشى في الثمانينيات، للسماح لفرنسا وألمانيا بدفن النفايات المشعة في الصحراء.

تؤكد تفاصيل الحساب الخاص بخدّام، والذي كان يملكه بالاشتراك مع زوجته وأبنائه الثلاثة، أن العائلة راكمت بالفعل ثروة كبيرة عندما كان خدام في منصبه، وفتح الحساب في عام 1994، ووصل إلى أعلى رصيد له بما يقرب من 90 مليون فرنك سويسري في أيلول 2003.

توفي خدام في عام 2020، ولم يستجب أبناؤه للمكالمات الهاتفية أو الطلبات المتكررة للتعليق، المرسلة عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية.

كان خدام واحدًا فقط من بين العديد من النخب العربية التي استخدمت سويسرا لتخزين ثروته لسنوات، جعلت السرية المالية للبلاد والاستقرار النسبي فيها وجهة شهيرة للأموال المشروعة وغير المشروعة.

اقرأ أيضًا: فساد “السيد %10” يلاحق عائلة مخلوف بعد وفاته

قال الباحث في المنتدى المدني لمجموعة الدعوة لاسترداد الأصول، جاكسون أولدفيلد، لـ”OCCRP”، “إن التصور القائل بأنها كانت ملاذًا آمنًا لإخفاء الثروة بطريقة توفر مستويات عالية من السرية جعلها وجهة جذابة للعديد من الأفراد”.

وقال إن سويسرا ودولًا أوروبية أخرى كان يُنظر إليها أيضًا على أنها “مستقرة، بمعنى أن هذه الأموال لن تختفي بسبب تقلبات العملة، بل بسبب الحكومات غير المستقرة في المستقبل”.

البنك يكذّب التسريبات

أصدر البنك بيانًا ردًا على التسريبات، رفض فيه بشدة “المزاعم والتلميحات حول الممارسات التجارية المزعومة للبنك”.

وأضاف البيان أن “الأمور المعروضة هي في الغالب تاريخية، ويعود تاريخها في بعض الحالات إلى أربعينيات القرن الماضي، وتستند حسابات هذه الأمور إلى معلومات جزئية أو غير دقيقة أو انتقائية مأخوذة من سياقها، ما أدى إلى تفسيرات متحيزة للبنك سلوك العمل”.

وأكد أن ما يقرب من 90% من الحسابات التي تمت مراجعتها أُغلقت اليوم أو كانت في طور الإغلاق قبل تسلّم الاستفسارات الصحفية.

وشدد على أن البنك يأخذ “التسريب المزعوم في الإبلاغ على محمل الجد، ولديه أنظمة قوية لحماية البيانات”.

وأظهرت بيانات “Suisse Secrets” أن خمسة رؤساء دول وحكومات سابقين أو حاليين من العالم العربي يمتلكون حسابات في “Credit Suisse”.

كما تضمنت رؤساء تجسس وآخرين مرتبطين بوكالات المخابرات التي تعتبر العمود الفقري للعديد من الدول العربية من اليمن والأردن والعراق ومصر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة