دراسة أمريكية: الجهاز المناعي قد لا يحارب “كورونا” بل يطيل أمد الإصابة به

camera iconصورة تعبيرية

tag icon ع ع ع

قال علماء في جامعة “ييل” (Yale University) الأمريكية، إن مستويات هائلة من “المضادات الذاتية” في جهاز مناعة الإنسان قد تؤدي إلى الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) الحاد، وتترك المرضى مصابين بالفيروس لمدى أطول عندما تستمر المشاكل الطبية لفترة طويلة بعد التغلب على الفيروس.

ووجد باحثون في الجامعة التي تعد من أقدم الجامعات الأمريكية، أن المصابين لديهم أعداد كبيرة من الأجسام المضادة “المضللة” في دمائهم تستهدف الأعضاء والأنسجة والجهاز المناعي نفسه، بدلًا من محاربة الفيروس الدخيل، وفق ما نقلته صحيفة “الجارديان” البريطانية، الأحد 13 من كانون الأول.

وقارن العلماء الاستجابات المناعية لدى المرضى والأشخاص غير المصابين، واكتشفوا العشرات من الأجسام المضادة الشاذة التي منعت الدفاعات المضادة للفيروسات، وقضت على الخلايا المناعية المفيدة، وهاجمت الجسم على جبهات متعددة، من الدماغ والأوعية الدموية والكبد إلى النسيج الضام، والجهاز الهضمي.

وكشفت اختبارات أخرى أنه كلما زاد عدد “الأجسام المضادة الذاتية” في دمائهم، كان مرضهم أسوأ، لافتين إلى أنه كان لدى مصابي الفيروس أجسام مضادة أكثر من الأشخاص المصابين بمرض “الذئبة”، وهو مرض مناعي ذاتي تسببه أجسام مضادة ضالة مماثلة.

ويعرف مرض “الذئبة” (Lupus) بأنه مرض التهابي مزمن، ينشأ عندما يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم نفسه وأعضاءه، والالتهاب الناتج عن “الذئبة” قد يصيب أجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك المفاصل، والجلد، والكليتان، وخلايا الدم، والقلب، والرئتان.

في حين قال عالم المناعة في “ييل” وكبير مؤلفي الدراسة آرون رينغ، إن “مرضى (كوفيد- 19) يصنعون أجسامًا مضادة تتداخل فعليًا مع الاستجابات المناعية ضد الفيروس”.

وأوضح أن العديد من “الأجسام المضادة الذاتية هاجمت أجزاء من الجسم من المعروف أنها تضررت لدى المصابين بهذا المرض”.

وأضاف رينغ، “نعتقد بالتأكيد أن هذه الأجسام المضادة الذاتية ضارة بمرضى (كوفيد- 19)” ، مشيرًا إلى أن الآثار الضارة قد تستمر بعد انحسار العدوى، ما يترك المرضى يعانون من مشاكل طبية طويلة الأمد. 

وقال، “نظرًا إلى أن الأجسام المضادة يمكن أن تستمر لفترة طويلة، فمن الممكن تصور أنها قد تسهم في تطور أمراض عدة”.

كيف تطلق المضادات الذاتية نيرانها الصديقة

تعمل الأجسام المضادة على تعطيل الفيروسات عن طريق الالتصاق بالبروتينات الموجودة على سطح الفيروس، ولكن “الأجسام المضادة الذاتية” هي الشكل الخطأ، وترتبط عن طريق الخطأ بالبروتينات الموجودة على الخلايا البشرية أو التي أطلقتها الخلايا البشرية، وفق الجامعة.

وأجرت الجامعة فحصًا لـ194 مريضًا وعاملًا في المستشفى بدرجات متفاوتة من عدوى “كورونا”، بحثًا عن “الأجسام المضادة الذاتية” التي استهدفت ما يقرب من 3000 بروتين بشري. 

في السياق، شرح العلماء كيف أن المرضى لديهم “زيادات متسارعة في تفاعلات الأجسام المضادة الذاتية” مقارنة بـ30 من العاملين الصحيين في المستشفى الذين لم يكن لديهم الفيروس، في حين أن بعض “الأجسام المضادة الذاتية” لدى بعض المرضى كانت موجودة على ما يبدو قبل الإصابة بالفيروس، وتزايدت مع تقدم المرض.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة