دورات الاندماج للأجانب في تركيا.. هل تحقق أهدافها؟

camera iconلاجئون يتلقون دورات الاندماج في ولاية جوموش هانة التركية_ آذار 2022_ موقع (جوموش هانة) الإخباري

tag icon ع ع ع

تستمر دورات الاندماج الاجتماعي وتعليم الحياة (SUYE) في عامها الثالث بمختلف الولايات التركية.

وتواصل تركيا استقبال الأجانب للتسجيل على دورات الاندماج، بعد أن أطلقتها مديرية دائرة الهجرة، بالتعاون مع وزارة التربية التركية، منذ ثلاثة أعوام لدمج المواطنين الأجانب ومنهم السوريون في المجتمع التركي.

والمشروع المتواصل يستهدف السوريين المقيمين في الولايات، حاملي وثيقة “الحماية المؤقتة”، ومختلف أنواع تصاريح الإقامة.

وبحسب ما أعلنه بيان لوزارة التربية عبر موقعها الإلكتروني، في 2 من شباط الماضي، تستمر دورات الاندماج ضمن برنامج يدوم ثماني ساعات، يتم التقدم عليه عبر موقع إلكتروني تابع لإدارة الهجرة.

وتوفر مديرية التربية مترجمين للغات المطلوبة من قبل المتقدمين، بجانب المعلمين المسؤولين عن شرح منهاج هذه الدورات.

آلية وشروط التقدم للدورات وأهدافها

يجري التقدم للانضمام للدورات عن طريق رابط إلكتروني تابع لمديرية الهجرة، بإدخال المعلومات الشخصية بحسب الإقامة أو وثيقة “الحماية المؤقتة”.

استمارة إلكترونية أولية للتسجيل على دورات الاندماج_ 2022_ موقع مديرية إدارة الهجرة

ويختار المتقدم للبرنامج لغة الترجمة المناسبة له، وتشمل لغات الترجمة اللغة العربية من بين لغات أخرى، كالإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية والفارسية.

وتتوفر الدورات في أوقات مختلفة من أيام الأسبوع، ويمكن للمتقدم اختيار الوقت المناسب له، صباحًا أو مساء خلال أيام الأسبوع أو العطلة.

ويختار الولاية والمنطقة المقيم فيها، ويتم التواصل معه من قبل مديرية التربية أو مركز “التعليم الشعبي”، لإعلامه ببداية البرنامج.

ويُشترط للتقدم للدورات أن يكون الفرد أتم الـ17 عامًا، ويمتلك الحق القانوني للإقامة في الدولة.

وبحسب ما أعلنته مديرية التربية في البرنامج على موقعها الإلكتروني، تهدف دورات الاندماج لتعريف الفرد بمجموعة من القواعد الاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية والصحية التالية:

  • الأخلاق العامة والاجتماعية والعادات الخاصة بالمجتمع التركي.
  • تعريفه بحقوقه ومسؤولياته في البلد المقيم به.
  • التعرف إلى المؤسسات الأساسية وإلى أين يمكنه التوجه في حال مواجهة أي مشكلات أو في احتياجاته اليومية.
  • شرح المعاملات المصرفية وكيفية فتح حساب مصرفي واستخدام الخدمات البريدية.
  • كيفية الوصول إلى أرقام الطوارئ والحصول على المساعدة.
  • التعريف بمتطلبات الالتحاق بالمدارس بمختلف المراحل التعليمية.
  • إجراءات الزواج والطلاق وكيفية تسجيل الأطفال وحديثي الولادة.
  • خدمات المساعدة القانونية.
  • التعريف بالخدمات الصحية الطارئة وحجز المواعيد في المستشفيات والمنشآت الطبية.

وفي نهاية البرنامج يحصل المتقدم للدورة على شهادة حضور مقدمة من مديرية التربية التركية.

السيدة آمنة (56 سنة)، إحدى المشاركات في الدورة، قالت إنها انضمت للحصول على شهادة الحضور المقدمة في نهاية البرنامج، والتي أُشيع أنها شرط لتجديد الإقامات في تركيا.

وأضافت السيدة أنها تقدمت بطلب عبر الموقع الإلكتروني، ولكن لم يتم التواصل معها، فتوجهت لمركز “التعليم الشعبي” في ولاية أضنة للتسجيل يدويًا.

وأشار المركز إلى أنهم لا يتمكنون من التواصل مع كل المتقدمين فور الحصول على الطلبات، بسبب الضغط على الموقع.

وقالت السيدة، “استمرت الدورة ليوم واحد فقط، لمدة ثلاث ساعات، وكانت اللغة المستخدمة هي التركية، مشيرة إلى عدم إتقانها اللغة، وافتقار الدورة لوجود المترجمين في المركز الذي انضمت فيه للدورة”.

واعتبرت أن عدم وجود مترجمين، بالإضافة إلى قصر وقت الدورة، لم يقدم لها أي فائدة على الصعيد الشخصي، وفق رأيها.

وبحسب ما نقلته السيدة عن المركز، فإن شهادات الحضور ستقدم لهم بعد عدة أيام من انتهاء البرنامج.

أما مجد، طالبة في جامعة “حران” بولاية شانلي أورفا، فأوضحت أن سبب تقدمها للدورة، هو الحصول على الشهادة، باعتبارها واحدة بين الأوراق المطلوبة لتقديم طلب الحصول على الجنسية في تركيا، بحسب قولها.

وأضافت الطالبة، “الدورة استمرت لمدة خمس ساعات، تضمنت تعريف اللاجئين بالمؤسسات الحكومية، ووظيفة كل منها، وكيفية التقدم بأي طلب في هذه المؤسسات”.

ونوّهت مجد إلى وجود مترجم للغة العربية في المركز الذي انضمت له، على الرغم من إتقانها اللغة.

وقالت الطالبة، “لم أكن أعلم بضرورة توجه ذوي الشخص المتوفى أو أقاربه لإدارة الهجرة وإعلامهم بوفاته، بالإضافة إلى جهلي بالكثير من الخدمات المقدمة من قبلهم، كتخصيص رقم لاستفسارات الأجانب ومساعدتهم”.

وأشارت مجد إلى أن “الدورات لا تحقق الاندماج بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، بقدر تعريفها الأجانب بقوانين البلد والمؤسسات والمنشآت وبعض الخدمات”.

وأعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في تصريحات صحفية، في 17 من شباط الماضي، عن عدد اللاجئين السوريين الموجودين تحت “الحماية المؤقتة” في تركيا، والذي وصل إلى ثلاثة ملايين و700 ألف.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة