خشبة المسرح السورية اللاجئة..

“روميو وجولييت” يلتقيان عبر السكايب في عمّان

tag icon ع ع ع

مزجت النسخة السورية من مسرحية شكسبير، روميو وجولييت، التي قُدمت على سطح أحد المشافي المؤقتة للاجئين السوريين في العاصمة الأردنية (عمّان)، بين خشبة المسرح التقليدية والتكنولوجيا الحديثة وقدمت لمسة فريدة من نوعها.

وقال الممثل السوري نوار بلبل لوكالة فرانس برس، إنه أول من استخدم “السكايب” في المسرح، بعد أن أعاد بناء العمل المسرحي بشكل كامل، وركز فيه على قصة الحب، مبتعدًا عن المشاهد العنيفة.

وأشار إلى أن هذا الإنتاج الجديد يهدف لتسليط الضوء على محنة أولئك الذين فروا من الحرب في سوريا، وتركوا من يحبون خلفهم، مضيفًا “غايتنا من هذا العمل الفريد، لفت الانتباه إلى المناطق المحاصرة من قبل النظام في سوريا، بعد فشل المنظمات الإنسانية في إرسال الغذاء والماء والدواء لهم”.

ونوه بلبل إلى أن مسرحياته تهدف إلى مواجهة القلق والألم عند الأطفال الذين أُبعدوا عن أسرهم ومسكنهم قائلًا “الهدف من العمل هو وضع الطفل في حالة الشعور بأنه إنسان فعلًا، وإلهامه من خلال الفن الذي يعتبر وسيلة للتخفيف من غضبهم وحزنهم”.

وأضاف “أردنا أيضًا إرسال رسالة للعالم بأن الشعب المحاصر في سوريا ليس إرهابيًا، كما أن الأطفال هناك مهددون دائمًا بالموت جراء القصف والدمار”.

ولم تكن التجربة الأولى للممثل السوري في العرض المسرحي، إذ أنتج مشروع الملك لير، العام الماضي، مع عدد من الأطفال الذين شاركوا في عرض مسرحيته “شكسبير في الزعتري”، شمال عمّان، حيث يقطن قرابة 83 ألف لاجئ سوري.

توزيع الأدوار في المسرحية

لعب الشاب السوري إبراهيم (12سنة) دور روميو الذي التقى بحبيبته المحاصرة في أحد أحياء مدينة حمص، عبر السكايب (الوسيلة الوحيدة للتواصل معها).

وإبراهيم لاجئ سوري في الأردن، فقد والدته و3 من أشقائه في قصف النظام السوري لدمشق العام الماضي وعانى كثيرًا؛ فقد أجريت 3 عمليات جراحية لساقه اليمنى للحيلولة دون بترها، ولكن لا يزال الوقت طويلًا -كما خبره الأطباء- لتعود كما كانت عليه سابقًا، إذ تحتاج لعمليتين إضافيتين أيضًا.

أما “جولييت” فلعبت دورها فتاة تبلغ من العمر 14 سنة، وتعيش في حمص بعد أن تشتتت أسرتها، كما هو حال قرابة 440 ألفًا من المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع داخل سوريا، وغير القادرين على الاستفادة من المساعدات الإغاثية، بحسب الأمم المتحدة.

لا مزيد من “الحب” في سوريا

فرض الواقع نفسه خلال عرض المسرحية بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت عن مدينة حمص، ما أجبر الممثلين على إيقاف العرض؛ وقد انتظر الجمهور أكثر من ساعة مشهد واحدًا يصف خروج جولييت من النافذة لتطل على روميو ويعلن لها عن حبه.

وقال إبراهيم (روميو) إنه ترعرع إلى جانب من كانوا وراء الكاميرا في حمص، خلال فترة العمل على المسرحية التي دامت عدة أشهر، مضيفًا “آمل أن أراهم وجهًا لوجه يومًا واحدًا فقط، عندما تنتهي هذه الحرب”.

بينما عبّر الشاب السوري محمد حليمة، الذي يبلغ من العمر 24 سنة، ويستخدم كرسيًا مدولبًا؛ بعد إصابته بخمس رصاصات قبل عامين في سوريا، عن رأيه قائلًا “لا يوجد المزيد من الحب في سوريا كما في هذه القصة”.

“لقد دمرت الحرب كل ما هو جميل في بلدي”، وفق حليمة الذي أضاف “نحن الشباب أكبر ضحايا هذه الحرب المجنونة؛ وكل شخص يعيش حالة حب معينة مع شخص آخر، ولكننا الآن لا نعرف مكان وجودهم، حتى أننا لا نعلم أنهم لا زالوا على قيد الحياة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة