رينارد وهوية الأخضر السعودي..

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

انقضت مباريات الذهاب في تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة للمونديال، وتستعد المنتخبات الـ12 لخوض أول جولة في إياب التصفيات الثلاثاء المقبل. هنا لن أستعرض أداء المنتخبات والترشيحات والتوقعات، أو أداء المنتخبات العربية خلال جولة الذهاب، لكن سأتناول في الأسطر الآتية أداء وهوية واندفاع المنتخب العربي السعودي في التصفيات، وأرقامه الطيبة التي سجلها والتي من المتوقع أن يسجلها خلال جولات الإياب في التصفيات، وصولًا إلى المونديال في العام 2022.

لن نبالغ أو نشعر بالحرج إن اعتبرنا هذا الجيل في المنتخب السعودي الحالي أفضل المنتخبات والأجيال السابقة، بما يشابه المنتخب الذي أوصل الكرة السعودية إلى نهائيات كأس العالم 94.

لم أشاهد هذه الروح وهذا الاندفاع في منتخب السعودية منذ جيل الأسطورة سامي الجابر، ونجوم الأخضر آنذاك سعيد العويران وخالد مسعد والثنيان والتيماوي والدعيع، وبصراحة وبالقلم العريض، أستطيع القول إن المدرب هيرفي رينارد سجّل أرقامًا مميزة للأخضر السعودي، وخاض التحضيرات بشكل جيد بعد تمكّنه بدرجة احترافية من تغيير أساليب اللعب والتشكيل والاستعداد والانتشار في أرض الملعب عند اللاعب السعودي، ليرفع معها آمال وطاقة الكرة السعودية، ويكون المنتخب الأول هو الأقوى في الحظوظ والثبات بين كل المنتخبات الآسيوية في التصفيات، بما يتفوق على كوريا الجنوبية وإيران واليابان وأستراليا.

المنتخب يلعب كامل المباراة وطاقة اللاعبين في أوجها، بين الضغط العالي والانتشار في وسط الملعب، والدفاع عن المرمى، نغمات جديدة وألحان عذبة صاغها هيرفي رينارد وشاهدناها خلال خمس مباريات في التصفيات، سجل خلالها الأخضر السعودي أربعة انتصارات على اليابان وفيتنام وعمان والصين، وتعادل مع أستراليا، لتضعه 13 نقطة في المركز الأول، وفي خزينته ثمانية أهداف في شباك الخصوم مقابل ثلاثة أهداف في شباك السعودية.

الانضباط حاليًا في المنتخب السعودي يبهر المتابعين الذين رشحوا الأخضر للتأهل خلال المباراتين المقبلتين إلى المونديال مباشرة بعيدًا عن المركز الثاني أو الملحق الآسيوي، وهنا يأتي التأهل عن جدارة واستحقاق لما قدمه رينارد مع الأخضر السعودي من ثقة بالنفس وشجاعة وروح قتالية.

قد يكون المدح والحديث المعسول عن أداء الأخضر السعودي مبكرًا، وقد يكون البعض حذرًا من “فورة” في التصفيات، وخيبة أمل بأرقام قياسية في المونديال أو البطولات القارية المقبلة، وهذه المشاهد تابعناها في مونديال 2002 وفي مونديال 2006 وفي أكثر من نسخة لأمم آسيا، ولكني فعلًا أتحدث عن الهوية الجديدة للمنتخب السعودي التي ضاعت في السنوات السابقة، فالمنتخب الذي وصل إلى المونديال خمس مرات، وكان من أول منتخبات عرب آسيا في الوصول إلى الدور الثاني من المونديال في العام 1994، ترنح في أكثر من مشهد كروي، وتعددت الأسماء التدريبية المحلية والأجنبية، ولم تجد الحل والدواء للمنتخب السعودي، في حين برزت الهوية الجديدة والمطلوبة للكرة السعودية خلال هذه التصفيات مع المدرب هيرفي رينارد، وهو مدرب منتخب المغرب سابقًا.

النتائج والأداء والأرقام تبشرنا بمستقبل طيب للأخضر السعودي وصولًا إلى المونديال 2022.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة