رغم الوعود..

ساعات “التقنين” تخيّب آمال أهالي درعا بتحسن الكهرباء

camera iconسيدة وابنتها في منزلهم بريف درعا تعتمدان على إنارة الشموع خلال ساعات "تقنين" الكهرباء-2 من كانون الأول 2022 (عنب بلدي/حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

رغم إرسال حكومة النظام السوري تجهيزات لدعم التيار الكهربائي بمحافظة درعا، في تشرين الثاني الماضي، ازدادت ساعات “التقنين” إلى سبع ساعات قطع، وساعة وصل واحدة.

جاء ذلك بعد أن شهدت الكهرباء تحسنًا طفيفًا خلال أشهر الصيف، إذ بلغت ساعات “التقنين” نحو خمس ساعات قطع مقابل وصلها ساعة تتخللها عدة انقطاعات.

مساعدات “لوجستية”

في 19 من تشرين الثاني الماضي، وصلت إلى محافظة درعا قافلة تضم ثماني شاحنات تحمل معدات كهربائية من أمراس، ومحولات باستطاعات مختلفة، وكوابل، وأبراج.

ونشرت وزارة الكهرباء السورية، عبر صفحتها في “فيس بوك“، أن هذه التجهيزات لتعزيز البنية التحتية وزيادة ثبات شبكة الكهرباء.

ونقلت الوزارة عن محافظ درعا، لؤي خريطة، أن هذه القافلة من شأنها تعزيز استقرار الكهرباء والتسريع في أعمال الصيانة، وإعادة التأهيل بعد “تعزيز الأمن والاستقرار” في هذه المحافظة.

واستبشر السكان بقدوم هذه القافلة، متوقعين تحسن الواقع الكهربائي، ولكن منذ مطلع تشرين الثاني الماضي، شهدت المحافظة واقعًا مخالفًا لتوقعات الأهالي.

وصال (40 عامًا) من سكان تل شهاب بريف درعا الغربي، قالت لعنب بلدي، إنه مع قدوم فصل الشتاء يزيد استهلاك السكان للكهرباء، إذ لم تعد تغطي ألواح الطاقة حاجة السكان بالإنارة لتغطي حاجتهم بالتدفئة.

ويستخدم السكان الكهرباء لتشغيل سخان المياه، وفي ظل زيادة ساعات “التقنين”، يُجبرون على انتظار ساعة وصل الكهرباء لمدة سبع ساعات، بحسب ما قالته وصال.

من جهته، قال عبد الرحمن (50 عامًا) أحد أهالي درعا، لعنب بلدي، إنه بسبب ساعات القطع الطويلة، تعمل جميع سخانات المياه في وقت واحد، ما يفرض معاناة أكبر على السكان.

وتابع عبد الرحمن أن الضغط الكبير على التيار الكهربائي خلال ساعة الوصل، يحدّ من قدرة السخان على تسخين المياه إلى درجة الحرارة المطلوبة.

كهرباء لا تسد الحاجة

رغم انتظار قدوم الكهرباء لساعات طويلة، فإن الضغط الكبير خاصة بسبب كثرة السخانات يزيد من ضعف التيار لدى الكثير من المنازل، ما يؤثر على الأدوات الكهربائية، فبعضها لا يعمل بتيار ضعيف، وبعضها الآخر يتعطل بسبب الانقطاعات المتكررة.

هذا ما أجبر عبد الرحمن على شراء منظم كهربائي بـ300 دولار أمريكي لتنظيم استجرار الكهرباء (الدولار يقابل 5530 ليرة).

وقال إن المنظم يرفع القدرة الكهربائية من 120 إلى 220 أمبيرًا، ما يضمن تشغيل جميع الأدوات الكهربائية.

بينما ترى هالة، من أهالي مدينة طفس غربي درعا، أن كثرة المنظمات تستجر كميات أكبر من الكهرباء، ما يضعف التيار لدى العائلات التي لا تمتلك هذا المنظم.

وأضافت أن البعد عن مراكز التحويل يضعف التيار خصوصًا بعد الاستجرار العشوائي لمسافات بعيدة عن مراكز التحويل.

ولم تقتصر معاناة السكان في فصل الشتاء على “التقنين” الطويل وضعف الكهرباء، إذ يعاني الأهالي في فصل الشتاء كثرة أعطال شبكات التوزيع المنزلي، وشبكات التوتر المغذية.

وقال أحد العاملين بمديرية كهرباء درعا، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن سرعة الرياح وكثرة الأمطار تزيد من الأعطال خلال أشهر الشتاء.

وأضاف أن من الضروري إجراء صيانة شاملة للشبكات قبل قدوم فصل الشتاء، لكن الإمكانيات الضعيفة لدى المديرية تدفعها لتصليح الأعطال الطارئة فقط.

وبحسب العامل، أسهم الاستخدام العشوائي للمنظمات والبناء العمراني خارج المخطط التنظيمي بتهالك الشبكات وكثرة أعطالها.

وخلال السنوات الماضية، أجبرت ساعات “تقنين” الكهرباء الطويلة السكان على الاعتماد على بدائل، كـ”الأمبيرات” أو مولدات الكهرباء، لكن ارتفاع الأسعار والتكاليف طال هذا الخيار أيضًا، نتيجة لارتفاع المحروقات المتكرر ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة.

وفي 16 من أيار الماضي، قال وزير الكهرباء، غسان الزامل، لصحيفة “الوطن“، إنه بعد تفعيل “الخط الائتماني الإيراني” ستُحل مشكلة التوريدات النفطية، وبالتالي سينعكس ذلك على تقليل ساعات “التقنين”.

وتوقع الزامل أن يشهد التيار الكهربائي تحسنًا، لكن ذلك لم يحدث رغم مضي ستة أشهر على تفعيل “الخط الائتماني الإيراني”.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة