سلمية.. أهالٍ يتخوفون من استمرار الدوام في مدرسة متصدعة

camera iconطلاب في مدرسة علي بن أبي طالب يلعبون بشقوق الجدران الناتجة عن الزلزال- 20 شباط 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يواظب طلاب المدارس في مدينة سلمية على الدراسة داخل أبنية المدارس المتصدعة، التي قد تشكّل خطرًا على حياتهم.

ومن ضمن المباني التعليمية المتضررة في المدينة إثر الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، مدرسة “علي بن أبي طالب” التي لم يعلّق الدوام فيها حتى اليوم.

الصفحة الرسمية لمدرسة “علي بن أبي طالب” الثانوية أعلنت عبر “فيس بوك”، في 20 من شباط الحالي، استئناف دوام الطلاب فيها بعد إيقافه لأيام، دون أي إجراءات وقائية أو عمليات ترميم.

سبق ذلك ببضعة أيام زيارة أجراها وفد من بلدية المدينة ضم مهندسين، لتفقد هيكل المدرس، وخلصت دراسته إلى أن البناء صالح للاستخدام، بحسب صفحة المدرسة.

وحصلت عنب بلدي على صور من داخل صفوف المدرسة المخصصة للمرحلة الثانوية، تظهر تشققات في الجدران، مع وجود طلاب داخل هذه الصفوف.

وفي تسجيل مصوّر أيضًا، يظهر سقف إحدى الغرف في المدرسة يتحرك منفصلًا عن الجدران عند لمسه، وسط مخاوف الطلاب وعائلاتهم من استمرار التعليم داخل هذه المدارس المتصدعة.

الصور الواردة لعنب بلدي من داخل الصفوف التعليمية تشير إلى عكس ما نشرته صفحة المدرسة الرسمية عبر “فيس بوك”، وإفادة اللجنة التابعة لبلدية المدينة.

طلاب من المدرسة قابلتهم عنب بلدي، قالوا إن بعض صفوف المدرسة الواقعة غرب سلمية تضررت، بينما لم تتضرر صفوف أخرى، في حين عاد الدوام إلى وضعه الطبيعي حتى داخل الصفوف المتضررة منذ أسبوع.

الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) نقلت، في 12 من شباط الحالي، أي عقب الزلزال بستة أيام، عن مدير تربية حماة، يحيى المنجد، أن نحو 200 مدرسة بمختلف مناطق محافظة حماة تضررت جراء الزلزال.

وأوضح أن المديرية تعمل على تفقد المدارس المتضررة من قبل “فريق هندسي مختص”، ودراسة واقع الأبنية المدرسية ومدى جهوزيتها الفنية لاستقبال الطلاب، وتحديد الأضرار الناجمة عن الزلزال.

المنجد قال، إن المهمة أوكلت لمهندسي دائرة الأبنية المدرسية، لزيارة المدارس على أرض الواقع، وتحديد الأضرار التي لحقت بها من الناحية الإنشائية، ومدى إمكانية دوام الطلاب فيها بعد العطلة.

 أحد الصفوف التعليمية في مدرسة "علي بن أبي طالب" بمدينة سلمية يظهر فيه تشقق إثر الزلزال- 21 من شباط 2023 (عنب بلدي)

أحد الصفوف التعليمية في مدرسة “علي بن أبي طالب” بمدينة سلمية يظهر فيه تشقق إثر الزلزال- 21 من شباط 2023 (عنب بلدي)

من الشارع إلى المدرسة

في 21 من شباط الحالي، ضرب زلزال ثانٍ مدينة أنطاكيا التركية، ووصل امتداده حتى محافظة دمشق، مرورًا بمحافظة حماة وأريافها، ما دفع بالسوريين إلى الشوارع هربًا من جدران وخرسانة المنازل.

ومع الخسائر الكبيرة التي خلّفها الزلزالان، تشكّل لدى السوريين قلق مستمر يدفع بهم إلى الشوارع حال شعورهم بهزة أرضية مهما كانت خفيفة.

وفي سلمية، عمدت العائلات إلى بناء خيام كبيرة في شوارع المدينة، وأُطلق على كل خيمة اسم العائلة التي بنتها، إذ ينام السكان في هذه الخيام خلال فترة الليل، بينما يجلسون في منازلهم خلال أوقات النهار.

رشا، وهي سيدة من سكان المدينة، ولديها ابنان من طلاب مدرسة “علي بن أبي طالب” الثانوية، أبدت استغرابها حيال موقف وزارة التربية، فالسكان ينامون في الشوارع خوفًا من انهيار المباني، في حين تسمح المديرية لطلاب المدارس بإكمال تعليمهم في المباني المدرسية المتضررة، بحسب ما قالته السيدة لعنب بلدي.

وأضافت، “لا يمكنني إيقاف تعليمهما. على وزارة التربية أن تراعي مخاوف السكان، ولو كانت مبالغًا بها”.

مجلس مدينة سلمية المحلي يساعد الأهالي في تجهيز أماكن إقامة الخيام- 22 شباط 2023 (مجلس مدينة سلمية/ فيس بوك)

مجلس مدينة سلمية المحلي يساعد الأهالي في تجهيز أماكن إقامة الخيام- 22 شباط 2023 (مجلس مدينة سلمية/ فيس بوك)

سوء تنسيق

مع بدء أبناء مدينة سلمية ببناء الخيام باستخدام الشوادر المخصصة لمجالس العزاء (بيوت الشعر)، بدأ المجلس المحلي في المنطقة بالمساعدة في تمهيد بعض المناطق الخالية لتسهيل بناء الخيام عليها.

في حين رأى ناشطون ومدنيون ممن قابلتهم عنب بلدي من أبناء المدينة نفسها، أن هناك سوء تنسيق بين الجهات الحكومية في المنطقة.

وفي 10 من شباط الحالي، أعلنت حكومة النظام السوري محافظات إدلب وحلب واللاذقية وحماة مناطق منكوبة، في اليوم الخامس على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا، وتأثرت به المحافظات الأربع في سوريا.

ولم توضح الحكومة سبب تأخر إعلان المحافظات المتأثرة بالزلزال مناطق منكوبة، إذ قال رئيس الحكومة، حسين عرنوس، في 8 من شباط الحالي، بعد يومين على الزلزال، خلال زيارة أجراها لمدينة حلب، “قد نلجأ إلى إعلان بعض المناطق منكوبة”، دون أن يوضح سبب التردد.

وعقب أسبوعين على الزلزال الأول، وقع آخر جديد بشدة 6.4 درجة في ولاية هاتاي، جنوبي تركيا، وشمال غربي سوريا، كما شعر به سكان محافظات حماة وحمص وحتى دمشق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة