هل تجدي اعتصاماتهم نفعًا؟

سوريون في لبنان خارج إطار مساعدات الأمم المتحدة

camera iconلاجئون سوريون يعتصمون أمام مبنى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، 24 أيلول 2020 (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

“ملفك قيد الدراسة”. لا تزال اللاجئة رباح جمعة مبارك تتلقى هذه الإجابة في كل مرة تتصل لطلب العون من “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” (UNHCR) في لبنان، فهي على هذه الحال منذ ثلاث سنوات.

لم ينجح زوج رباح في الوصول إلى أوروبا، فقد فارق الحياة على طريق لجوئه إلى هناك، لتمسي رباح أرملة في مخيم “البداوي” بطرابلس (شمالي لبنان) دون معيل، بحسب ما ذكرته لعنب بلدي.

منذ عام 2013، سجلت رباح في مفوضية الأمم المتحدة بلبنان، على أمل الحصول على مساعدات بشكل دوري، إلا أن ذلك الأمل تبدد بعد عدد من الاتصالات بالمفوضية التي قابلتها بالأعذار، والآن كل ما تتمناه هو طعام وتسديد لفواتير مبيتها، أو تأمين تذكرة هجرة إلى بلد أوروبي.

انتصار المطر، سيدة من محافظة حمص (57 عامًا)، تقيم هي الأخرى في المخيمات، وتوضح لعنب بلدي بأنها مفصولة من مساعدات الأمم المتحدة منذ أكثر من سنة، من دون أن تعلم الأسباب.

الفقر والحاجة دفعا انتصار للعيش بالدَّين، وأحيانًا لطلب العون من الآخرين، لقاء الحصول على ربطة الخبز. “المساعدات يلي استلمتا بتنعد على الأصابع”، قالت السيدة.

أمنيات انتصار تلخصت بتأمين الغذاء لها ولابنها، مشيرة إلى أن جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) حالت دون إيجاد فرصة عمل تعينها على العيش.

هذه الحال تنسحب على آلاف اللاجئين في لبنان، وهو ما دفع بنحو 200 شخص إلى التجمع أمام مقر المفوضية في بيروت، في 24 من أيلول الحالي، للمطالبة بتسهيل إجراءات هجرتهم إلى أوروبا، وإمدادهم بالمساعدات الأساسية للحياة.

الإداري في مجموعة “اللاجئين السوريين في لبنان”، شادي علية، قال لعنب بلدي، الخميس الماضي، “اليوم الساعة 8 صباحًا كنا في اعتصام أمام مبنى المفوضية ببيروت للمطالبة بحقوق اللاجئين، ولا حياة لمن تنادي”، لافتًا إلى أن موظفي المفوضية يسجلون بيانات اللاجئين، ويسلمون الإعانات لمن لم تشطَب أسماؤهم، بعد انتظار مدة قد تطول لسنة.

وتابع، “طبعًا وهني ورا مكاتبهن ما بيتنازلوا ويبعثوا حدا من طرفهم ليقيّم وضع الشخص بمكان سكنه (…) في ناس مسجلة من 2013 بالمفوضية ولحد اليوم ما استفادوا بولا ليرة لبنانية”، مؤكدًا أن وقفاتهم الاحتجاجية مستمرة.

كلام شادي أكده بركات علي حمو، وهو متزوج وأب لولدين، إذ أوضح لعنب بلدي أنه مسجل بالمفوضية منذ العام 2014 لكنه يتسلّم أي مساعدة، وليست عليه أي مشكلات قانونية.

“حاولت أكثر من مرة التواصل مع المفوضية عبر الهاتف ولكن بيقولوا لي أنت غير مؤهل للمساعدات، من دون توضيح الأمر”، قال بركات.

وحاولت عنب بلدي على مدار يومين (الخميس والجمعة) التواصل مع المتحدثة الرسمية باسم المفوضية، ليزا أبو خالد، هاتفيًا وعبر موقع “تويتر”، ولكن من دون رد، إلى حين كتابة التقرير.

ويعتزم المعتصمون الوقوف يوم غد، الأحد 27 من أيلول، أمام مبنى المفوضية مجددًا، لتجديد مطالبهم.

ويشهد الواقع الاقتصادي في لبنان تراجعًا كبيرًا، لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت، وما تبعه من استمرار تراجع قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار، التي وصلت إلى سبعة آلاف ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء.

وكان موقع “لبنان 24” الإخباري ذكر، في 3 من أيلول الحالي، أن لاجئين سوريين يستقلون قوارب للوصول إلى قبرص عبر سواحل طرابلس.

وبحسب الأمم المتحدة، يعيش أكثر من 880 ألف لاجئ سوري مسجل في لبنان، بينما تقدر السلطات اللبنانية أعدادهم بمليون ونصف مليون.

تداعيات انفجار مرفأ بيروت، في 4 من آب الماضي، زادت من عمق أزمة العديد من اللاجئين السوريين، إذ قُتل عشرات السوريين وأُصيب آخرون بجروح أو فقدوا ممتلكاتهم في الانفجار. 

وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت”، فإن اللاجئين يقولون إنهم يُرفضون في مواقع توزيع المساعدات، كما حُرموا من المساعدة في إعادة بناء المنازل المتضررة، وفي بعض الحالات تعرضوا للمضايقات لأنهم ساعدوا في جهود التنظيف والإغاثة بعد الانفجار.

وكانت السفارة السورية في لبنان أعلنت، في 8 من آب الماضي، أن الحصيلة النهائية للقتلى السوريين في انفجار مرفأ بيروت بلغت 43 شخصًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة