"عودة يونس"..

فيلم “العارف”.. الدافع الشخصي رفيق الوطني

tag icon ع ع ع

الحروب المستقبلية بالمجمل تعتمد على الذكاء، واستخدام العقل، هذه الفكرة يحاول بطل العمل إيصالها في المشهد الافتتاحي، خلال كلمته أمام مجموعة من زملائه في سلك المخابرات.

في الفيلم المصري “العارف“، يمتلك البطل “يونس” مهارة عالية في القرصنة الإلكترونية، ما يدفع المخابرات المصرية لتجنيده للخدمة في صفوفها، وردًا على إحدى العمليات التي شارك بها وتكللت بالنجاح، يتعرض لمحاولة قتل تقضي على والدي زوجته، فيبتعد كليًا عن العمل، ويعتزل في منزله قريبًا أكثر من عائلته.

إصرار رئيسه في العمل، ومعرفته أن من يقف خلف مقتل والدي زوجته هو المستهدف هذه المرة، يعيدانه إلى الساحة مجددًا، فيتنقل بين العديد من الدول بحثًا عن غريمه، لا لثأر شخصي فقط، فالرجل المطلوب يسعى لامتلاك شيفرات إطلاق صواريخ “أرض- جو” مهرّبة من ليبيا، بعد سقوط حكم القذافي.

هذا البحث طبعًا مرهون بمحاولة بيع تلك الصواريخ لتنظيمات متشددة تسعى لاستخدام تلك الصواريخ في مصر.

لا يسلم الفيلم من فخ المبالغة، عبر تحرّك ضابط مخابرات مصري بكل حرية واستخدامه السلاح في بلدان مختلفة دون أي تحفظات، إلى جانب الاستعانة بممثلة لبنانية لتجسيد دور شابة سورية، دون تمكّنها من اللهجة التي تحوّلت إلى خليط سوري- لبناني.

كما أن العديد من الأفلام المصرية التي تعالج هذه الموضوعات تربط بشكل متكرر الدافع الشخصي بالوطني، دون تحديد ما إذا كان الدافع الوطني وحده غير كافٍ لمواصلة المهمة والعملية ما لم تقترن بخسارة شخصية وتعطش للانتقام أيضًا.

دعائي؟

يندرج العمل في خانة الأفلام الدعائية نسبيًا، لقدرات الأمن والمخابرات المصرية، إذ تستعين أعمال من هذا النوع بنجوم بارزين ذوي قبول جماهيري واسع لتقديم الرسائل وإخراجها من السياق الأيديولوجي، كمسلسل “الاختيار” الذي يدور بأجزائه الثلاثة حول قدرات الجيش المصري، ومن أبرز أبطاله كريم عبد العزيز، وأحمد عز، وأحمد مكي.

يركّز فيلم “العارف” على تأمين الحدود المصرية البرية، والجهود المبذولة في سبيل ذلك، مع إشارة غير مباشرة إلى استقرار مصر في ظل اشتعال المنطقة، فهناك حديث عن انفجار وقع في إدلب، وتهريب ترسانة صواريخ وقعها بعضها بيد ميليشيات ومرتزقة في ليبيا، كما أن لقاء استخباراتيًا يعقده ضابط مصري في إحدى القنصليات العربية دون تسميتها، يظهر فيه من يتحدث اللهجة العراقية.

ينتمي “العارف” لأعمال الجريمة والتشويق والإثارة والحركة، وهو من إخراج أحمد علاء الديب، وتأليف محمد سيد بشير.

ويشارك في البطولة مجموعة أسماء بارزة على الشاشة المصرية أسهمت في رفع قيمة العمل التسويقية، وهي أحمد عز، وأحمد فهمي، ومحمود حميدة، ومصطفى خاطر، ومحمد ممدوح، وأحمد خالد صالح، كما شاركت الممثلة اللبنانية كارمن بصيبص بدور الشابة السورية “مايا”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة