قطاف “الشفلح” محفوف بالدماء في ريف حماة

camera iconأطفال يقطفون نبات الشفلح في ريف حماة 6 تموز 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حماة – إياد عبد الجواد

بحثًا عن لقمة العيش وسعيًا للفائدة المالية والطبية، يستثمر أهالي ريف حماة الشمالي موسم قطاف نبتة القبار المعروفة بـ “الشفلح”، طمعًا في بيعها باعتبارها من أصناف الطعام والدواء، لكنهم يواجهون لأجل ذلك قذائف تزيد معاناتهم في الوصول إليها بالإضافة إلى قساوة أشواكها.

موسم القطاف يبدأ سنويًا في أشهر الصيف، وتنتشر هذه النبتة في المناطق الجبلية والوعرة والمهجورة، ويعاني قاطفوها من مخاطر الوصول إليها، وسلاح الشوك الذي يغطيها.

“الشفلح” شجيرة شوكية برية، تتكون مع أغصان متعددة، وتتحول أزهارها البيضاء مع اشتداد الحرارة إلى ثمار تشبه ثمرة التين، وتسهم في صناعة الكثير من الأدوية، فضلًا عن إسهامها في عدة أطعمة.

مصدر رزق موسمي

يعد “الشفلح” مصدر رزق موسميًا لأهالي ريف حماة، بعد أن كان قبل 20 عامًا عبارة عن نبتة شوكية عديمة الفائدة، لكن الطلب عليها في السنوات الأخيرة دفع المواطنين إلى قطافها، طمعًا في فائدتها الطبية وتصديرها إلى خارج سوريا.

يجمع الأهالي الثمار ويبيعونها بسعر يتراوح بين 700 إلى ألف ليرة سورية للكيلوغرام، ومع أنها قيمة زهيدة مقارنة مع الأسعار المرتفعة للمنتجات الأخرى، إلا أن ظروف الفقر، وخسارة أغلب المواطنين أرزاقهم في ظل الحرب والتهجير، دفعهم للاعتماد عليها والسعي وراء الحصول عليها.

هجمات تقلق القاطفين

“أبو مصعب”، الذي يعمل في مرصد عسكري للهجمات الجوية والقذائف، يقول إن استهداف قوات النظام لمناطق ريف حماة، جعل مهمة جني محصول نبات القبار (الشفلح) طريقًا محفوفًا بالمهالك، بسبب الاستهداف المتواصل للمنطقة، فغالبًا توجد النبتة في الأماكن القريبة من الحواجز، لا سيما وأن قطافه في الأصل فيه مشقة من حيث الوصول إليه في المناطق الوعرة من جهة، ولأنه مغطى بالشوك من جهة أخرى.

ويضيف أن الأهالي دفعوا أرواحهم ثمن ذلك، إذ تسبب القصف المدفعي بمقتل ثلاثة عمال وإصابة سبعة آخرين من أهالي قرية لحايا، في ريف حماه الشمالي، قبل أسبوعين.

يقطع فواز الرماح مسافات طويلة على متن دراجته النارية بصحبة أفراد أسرته، من أجل الحصول على تلك الثمرة، وأوضح أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في قطافها بسبب تعرضهم للقصف من الحواجز القريبة من أماكن عملهم، إضافة للألغام وبقايا القنابل العنقودية المنتشرة في ريف حماه الشمالي، ووصف سعيه وراء تلك التجارة، بأنها “لقمة مغموسة بالدماء”، بحسب تعبيره.

واشتكى الرماح من قلة العائدات المالية رغم صعوبات المهمة، وعزا ذلك إلى ما وصفه باستغلال التجار لحاجة الناس بفرض أسعار قليلة مقارنة بقيمة المحصول.

استخدامات دوائية

تأتي الأهمية الطبية لنبتة “الشفلح” لاحتوائها على مكونات فعالة في الصناعات الدوائية وبعض المستحضرات التجميلية، كما يقول الدكتور سالم السيد لعنب بلدي.

وتستخدم النبتة بطريقة العلاج بالأعشاب لأمراض كثيرة، كالديسك والسكري والتهابات الأذن والإسهال والروماتيزم والنقرس والبواسير وغسيل الكلى، وتعتبر مطهرًا للأمعاء والمعدة، كما تستعمل كمسكن للآلام ومنشط جنسي.

ويحتوي “الشفلح” على مواد كيميائية كالجلوكوزيد والبروتين والأحماض والأنزيمات، كما يحوي مجموعة من السكريات والزيوت ومواد صابونية وهلامية ودهنية، بحسب السيد، ويعتبر العسل “البري” المستخرج من أزهاره، أفضل أنواع العسل وأكثرها فائدة.

ومن جهة أخرى تعتبر النبتة أحد أنواع مقبلات الطعام والتوابل والمنكهات التي تستخدم في تحضير اللحومات، إذ يتم تخزينها لفترة ضمن الماء، ثم تستحضر منها “السلطات” إلى جانب الزيتون ونباتات أخرى، أو يمكن أن تستخدم كصنف من “المخلل” بعد إضافة الملح إليها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة