“كافكا على الشاطئ” لـ هاروكي موراكامي

tag icon ع ع ع

يبني الأديب الياباني هاروكي موراكامي عالمًا بقوانين سحرية خاصة في روايته “كافكا على الشاطئ”، ويأخذ قارئها في رحلة منهكة بحثًا عن معنى الحياة.

وتقدم الرواية في البداية ومضات من ثلاثة عوالم، الأول يتعلق بالحياة العائلية لـ “كافكا”، ومساعدة صديقه “كرو” له، والذي يظهر ويختفي بطرق مبهمة، وتنم حركته دومًا عن معنى ما أعمق من كونه مجرد صديق لفتى في الـ 15 من عمره.

العالم الثاني يتعلق بتحقيق حول حادثة جرت في إحدى القرى اليابانية أثناء الحرب العالمية الثانية، أدت إلى غياب مجموعة من طلاب مدرسة ابتدائية عن الوعي، أثناء نشاط مدرسي في غابة قريبة منهم، ثم عودتهم جميعًا إلى الحياة كأن شيئًا لم يكن، باستثناء طفل واحد منهم.

والعالم الثالث يأخذ بطولته رجل عجوز اسمه “ناكاتا”، لديه ضعف في القدرات العقلية، لكنه يتميز بقدرة خارقة على محادثة القطط، وبالرغم من طيبته التي لا يمكن حصرها بحدود، يتعرض لحادث يغير مجرى حياته تمامًا.

ومع اتخاذ كل من “ناكاتا” و”كافكا” لقرارات مصيرية في حياتهما، يختفي عالم الأطفال الذين فقدوا الوعي في الغابة، إذ يتضح أن “ناكاتا” هو الطفل الذي سبق له أن دخل في غيبوبة، وعاد منها فاقدًا لقدرات مهمة في الإدراك والتفكير.

يتعرف بطلا الرواية على العديد من الشخصيات خلال رحلتهما، “ناكاتا” مدفوعًا بغريزته من أجل إصلاح شيء ما قد يؤدي تركه على ما هو عليه إلى خراب العالم، و”كافكا” هربًا من لعنة سوداء تلاحقه، هي أقرب ما تكون إلى إعادة معالجة لأسطورة “أوديب” الإغريقية.

في الربع الأخير تقريبًا من الرواية يعود جزء من عالم الأطفال خلال الحرب العالمية الثانية إلى الظهور، ففي تلك الفترة اختفى جنديان خلال تدريب للقوات المسلحة اليابانية على معركة قادمة في أحد الغابات، ومازالا على قيد الحياة وكأن الزمن لا يمرّ عليهما في عمق الغابة التي لا يجرؤ أحد التوغل فيها.

تؤدي جميع الشخصيات أدوارها في جو غرائبي سحري، لا ينفصل عن الواقع حتى يعود للالتحام به مرة ثانية، ما يجعل تجربتهم من حيث المعنى قابلة للتطبيق على حياة كل إنسان عرف قصصهم.

الرواية دعوة مفتوحة لتغيير الحياة، بغض النظر عن الظروف والوقت الذي مضى، مهما كان عمر الإنسان شابًا يافعًا أم عجوزًا على وشك الموت، دائمًا هناك فرصة في عالم موراكامي لاكتشاف المعنى الحقيقي لحياة البشر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة