لقاحات تتسابق للنيل من “كورونا”.. هل تجاوزت العقبات؟

camera iconلقاح كورونا (تعبيرية) - 29 تشرين الثاني 2020 -(bbc)

tag icon ع ع ع

تتوارد الإعلانات واحدًا تلو الآخر، في تشرين الثاني الحالي، تفيد بتوصل شركات أبحاث إلى لقاحات قد تنهي كابوس فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، المستمر منذ نحو عشرة أشهر.

وبحسب أرقام موقع “وورلدوميتر” المتخصص بالعمليات الإحصائية، بلغ عدد المصابين بفيروس “كورونا” حتى الثلاثاء 24 من تشرين الثاني، قرابة 60 مليونًا، توفي منهم نحو مليون و400 ألف.

وعلى الرغم من الأخبار المبشرة بإيجاد نهاية لهذه الجائحة التي تواصل حصد أرواح مئات الآلاف، يبقى إيصال اللقاح سالمًا في رحلته من يد الخبراء إلى أجسام المستفيدين، رهانًا تتنافس عليه دول العالم المتقدمة.

لقاح “أكسفورد- أسترازينكا”

أعلنت جامعة “أكسفورد” (Oxford) البريطانية تطوير لقاح بالتشارك مع شركة “أسترازينكا” (AstraZeneca)، للوقاية من “كورونا”، وقال الباحثون المطورون للقاح، “إن البيانات الأولية تشير إلى أن نسبة الحماية تبلغ 70%، ويمكن أن ترتفع النسبة إلى 90% من خلال التعديل في الجرعة”.

وأضاف الباحثون أن حقنة “أكسفورد” يسهل تخزينها وإيصالها إلى كل أنحاء العالم مقارنة بلقاحي شركة “موديرنا” الأمريكية، وشركتي “فايزر” الأمريكية و”بوتنيك” الألمانية، معتبرين أن اللقاح سيلعب دورًا مهمًا في مواجهة الجائحة.

وتحدث مطورو اللقاح عن توفر أربعة ملايين جرعة من لقاح “أكسفورد” جاهزة للاستخدام، وأنهم بانتظار الموافقة على اللقاح من قبل المنظمين الذين سيقيّمون سلامة اللقاح وفاعليته.

لقاح “موديرنا”

أعلنت شركة “موديرنا”، في 16 من تشرين الثاني الحالي، أنها أكملت دراستها السريرية على 30 ألف شخص، لافتة إلى أن 25 ألفًا و650 مشاركًا تلقوا اللقاح موزعًا على جرعتين، ويفصل بينهما شهر، وأن اللقاح أظهر فاعليته ضد الفيروس بنسبة 94.5%.

ويتميز لقاح “موديرنا” بأنه يبقى صالحًا للاستخدام، ولا يحتاج إلى الحفظ في درجات حرارة منخفضة جدًا (مثل فايزر)، ما يجعل توزيعه أسهل.

وتتوقع “موديرنا أن يكون اللقاح فعالًا في درجات حرارة البرادات العادية، من درجتين إلى ثماني درجات مئوية لمدة 30 يومًا، لافتة إلى أنه يمكن تخزينه لمدة تصل إلى ستة أشهر عند 20 درجة مئوية تحت الصفر.

كما يمكن للقاح “موديرنا” الوقاية من الإصابة الشديدة بـ”كورونا”.

وقالت ناتالي إي دين، عالمة الإحصاء الحيوي بجامعة “فلوريدا”، إن النتيجة المهمة هي أن اللقاح بدا أنه يمنع الأشكال الشديدة من المرض، بحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وقال الدكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية في جامعة “فاندربيلت”، إن السهولة النسبية للتعامل مع لقاح “موديرنا” ستمنحه ميزة كبيرة، بحسب “نيويورك تايمز”.

“فايزر” تعتزم التخلي عن القطب الشمالي

تعمل شركة “فايزر” على التخلص من عيوب لقاحها الذي أعلنت عنه في 9 من تشرين الثاني الحالي، والمتمثلة بشروط حفظه التعجيزية لدى كثير من الدول، إذا كان الإصدار الأول الذي يرتكز على المادة الوراثية “mRNA” (التي اعتمدتها “موديرنا”).

يحتاج الإصدار الأول من “فايزر” (Pfizer) في أثناء الشحن إلى الحفظ بدرجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر (درجة حرارة القطب الشمالي)، ويمكن تخزينه لمدة تصل إلى خمسة أيام في درجة المبرد العادي.

ولكن الشركة تعمل على تفادي هذا العيب، إذ يقول كبير علماء “فايزر” ميكائيل دولستن، إنهم يعملون على إصدار لقاح على شكل مسحوق، يمكن أن يحل مشكلة توفر مجمدات ذات درجات حرارة منخفضة، “وقد يكون متاحًا العام المقبل”.

“mRna” المادة الوراثية الهشة 

أوضح مؤسس منصة “الباحثون السوريون” الباحث مهند ملك، في حديث إلى عنب بلدي، أن المشكلة في لقاح “فايزر” أنه مكون بشكل أساسي من المادة الوراثية “mRNA” التي تتصف بأنها غير مستقرة وضعيفة، وليست مثل مادة الحمض النووي (DNA)، التي تعد قوية وثابتة.

وأضاف أنه لا يمكن الحفاظ على مادة “mRNA” بشكل مضمون وآمن، إذ تتطلب الحالة الحرجة لهذا اللقاح أن يحفظ بدرجات تصل إلى 80 درجة تحت الصفر. 

وأشار إلى أن اللقاحات القديمة العالمية كانت تعتمد على أخذ الفيروس ومضاعفته ثم حقنه في الجسد الذي يعمل على خلق رد فعل مقاوم للفيروس وبالتالي ينتج مضادات حيوية.

وتابع، “وفي حالة هذه اللقاحات التقليدية كان يمكن الاستفادة منها، إذ كانت تصمد لدرجة 20 تحت الصفر (الثلاجات العادية)، ويمكن أن تستمر لأيام في درجة حرارة البراد”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة