بغيات النظام..

مجموعات محلية تطلق حملة لملاحقة العصابات بدرعا

عناصر من "اللواء الثامن" بجانب دوار أم المياذن شرقي درعا- 6 من آذار 2023 (صيدا بلحظة/ فيس بوك)

camera iconعناصر من "اللواء الثامن" بجانب دوار أم المياذن شرقي درعا- 6 من آذار 2023 (صيدا بلحظة/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

أنطلقت حملة مشتركة بين مجموعات مسلحة محلية في محافظة درعا، تهدف لملاحقة عصابات متهمة بعمليات خطف وسرقة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن مجموعة عسكرية مشكلة من أبناء مدينة طفس بريف درعا الغربي، داهمت أمس الثلاثاء، 28 من تشرين الثاني، مكانًا تختبئ فيه عصابة تمتهن عمليات السرقة شمال غربي المدينة، وألقت القبض على ستة أشخاص.

وسبق أن داهمت مجموعة مشتركة من فصائل نوى، جاسم، وإنخل في 24 من الشهر الحالي، أماكن تمركز لعصابات في مزارع قرى الدلي والسحيلية وبرقا في ريف درعا الشمالي، واعتقلت أربعة أشخاص متهمين بعمليات سرقة وخطف.

ونقلت “شبكة درعا 24” المتخصصة بتغطية أخبار درعا، أن مجموعات محلية داهمت “خيام البدو” وبعض المزارع بمحيط مدينتي جاسم وإنخل وقرى الدلي والسحيلية وبرقا، بمشاركة من فصائل محلية بعضها يتبع لـ”اللواء الثامن”.

قيادي لفصيل محلي في منطقة الجيدور، تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن هذه الحملة هي نتاج اجتماع عقد في 6 من تشرين الثاني بمدينة طفس، وضم فصائل من مختلف مناطق درعا، وكانت أحد مخرجاته محاربة تجار المخدرات، وقاطعي الطرق، وعصابات السطو والسرقة.

وأضاف القيادي أن رهان المجتمع اليوم يتركز على دور هذه الفصائل في محاسبة المتورطين، ووضع حد للفوضى الأمنية في درعا، كون هذه الفصائل صارت تشكل البديل الواقعي لمؤسسات النظام الأمنية الغائبة عن المحافظة منذ سنوات.

قيادي ثانٍ قال لعنب بلدي شرط عدم ذكر اسمه، إن تحركات الفصائل منظمة، وستشهد المنطقة تحركات ملموسة في إطار استقرار الواقع الأمني خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن فصيل القيادي “أبو مرشد البردان” تمكن، أمس الثلاثاء، من اعتقال بعض أقاربه المتورطين بعمليات السرقة والسطو المسلح، في إشارة إلى أن الحملة لن تستثني أحدًا.

فراغ أمني

تعيش محافظة درعا واقعًا أمنيًا متدهورًا، وخاصة المناطق التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية سابقًا.

ورغم إعلان سيطرة النظام على تلك المناطق منذ عام 2018، إلا أنها ما زالت خارج القبضة الفعلية، ما دفع الوجهاء وقياديين سابقين لتشكيل “اللجان المركزية” كجسم مقبول من المجتمع وبديل عن قوات النظام، وكانت مهمته مفاوضة النظام والجانب الروسي، لتحصيل مكتسبات تحسّن من واقع المنطقة الخدمي والأمني.

ومع كثرة عمليات الاستهداف والاغتيال التي صارت شبه يومية في درعا، وشملت أعضاء في “اللجان المركزية”، علقت “اللجان” في ريف درعا الغربي أعمالها، تبعها لجان أخرى أبرزها “اللجنة المركزية” في درعا البلد.

قيادي ثالث لفصيل محلي في منطقة الجيدور، قلل من أهمية الحملة الأمنية التي أطلقتها الفصائل المحلية في درعا، معللًا ذلك بأن الفساد يرعاه عناصر هذه المجموعات نفسها.

أين يذهب الموقوفون

ولا تسلّم الفصائل المحلية الأفراد الموقوفين خلال الحملة الأمنية للنظام السوري، حسب ما افادت المصادر لعنب بلدي، إنما يجري احتجازهم لدى فصائل أخرى تأخذ على عاتقها التحقيق معهم وسجنهم، وتستبدل المحاكمات القضائية بعرضهم على لجنة من رجال الدين وشيوخ عشائر  للبت في حكمهم.

أحد وجهاء ريف درعا الغربي قال لعنب بلدي، إنه بعد التحقيق مع المتهمين وإثبات الجرم بحقهم، تتدخل “لجنة شرعية” للنظر في قضيتهم، وتصدر حكمها الذي يقتضي تكفّل أسرهم بدفع الحقوق عنهم، وبعدها تصدر حكمها سواء “بالتعزير” (النفي) أو السجن.

وأضاف أن هذه الخطوة مهمة في ظل تردي الوضع الأمني، ومن الممكن أن تعيد للمنطقة أمنها، وتردع العصابات التي عاثت بالمنطقة فسادًا خلال السنوات الماضية، حسب قوله.

ويتفاوت التوتر الأمني في محافظة درعا بين اليوم والآخر، لكنه مستمر منذ سيطر النظام السوري على المحافظة، جنوبي سوريا، في تموز 2018، ويتجلى بعمليات استهداف واغتيال شبه يومية تشهدها المحافظة.

ويضاف إلى ذلك حالات الاقتتال العشائري والعائلي بين الحين والآخر.

ويعتبر انتشار خلايا من تنظيم “الدولة الإسلامية” سببًا يدفع قوات النظام إلى تنفيذ حملات أمنية وعسكرية في بعض المناطق لملاحقة هذه الخلايا، دائمًا ما تصطدم بالفصائل المحلية الرافضة لدخول النظام لقرى وبلدات من المحافظة.

وعلى مدار السنوات الماضية، تحولت المنطقة الجنوبية من سوريا إلى منصة تهريب للمخدرات نحو الأردن، إضافة إلى انتشار تجارة المواد المخدرة داخليًا.

مدن أشباح

حولت عمليات الخطف والسرقة مناطق من محافظة درعا إلى قرى ومدن صامتة ليلًا، وخالية من أي حركة للسكان.

علي العزام، وهو من سكان ريف درعا الغربي قال لعنب بلدي، إن عمليات السطو أدت لانعدام حركة السكان ليلًا، وحدت منها نهارًا، في ظل أخذ الاحتياطات وعدم سلوك طرق معينة خوفًا من عمليات السطو والسرقة.

وأضاف أن العصابات تقطع الطرق ليلًا ونهارًا، بهدف سرقة السيارات أو الدراجات النارية، أو ما يحمله المارة من أموال ومقتنيات.

واعتبر العزام، أن أخطر ما في هذه العمليات، هي أنها تعيق حالات الإسعاف ليلًا، خصوصًا أن بعض المناطق تخلو من النقاط الطبية.

محمود ذو الـ30 عامًا، تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، وهو من سكان ريف درعا الغربي قال، إن العصابات قطعت عليه الطريق أثناء إسعاف أخيه ليلًا وسلبته سيارته وجواله ومبلغ مالي كان يحوزته قبل أشهر.

وانتشرت في درعا خلال السنوات الثلاث الماضية ظاهرة الخطف مقابل الفدية المالية، إذ يفاوض الخاطفون ذوي المخطوف على مبالغ مالية تصل إلى عشرات آلاف الدولارات.

اجتماع سابق

في 5 من تشرين الثاني الحالي، دعت “اللجنة المركزية” في ريف درعا الغربي، ممثلين عن مجموعات عسكرية محلية في محافظة درعا، لاجتماع بهدف تحقيق التنسيق فيما بينها لعدة أهداف، أبرزها تنسيق الجهود لـ”مكافحة التطرف” و”مكافحة الفساد”، ومتابعة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم لضمان الأمن والاستقرار في المحافظة.

وأفاد مراسلا عنب بلدي في درعا حينها، أن الاجتماع حضره ممثلون عن فصائل محلية منها معارض للنظام، وأخرى تتبع لـ”الأمن العسكري”، إضافة إلى “لجان مركزية” من درعا البلد، وأرياف المحافظة.

ورصد المراسل رتلًا عسكريًا يتبع لـ”اللواء الثامن” المشكل من قبل روسيا عام 2018، وآخر يتبع للقيادي عماد أبو زريق التابع لـ”الأمن العسكري” أيضًا، يدخلان مدينة طفس لحضور الاجتماع في جامع “التقوى” إلى جانب فصائل اللجنة المركزية في الريف الغربي ووفد من درعا البلد.

واعتذر وفد منطقة الجيدور (تضم مجموعة قرى أبرزها جايم وانخل) بسبب الأوضاع الأمنية فيها، إذ أدى خلاف عشائري في المنطقة لمقتل ستة أشخاص في اليوم نفسه.

قيادي في مجموعة عسكرية محلية بريف درعا الغربي، حضر الاجتماع، قال حينها لعنب بلدي، إن الفصائل نشرت عشرات الحواجز في محيط مدينة طفس لتأمين المنطقة تزامنًا مع الدعوة للاجتماع.

وأضاف أن الحديث تمحور حول توحيد الجهود في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومن يتستر على خلاياه ومقاتليه، وإيجاد حلول لتجارة المخدرات، والعمل على الحد من عمليات السطو والسرقة المنتشرة بالمنطقة.

وأضاف أن هناك تشكيلًا عسكريًا جديدًا جرى الحديث عنه تحت مسمى “درع حوران” سيشكل مستقبلًا، وتوقع الحديث عنه خلال اجتماع منفصل لقيادة عسكرية للمنطقة تنسق فيما بينها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة