لا حلول فعلية لمنعها

مخيمات سوريا دون تجهيزات تقي من الحرائق

نازحو مخيم دير حسان يبحثون عن أمتعتهم التي لم تتضر، بعد الحريق الذي أصاب خيمهم- 17 من أيار (يوسف غريبي/عنب بلدي).

camera iconحريق في مخيم الصدقة بريف إدلب الشمالي - 17 أيار 2020 (عنب بلدي/ يوسف غريبي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

يجمعون ما تبقى من متاعهم الذي لم يتلفه الحريق بشكل كامل، ويبحثون عن أوراق ثبوتية وبعض المال الذي ادخروه بشق الأنفس، لعلهم يجدون ما يواسيهم في محنتهم، لكن النيران أتت على كل شيء، وأتلفت 60 خيمة في مخيم “الصدقة” بريف إدلب، في 16 من أيار الحالي، معظمها احترق بشكل كامل.

لم يتبقَّ لنازحي المخيم أي مكان ينامون فيه أو أثاث، أمضوا ليلتهم في العراء، وأكلوا مما قدمه لهم أهل الخير من طعام، وبعدها عملت عدة منظمات على تأمين خيم وتقديم سلل غذائية وتعويض مالي، بحسب ما تحدث به مدير مخيم “الصدقة،” أحمد نصوح، لعنب بلدي.

حاول أهالي المخيم اللجوء إلى أي أدوات تساعدهم في إطفاء الحريق، لكن أسبابًا مختلفة لم تساعدهم على حصر الحريق قبل وصول فرق الإطفاء.

وتشابه حالة المخيم واقع كثير من مخيمات شمال غربي سوريا، التي لا تجهز بأي معدات لإطفاء الحرائق، ما يعني مزيدًا منها مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وخلال الـ45 يومًا الماضية حصل بين 14 و16 حريقًا في المناطق التي توجد فيها المخيمات، كجسر الشغور ومحيط مدينة إدلب والمناطق الحدودية، وتراوحت الأضرار بين الكبيرة والمتوسطة، بحسب ما ذكره مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، لعنب بلدي.

غياب التجهيزات وتقارب الخيم فاقما الحريق

أكد عدد من أهالي مخيم “الصدقة”، الذين التقتهم عنب بلدي، أن المخيم لا توجد فيه أي تجهيزات للتعامل مع الحرائق، كما لم تنظَّم أي ندوات أو دورات حول آلية التعامل مع الحرائق ومكافحتها للنازحين داخل المخيمات، ولا يوجد فريق مختص للتعامل معها.

وغالبًا تبدأ الحرائق نتيجة تهريب في أسطوانات الغاز، أو اشتعال نار صغيرة في إحدى الخيم، تنتشر بسرعة نتيجة بنية الخيم البلاستيكية، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة داخل الخيم في الصيف إلى أكثر من درجات الحرارة المسجلة في المنطقة، كما أن قرب الخيم من بعضها يؤدي إلى انتقال النيران من خيمة إلى أخرى.

وفي حالة مخيم “الصدقة”، فإن تأخر وصول فرق “الدفاع المدني السوري” وفرق الإطفاء نتيجة وعورة الطرقات، أدى إلى مزيد من الخسائر.

مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، أوضح، في حديث إلى عنب بلدي، أن حرائق المخيمات تحدث على مدار أشهر السنة، وأن السبب الرئيس للحرائق هو الاستخدام السيئ لمواد الاشتعال كمواد الطبخ، وأحيانًا تآكل في خرطوم الغاز المستخدم للطبخ، أو نتيجة اقتراب الأطفال من مواقد النيران، بينما في الشتاء فيكون سبب الحرائق غالبًا مواد التدفئة، فالخيم عبارة عن عوازل بلاستيكية أو شوادر عادية مصنوعة من القماش، والمادتان سريعتا الاشتعال.

وفي حال حدوث حريق، تتحرك فرق “الدفاع المدني السوري” إلى المكان لإطفائه، لكن لا توجد مراكز ثابتة وموزعة بشكل دقيق قرب المخيمات، فهناك مراكز ضمن قطاع المخيمات لكنها غير مجهزة بشكل كافٍ.

وأجرت إحدى المنظمات حملة توعية حول الحرائق في قطاع أطمة، لكنها غير كافية مع وجود عدد كبير من المخيمات، بحسب حلاج، كما أن تعويض الأشخاص المتضررين بالحرائق يسير ببطء.

يعاني النازحون في شمال غربي سوريا من نقص في الحاجات الإنسانية الأساسية، إذ قدّر فريق “منسقو الاستجابة” حجم العجز في الحاجات الإنسانية للنازحين في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا بنسبة 64% في قطاع الأمن الغذائي، و82% في قطاع المياه، و79% في قطاع الصحة والتغذية، و88% في قطاع التعليم.

وأظهر تقييم للحاجات الإنسانية نشرته منصة “reliefweb” التي تعتمد على إحصائيات الأمم المتحدة، في 12 من نيسان الماضي، أن نحو 49% من المجتمعات (من نازحين ومقيمين) يتناول أفرادها ثلاث وجبات في اليوم، بينما معظم أهالي مناطق أطمة وعفرين وكفروما يتناولون وجبة واحدة.

وبلغ عدد القاطنين في المخيمات الذين نزحوا من مناطق حماة وحلب وإدلب بسبب العمليات العسكرية لقوات النظام وروسيا إلى الأماكن الأكثر أمنًا، نحو مليون و41 ألف شخص، يتوزعون على ألف و277 مخيمًا، بينها 366 مخيمًا عشوائيًا يسكن فيها نحو 184 ألف شخص، بحسب ما وثقه فريق “منسقو استجابة سوريا”.

الحلول في تبديل حال المأوى

مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، قال إنه لا يمكن أخذ الحيطة من الحرائق طالما أن بنية السكن من البلاستيك والقماش، والحل البديل هو البناء الأسمنتي، وإفساح المجال لإنشاء “كرفانات”، موضحًا أن تبديل الخيم ببناء أسمنتي  يخفض الحرائق بنسبة تصل إلى 80%.

كما أنه حل للخلاص من مشاكل حالات التسمم وانخفاض الحرارة والعواصف والفيضانات، لأن “المخيمات حل مؤقت يجب الانتهاء منه بأسرع وقت ممكن”، بحسب تعبيره.


 أسهم في إنجاز هذه المادة مراسل عنب بلدي يوسف غريبي



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة