مدارس تركية ترفض تسجيل طلاب سوريين متضررين من الزلزال

فرحة أطفال عند استلام الجلاء المدرسي في نهاية العام الدراسي الماضي- 16 من حزيران 2023 (وكالة الأناضول)

camera iconفرحة أطفال عند استلام الجلاء المدرسي في نهاية العام الدراسي الماضي- 16 من حزيران 2023 (وكالة الأناضول)

tag icon ع ع ع

مع اقتراب افتتاح العام الدراسي الأول بعد وقوع الزلزال في جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا، في 6 من شباط الماضي، بدأت معاناة اللاجئين السوريين الذي نزحوا إلى مدن تركية أخرى ترافقهم في قطاع التعليم، إذ رفضت بعض المدارس الحكومية التركية تسجيل أطفالهم.

ورصدت عنب بلدي حالات عديدة لعائلات سورية من المناطق المتضررة من الزلزال، الذين انتقلوا إلى مدن أخرى، حاولوا تسجيل أطفالهم في المدارس الحكومية التركية، لكن حصل بعضهم على رفض طلباتهم من قبل إداريين المدارس، ما خلق حالة من الخوف لديهم بضياع العام الدراسي من أبنائهم.

طلبات بنقل “الكملك”

نور زرزورة، التي كانت تقيم في مدينة أنطاكيا (جنوبي تركيا) وانتقلت إلى ولاية اسطنبول، قالت لعنب بلدي، إنها ذهبت لتسجيل ابنها في الصف الأول الابتدائي في مدرسة حكومية في مدينة اسطنبول، لكن طلبها قوبل بالرفض.

طلب مدير المدرسة من نور نقل بطاقة الحماية المؤقتة (كملك) الخاصة بطفلها إلى مدينة اسطنبول، مشيرًا إلى أن التسجيل لا يتم دون تغييرها.

وبعد الزلزال، أُجبر سوريون مقيمون في الجنوب التركي على تغيير مدنهم والانتقال إلى ولايات لم يدمرها الزلزال.

انتصار مثلج، لاجئة سورية كانت تقيم في مدينة أنطاكيا وانتقلت بعد وقوع الزلزال إلى ولاية بورصة، قالت لعنب بلدي إنها بعد وقوع الزلزال لم تستطيع تسجيل طفلتيها في المدارس الحكومية التركية بالمنطقة التي تقيم بها بشكل مؤقت.

طالب مدير المدرسة من انتصار أن تنقل بطاقات الحماية المؤقتة الخاصة بالعائلة من ولاية هاتاي إلى بورصة لتسجيل الأطفال، وفقًا لانتصار.

وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية، بلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا، ثلاثة ملايين و298 ألفًا، و817 سوريًا.

تستضيف ولاية اسطنبول القسم الأكبر من السوريين في تركيا، إذ وصل عددهم إلى 532 ألفًا و280 شخصًا.

اصطحبت انتصار، إلى المدرسة فتاة تتحدث اللغة التركية بطلاقة لعدم وقوعها بمشكلة اللغة كونها لا تتحدث اللغة التركية بطلاقة، لتشرح وضعها القانوني بعدم استطاعتها على نقل قيد الكملك إلى ولاية بورصة، لكنها لم تفلح.

وأعربت انتصار مثلج عن قلقها بسبب ضياع السنة الدراسية على أطفالها كما حصل في العام الماضي، إذ سيؤثر على مسيرتهم الدراسية بشكل كامل.

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي قرار من جهة رسمية للحكومة التركية حول أوضاع الطلاب اللاجئين المتضررين من الزلزال وانتقلوا إلى العيش بولايات أخرى بشكل مؤقت.

وذكرت وزارة التربية التركية، في 5 من أيلول، أن الحكومة انتهت من إصلاح نحو 48 ألف صف دراسي في المناطق المتضررة من الزلزال، ويمكن استخدامها من جديد.

وصرح وزير التربية التركي، يوسف تكين، خلال مؤتمر صحفي في 11 من آب الماضي، أن وزارة التربية أخذت التدابير الكاملة لبدء العام الدراسي 2023- 2024 في المناطق التي ضربها الزلزال في شباط الماضي دون التعرض إلى مشاكل.

محاولات عديدة

شرحت نور زرزورة، لإدارة المدرسة عن نزوحها من مدينة أنطاكيا التي أُعلنت منكوبة بعد وقوع الزلزال، بالإضافة لكونها لاجئة سورية تحت الحماية المؤقتة في تركيا ولا تستطيع نقل بطاقة الحماية المؤقتة من مدينة إلى أخرى بحسب قوانين الدولة التركية، لكنها لم تحصل على قبول لتسجيل طفلها في المدرسة.

وبعد وقوع الزلزال، حاولت انتصار فور انتقالها إلى مدينة بورصة تسجيل أطفالها في المدرسة بالمدينة حيث كانوا يدرسون في كل من الصفين الثاني والرابع الابتدائي، لكن طلبها في العام الدراسي الماضي رفض أيضًا.

وفي العام الدراسي الماضي توجهت انتصار إلى منظمة “آسام” التي حاولت من جهتها مساعدة العائلة، عبر الاتصال والاستفسار عن أماكن وأسماء المدارس القريبة من أماكن الإقامة، إلا أن المنظمة لم تستطيع تفعيل قيود الأطفال المدرسية.

وتعرف منظمة “آسام” نفسها عبر معرفاتها الرسمية بأنها أكبر منظمة غير حكومية في تركيا، وتقدم المساعدة عبر أكثر من ألفي موظف، بعض النظر عن اللغة والدين والجنس والعرف والآراء السياسية.

المنظمة تعمل على تحسين الظروف المعيشية من خلال مشاريعها وخاصة في مجال الحماية والتعليم والصحة وغيرها من المجالات الأخرى.

ويتوفر لدى نور وعائلتها جميع الأوراق القانونية من إذن سفر مقدم من “دائرة الهجرة التركية” للاجئين السوريين المتضررين من الزلزال، بالإضافة إلى عقد أجار منزل في اسطنبول باسم العائلة ومدته عام، إلا أن مدير المدرسة لم يلتفت إلى هذه الأوراق وأصر على نقلهم للكملك إلى مدينة اسطنبول مع سند إقامة من إدارة الهجرة التركية.

وقالت انتصار لعنب بلدي، إن المدرسة طلبت منها الذهاب إلى إدارة الكوارث والحوادث الطبيعية (آفاد)، التي لم تفهم ما علاقتها بالتسجيل بالمدارس، ولكنها ذهبت دون الحصول على نتيجة، 

ويمنع السوريون منذ عام 2016 في تركيا من مغادرة الولايات المسجلين فيها، أو الإقامة في ولايات أخرى من دون “إذن سفر” صادر عن “إدارة الهجرة التركية”.

وبحسب إحصائية نشرتها وزارة التعليم الوطنية التركية، في 31 من آذار 2022، فإن نحو 80% من اللاجئين في سن الدراسة للمرحلة المتوسطة الحاملين لبطاقة “الحماية المؤقتة” ملتحقون بالمدارس، في حين وصلت نسبة الطلاب الملتحقين في المرحلة الابتدائية إلى 75.13%، بينما تنخفض النسبة للمرحلة الثانوية 42.65%، وذلك للعام الدراسي 2021- 2022.

العام يقترب

وتزداد مخاوف أهالي الطلاب أكثر مع اقتراب موعد افتتاح المدارس في حين لم يتبقَ إلا أيامًا معدودة على بدء الفصل الدراسي الأول.

يبدأ العام الدراسي 2023- 2024 في 11 من أيلول، وينتهي الفصل الأول في 19 من كانون الأول 2024، وسيبدأ الفصل الثاني في 5 من شباط 2024 وينتهي في 14 من حزيران 2024، بحسب ما نشرت “وزارة التربية التركية“.

وأظهرت إحصائية حكومية في تركيا في 17 من كانون الثاني 2023، تسرب نحو ثلث الأطفال السوريين في سن الدراسة عن المدارس، دون ذكر الأسباب، لكن مع الإشارة إلى وجود حالات “تنمر” يواجهونها في المؤسسات التعليمية.

وصرح الأمين العام لاتحاد المعلمين في تركيا، لطيف سلفي، أن من 65% إلى 70% من الأطفال السوريين في سن الدراسة تلقوا تعليمهم في تركيا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة