مضيق هرمز.. سلاح تلوح به إيران ضد العقوبات الأمريكية

صورة فضائية لمضيق باب السلام "هرمز" (المعرفة)
tag icon ع ع ع

عادت الصراعات الإقليمية حول الممرات البحرية مجددًا إلى واجهة الأحداث في المنطقة، والتي تتسابق إليها الدول الكبرى لضمان مصالحها وخطوطها التجارية.

ومع ارتفاع وتيرة الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بدأت الأخيرة بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز التي تطل عليه، تعبيرًا عن رفضها للحصار النفطي التي بدأت تفرضه واشنطن ضد طهران.

إيران تهدد بإغلاق المضيق

وقال القيادي في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل كوثري، أمس الأربعاء، إن طهران ستمنع مرور شحنات النفط في مضيق هرمز بالخليج العربي، في حال تم حظر مبيعات النفط الإيراني من قبل الولايات المتحدة.

وأضاف كوثري، بحسب وكالة “رويترز”، “إذا كان الأمريكيون يريدون وقف صادرات النفط الإيراني، فإننا لن نسمح بمرور أي شحنة نفط في مضيق هرمز”.

ونقلت الوكالة اليوم عن محافظ إيران لدى أوبك، حسين كاظم بور أردبيلي، قوله إن الضغط الذي يمارسه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الدول لعدم شراء النفط الإيراني، “سيدفع الأسعار للصعود مما سيضر اقتصاد بلاده في نهاية المطاف”.

وردت القيادة المركزية للجيش الأمريكي على التهديدات الإيرانية بمنع مرور شحنات النفط من مضيق هرمز في حال حظرت واشنطن مبيع النفط الإيراني.

وقال المتحدث باسم القيادة، بيل أوربان، اليوم الخميس 5 من تموز، إن البحرية الأمريكية مستعدة لضمان حرية الملاحقة والتدفق الحر للتجارة، بعد تلقي التهديدات الإيرانية.

وأضاف أوربان أن الولايات المتحدة توفر مع شركائها الأمن والاستقرار في المنطقة، وقال “نحن مستعدون، حيثما يسمح القانون الدولي بذلك”.

أسباب التهديد الإيراني

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن، في 10 من أيار الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، وإعادة العمل بالعقوبات المفروضة على طهران.

وأعربت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقها وأسفها من قرار واشنطن، مؤكدة مواصلتها تطبيق التزاماتها فيما يتعلق بالاتفاق النووي حتى بعد الانسحاب الأمريكي منه.

ويترتب على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عودة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران، إذ توعد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية “على أعلى مستوى”، وهدد الدول التي تدعم مشروع طهران النووي بعقوبات مماثلة.

لكن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، رد أن الاتفاق ليس ثنائيًا بين إيران وأمريكا، معتبرًا إياه قائمًا بينها وبين الدول الخمس، بشرط أن تتأكد إيران خلال أسابيع أنها ستحصل على امتيازات الاتفاق كاملة بضمان بقية أطراف الاتفاق.

وطلبت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء الماضي، من جميع الدول المستوردة للنفط الإيراني، وبينها الصين والهند، المستوردتان الأكبر، بوقف استيراده، مع حلول 14 من تشرين الأول المقبل، تحت طائلة التعرض للعقوبات الأمريكية، ما دفع إيران لتهديد خط النفط العالمي.

وكانت الدول العظمى المعروفة بـ “5+1″، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، بالإضافة إلى ألمانيا، توصلت لاتفاق مع إيران، عام 2015.

وتبلغ قيمة المبادلات التجارية بين إيران والاتحاد الأوروبي 20 مليار يورو.

وتنتج إيران 3.8 ملايين برميل نفط يوميًا، وتشتري الصين 70% من إنتاجها، وأوروبا 20%.

أهمية المضيق لدول العالم

يقع مضيق هرمز، المعروف بـ “باب السلام”، في منطقة الخليج العربي، ويعد أهم الممرات المائية وأكثرها عبورًا للسفن في العالم، وهو المنفذ البحري الفاصل بين بحر العرب والمحيط الهندي، وبين مياه خليج عدن والخليج العربي.

وتطل إيران على المضيق من الشمال، ومن الجنوب سلطنة عمان، التي تشرف عليه باعتبار أن السفن تمر في مياهها الإقليمية، كما أن المضيق هو المنفذ الوحيد لدول العراق والكويت والبحرين وقطر.

وارتفعت أهمية المضيق الاستراتيجي مع اكتشاف النفط وسارعت الدول الكبرى للوصول إليه بهدف للسيطرة عليه أو تأمين مرور بضائعها النفطية، نظرًا للاحتياطي النفطي الكبير الذي تمتاز به منطقة الخليج العربي.

المضيق في القانون الدولي

يعتبر القانون الدولي مضيق هرمز، جزءًا من أعالي البحار، ويعطي الحق لجميع السفن البحرية المرور فيه، شريطة ألا تضر بسلامة أو أمن الدول الساحلية المحيطة فيه.

ويبلغ عرض المضيق 50 كيلومترًا مقابل عمق 60 مترًا فقط، ويبلغ عرض ممري الدخول فيه 10.5 كيلومترات.

وتعبر يوميًا من المضيق ما بين 20-30 ناقلة نفط، بمعدل ناقلة محملة بما يقارب 40% من النفط المنقول بحرًا كل ستة دقائق.

صراعات تاريخية شهدها المضيق

شهد المضيق صراعات كبرى منذ آلاف السنين، باعتباره طريقًا تجاريًا عالميًا، وهذا ما أدى لشن عشرات الحروب بين كبرى الدول بهدف السيطرة عليه منذ القرن السابع عشر قبل الميلاد.

وشهدت الدول الأوروبية صراعًا طويلًا بينها، ودارت معارك بين بريطانيا وفرنسا وهولندا وبرتغاليا في عام 1855، تمكنت بريطانيا من خلال تلك المعارك من السيطرة على المنطقة، حيث كانت تعتبره طريقًا رئيسيًا إلى الهند.

وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بتمكين العلاقات السياسية والتجارية والعسكرية مع دول المنطقة لتضمن سلامة خطها التجاري والإشراف على طرق الإمداد، وتعتبر المضيق جزءًا من أمنها القومي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة