منظمات “المجتمع المدني” السورية تحذر من خطر “سوتشي”

قمة سوتشي الثلاثية - 22 تشرين الثاني 2017 (وكالات)

camera iconقمة سوتشي الثلاثية - 22 تشرين الثاني 2017 (وكالات)

tag icon ع ع ع

أصدرت مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني السوري بيانًا مشتركًا يحذر من خطر مؤتمر “سوتشي” على عملية السلام في سوريا.

وجاء في البيان، الذي وقعت عليه 133 منظمة حقوقية وإنسانية أمس، الخميس 4 كانون الثاني، وحصلت عنب بلدي على نسخة منه، أن مؤتمر “سوتشي” الذي تعتزم روسيا عقده أواخر الشهر الجاري، لن يسمح بتمثيل جميع السوريين ومشاركتهم بصورة مجدية، كما أنه يشكل تهديدًا خطرًا لإمكانات أي عملية سلام قابلة للحياة في سوريا.

ووصف البيان المؤتمر بأنه غير عادل ولا موثوق، بل سيزيد من تقويض عملية السلام في جنيف وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الرقم 2254.

وأكد البيان أنه لا يمكن اعتبار روسيا وسيطًا محايدًا ولا راعيًا عادلًا لعملية حوار وطني، فتدخلها العسكري في سوريا، واستخدامها المتكرر حق النقض في مجلس الأمن، يجعل منها طرفًا في الصراع.

وأجمعت المنظمات الموقعة على أن العملية السياسية الوحيدة الشرعية أو ذات المصداقية هي العملية التي تقودها الأمم المتحدة.

ولفتت إلى أهمية إعطاء الأولوية لقرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي وضع تسلسلًا واضحًا لعملية سياسية ذات مصداقية تبدأ بالانتقال السياسي، يليها استفتاء دستوري، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
بسام الأحمد، مدير منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، وهي إحدى المنظمات الموقعة على البيان، أوضح لعنب بلدي حول المخاوف التي تتجسد بعقد مؤتمر “سوتشي” أن المشكلة ليست بعقد المؤتمر بحد ذاته، بل بالخوف من الخروج عن مسار جنيف الذي يتوافر فيه إطار دولي وقرارات أممية، بينما تم تنظيم مؤتمر “سوتشي” من قبل طرف داعم ومساند بشكل قوي لأحد أطراف النزاع، فالأجدى أن يقود عملية السلام طرف محايد كالأمم المتحدة.

وأشار الأحمد إلى أن البديل الأفضل الموجود حاليًا في قيادة عملية السلام هو “جنيف”، مع إقراره بأنه ليس بديلًا مثاليًا، ولكنه يبقى ذا إطار دولي بسند قانوني.

ولفت إلى أن الثغرات الموجودة في “جنيف” هي التي أدت إلى “سوتشي”، إذ يتم حصر تمثيل السوريين بوفدين فقط، هما النظام والمعارضة، وهو ما يشكل خطأ كبيرًا، فمن المفترض أن تتسع دائرة التمثيل وتنفتح على كل مكونات الشعب السوري وقواه السياسية والاجتماعية.

أما عن الدور الذي تلعبه روسيا فأكد أنه لا يمكن تجاهل الدور الروسي ولا دور أي جهة أخرى منخرطة في الشأن السوري، لكن المبدأ الأساسي يتجسد في الخروج بحل وفق الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، بمشاركة الجميع، ومنهم روسيا، وليس الحصول على حل روسي فقط للمشكلة السورية.

وبيّن الأحمد أن الغاية من نشر البيان هي تنبيه السوريين إلى مكمن الخطر، وتحذير الأمم المتحدة من خطورة دعم مؤتمر “سوتشي” كصيغة أمر واقع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة