منظمات مدنية تطالب “حظر الكيماوي” بإبطال رواية النظام السوري

منظمات المجتمع المدني السورية ومجموعات الضحايا و الناجين والخبراء الدوليين وممثلي دول خلال مؤتمر حول الأسلحة الكيماوية 23 تشرين الثاني في لاهاي (Syrian CSO Conference on Chemical Weapons)
tag icon ع ع ع

طالبت منظمات المجتمع المدني السورية، الدول الأعضاء في منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” بإبطال رواية النظام السوري بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، على اعتبار أنها غير شرعية، وأن تتخذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم استمرار هذه الرواية على حساب الناجين والضحايا.

جاء ذلك خلال مؤتمر عقدته منظمات المجتمع المدني السورية، ومجموعات الضحايا والناجين، والخبراء الدوليين، وممثلي أكثر من 30 دولة، حول الأسلحة الكيماوية، في 23 من تشرين الثاني، في مدينة لاهاي.

كما أكدت المنظمات ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية والدعم للشهود والناجين وذوي الضحايا إضافة لمنظمات المجتمع المدني السوري التي تلعب دورًا مهمًا في الاستجابة والتوثيق لهذه الهجمات.

بالإضافة إلى أهمية ضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم “2118” لعام 2013، فضلًا عن تنفيذ مذكرات التوقيف الدولية التي أصدرتها فرنسا بحق رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وشقيقه ماهر الأسد، والضباط غسان عباس وبسام الحسن، بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية.

وأكدت المنظمات السورية المشاركة في المؤتمر، في البيان الختامي، أنه منذ التوقيع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري، شهدت سوريا انتهاكات جسيمة لهذه الاتفاقية تمثلت في استخدام متكرر للغازات السامة بما يزيد عن 184 استهداف منذ أيلول 2013، و حسب تقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وترافقت هذه الاستهدافات مع تطوير الترسانة الكيماوية السورية، ما يمثل خرقًا صارخًا لقرار مجلس الأمن الدولي “2118” وانتهاكًا واضحًا وجوهريًا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية.

وطالب بيان المنظمات الدول الأطراف في منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، بإعطاء الأولوية للتصدي لاستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، ضمن الأنشطة المتعلقة بالأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، مضيفًا أن عدم إحراز تقدم وعدم الامتثال لإعلان منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” من سلطات النظام السوري يستدعي المزيد من التدقيق والمساءلة.

وأشارت المنظمات إلى ضرورة تقديم الدول للمزيد من الدعم للمجتمع المدني السوري في أنشطته في مجال التوثيق، وأنشطته القائمة على المساءلة، وقدرته على الاستجابة الأولية بطريقة مستدامة وطويلة الأمد.

كما عملت منظمات المجتمع المدني الإنسانية والطبية السورية، على الاستجابة للهجمات الكيماوية عند حدوثها، وتدريب وتعزيز قدرات الفرق المحلية، وتثقيف المجتمعات في سوريا حول بروتوكولات السلامة عند التعرض للهجمات الكيماوية.

ولعبت دورًا أساسيًا، مع منظمات حقوق الإنسان، في توثيق الهجمات المتعددة، وجمع الأدلة والتعاون على نطاق واسع مع جميع فرق التحقيق التي أنشئت على مدى السنوات العشر الماضية.

ويهدف المؤتمر إلى استعراض الجهود المبذولة على مدى السنوات العشر الماضية للرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وتوثيقها، ومناقشة التقدم نحو المساءلة ومكافحة الإفلات من العقاب لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية.

مؤتمر الدول الأطراف (CSP)

ناقش المؤتمر التقدم المحرز نحو المساءلة ومكافحة الإفلات من العقاب لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية في جميع أنحاء العالم، وعُقد قبل مؤتمر الدول الأطراف (CSP) لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والذي سيعقد في لاهاي بين 27 تشرين الثاني و1 كانون الأول 2023.

ويعقد مؤتمر الدول الأطراف (CSP) سنويًا في لاهاي للإشراف على تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة، ويعزز أهداف الاتفاقية، ويراجع الامتثال للمعاهدة.

ويتألف من ممثلي جميع الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ولكل منها صوت واحد، ويتيح للمنظمات غير الحكومية فرصة التقدم بطلب للمشاركة وحضور الجلسات العامة للمؤتمر، وتقوم المنظمات الحقوقية بتنظيم فعاليات جانبية على هامش المؤتمر ودعوة بعض الدول المناصرة لمكافحة الأسلحة الكيماوية وهناك منظمات من مختلف دول العالم، ما عدا سوريا، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.

ويصادف 30 من تشرين الثاني من كل عام يوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيماوية، الذي أقره مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية بدورته الـ20 عام 2015، في حين بلغ عدد المصابين جراء هجمات شنها النظام السوري 11 ألفًا و80 شخصًا.

ووثقت “الشبكة” ما لا يقل عن 222 هجومًا كيماويًا في سوريا، وذلك منذ 23 من كانون الأول 2012 حتى نهاية تشرين الثاني 2022، يتوزعون بحسب الجهة الفاعلة إلى 217 هجومًا كيماويًا نفذها النظام السوري في مختلف المحافظات السورية، وخمس هجمات نفذها تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة حلب.

وتسببت جميع الهجمات الكيماوية التي شنها النظام السوري، وفق “الشبكة”، بمقتل 1510 أشخاص يتوزعون إلى 1409 مدنيين، بينهم 205 أطفال و260 سيدة، و94 من مقاتلي المعارضة المسلحة، وسبعة أسرى من قوات النظام كانوا في سجون المعارضة، بالإضافة إلى إصابة 11 ألفًا و80 شخصًا في تلك الهجمات، مقابل 132 شخصًا أصيبوا في هجمات شنها التنظيم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة