مواجهات مسلحة بين مجموعات محلية في بلدة اليادودة غربي درعا

مقاتلون محليون خلال محاولة اقتحام حي طريق السد في درعا البلد- 31 من تشرين الأول 2022 (درعا 24)

camera iconمقاتلون محليون خلال محاولة اقتحام حي طريق السد في درعا البلد - 31 من تشرين الأول 2022 (درعا 24)

tag icon ع ع ع

داهمت مجموعات عسكرية من “اللواء الثامن” التابع إداريًا لـ”الأمن العسكري” إلى جانب مجموعات أخرى محلية من بقايا فصائل المعارضة، بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي، وحاصرت منزل القيادي السابق في المعارضة محمد جاد الله الزعبي.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن اشتباكات شهدتها بلدة اليادودة منذ صباح اليوم، الاثنين 8 من كانون الثاني، ولا تزال مستمرة حتى لحظة تحرير هذا الخبر، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة، والمضادات الأرضية.

وقال عنصران مشاركان في العملية (تحفظا على اسميهما لأسباب أمنية) لعنب بلدي، إن اثنين من أشقاء القيادي السابق محمد جاد الله الزعبي قتلا خلال الهجوم، وسط أنباء عن مقتل الزعبي.

وبينما رصد مراسل عنب بلدي في المنطقة أصوات انفجارات ناجمة عن قذائف استهدفت اليادودة خلال المواجهات، قال مصدر عسكري مشارك في الحملة الأمنية لعنب بلدي، إن النظام السوري هو الوحيد الذي يملك أسلحة ثقيلة في درعا، ولم يكن له أي دور في العملية الأمنية.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن مراسلها في درعا، أن أحد أبرز قياديي تنظيم “الدولة” جنوبي سوريا قتل برصاص “الجيش السوري”.

وبينما تحدثت مصادر عسكرية مطلعة على العمليات العسكرية في اليادودة عن أن محمد جاد الله الزعبي قتل خلال الهجوم اليوم، الاثنين، لم تتمكن عنب بلدي من التحقق عبر مصادر محايدة من دقة المعلومة.

مصدر عسكري مسؤول في المجموعات المحلية المشاركة بالعملية قال لعنب بلدي، إن الحملة تستهدف مطلوبين من تنظيم “الدولة الإسلامية”، وآخرين من “هيئة تحرير الشام”.

وأضاف أن الحملة تستهدف أيضًا قتلة القيادي وعضو “اللجنة المركزية” في ريف درعا الغربي راضي الحشيش، الذي قُتل في 18 من كانون الأول 2023، على الطريق الواصل بين بلدتي نهج وتل شهاب غربي درعا.

وحول علاقة “تحرير الشام” (صاحبة النفوذ في جزء من شمال غربي سوريا) توجهت عنب بلدي بأسئلة لـ”الهيئة” التي لم تعلّق على الأحداث حتى لحظة تحرير هذا التقرير.

المصدر العسكري الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال إن “اللواء الثامن” شارك في العملية الأمنية عبر الأسلحة المتوسطة فقط.

العنصران المشاركان في الحملة قالا لعنب بلدي، إن المجموعات المحلية قطعت الطرق المؤدية إلى البلدة، ونفذت عملية اقتحام استهدفت منزل الزعبي على وجه الخصوص.

وخلال تشييع القيادي راضي الحشيش في بلدة تل شهاب غربي درعا، قال قائد “اللواء الثامن”، أحمد العودة، من بين جموع المشيعين، إن الانتقام من قتلة راضي الحشيش وبقية أعضاء “اللجنة المركزية” قادم لا محالة، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي الذي كان حاضرًا للجنازة.

موقع “درعا 24” المحلي قال من جانبه، إن المواجهات أدت إلى إصابة أحمد الزعبي شقيق القيادي محمد جاد الله الزعبي وابنة عمه، وعدد من أقاربه، إلى جانب عنصر آخر من مجموعة الزعبي، بينما قتل عنصر وجرح آخر من “اللواء الثامن”.

وأضاف أن الاشتباكات بدأت بينما كان الطلاب في صفوفهم المدرسية، ما أجبر العديد من المدارس على نقل الطلاب إلى الأقبية، وسط حالة توتر لدى العاملين في المدارس والأهالي، لعدم تمكنهم من إرسال الطلاب إلى منازلهم، بحسب “درعا 24”.

اقرأ أيضًا: سيطرة النظام لم تحقق الاستقرار.. نزاعات تكرس “الرعب” بدرعا

ويتهم الزعبي بالانتماء لتنظيم “الدولة”، كما تتهمه “اللجان المركزية” في ريف الدرعا الغربي بأنه من الضالعين بعمليات استهداف واغتيال طالت عددًا من أعضائها خلال السنوات الماضية.

ويعتبر محمد جاد الله الزعبي أحد المطلوبين للنظام السوري ممن سبق وطالب بتسليمهم أو ترحيلهم للشمال السوري في كانون الثاني 2021 خلال حصاره لمدينة طفس بريف درعا الغربي.

ويعد الزعبي أحد قادة فصائل المعارضة السابقين، واختار البقاء في الجنوب السوري بعد سيطرة النظام على المنطقة، وانضم لـ”اللجنة للمركزية” في بداية تشكليها ثم انشق عنها لاحقًا.

شُكّل “اللواء الثامن” من فصيل “شباب السنة”، أحد فصائل “الجبهة الجنوبية” المعارضة للنظام جنوبي سوريا، بقيادة أحمد العودة، وكان أحد أهم الفصائل المقاتلة والمنظمة، كونه الفصيل الوحيد الموجود في مدينة بصرى الشام.

ومع دخول “تسويات” النظام برعاية روسية حيز التنفيذ عام 2018، حافظ العودة على تنظيمه العسكري المعارض، وانتقل به للانضمام لـ”الفيلق الخامس” الذي أسسته روسيا عام 2016 كقوات رديفة لجيش النظام.

بينما سُحبت الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع ميدانية من الفصيل، لكنه حافظ على قوامه العسكري حتى اللحظة.

من راضي الحشيش؟

ولد القيادي السابق في فصائل المعارضة راضي الحشيش عام 1980 في بلدة العجمي بريف درعا الغربي، ويحمل شهاة جامعية من كلية التجارة والاقتصاد في دمشق.

ومع انطلاق المظاهرات المناهضة للنظام السوري عام 2011، عمل الحشيش منسقًا للمظاهرات وشارك في معظمها.

كما شارك في محاربة تنظيم “الدولة” منذ تمدده إلى قرى شرقي حوض اليرموك في شباط 2016.

بعد تحول المظاهرات إلى انتفاضة مسلحة ضد النظام كان الحشيش من مؤسسي “كتيبة المعتز بالله”، التي تحولت لاحقًا لـ”جيش المعتز” وبقي أحد قادته حتى سيطرة النظام على المنطقة في تموز 2018.

وشارك فصيل “المعتز” بعدة معارك منها السيطرة على بلدة عتمان، ومدينة طفس، وداعل، ومساكن جلين، وزيزون، وسرية “خراب الشحم”.

وعقب سيطرة النظام على الجنوب السوري عام 2018، بدعم روسي- إيراني، كان “جيش الثورة” الذي يعتبر الحشيش أحد قادته، ممن تفاوضوا مع الوفد الروسي، ووضعوا شروطًا تنص على عدم دخول قوات إلى الريف الغربي للمحافظة، وعدم وضع الحواجز فيها، بحسب ما قاله أحد أفراد عائلة الحشيش لعنب بلدي، وتحفظ على اسمه لمخاوف أمنية.

محاولات اغتيال سابقة

تعرض الحشيش لإصابة بالغة إثر محاولة اغتياله في بلدة المزيريب غربي المحافظة عام 2017، من قبل مجهولين.

وفي تموز 2019، انفجرت عبوة ناسفة بسيارته في بلدة العجمي أدت إلى إصابته بجروح.

وكان الحشيش ضمن رتل “اللجنة المركزية” الذي تعرض لهجوم من قبل مجهولين في أيار 2021 على طريق المزيريب- العجمي، وأسفر حينها عن مقتل أربعة مرافقين وإصابة القيادي “أبو مرشد البردان”.

كما تعرض لمحاولة اغتيال أيضًا في أيلول 2023 عبر كمين استهدفه على طريق داعل- عتمان.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة