عقب سيجارة كفيل بحرق مئات الدونمات

موسم زراعي دون حصّادات في حمص

camera iconحصادة القمح تحصد المحاصيل بعد نضوجها في أراضي إدلب الزراعية – 12 حزيران 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حمص – عروة المنذر

لا تزال سنابل القمح منتصبة في الأراضي الزراعية بحمص، على الرغم من بدء موسم الحصاد منذ خمسة عشر يومًا، بانتظار الحصّادات التي لا أثر لوجودها في المنطقة.

غياب الحصّادات ينذر بكارثة حقيقية ستحل على مزارعي المنطقة في حال عدم حل المشكلة، لأن سنابل القمح والشعير ستقع على الأرض في حال التأخر عن حصادها أكثر من ذلك، إضافة إلى أن كابوس الحرائق يلاحق الفلاحين على مدار الساعة، خاصة وأن شرارة بسيطة أو عقب سيجارة كفيل بحرق مئات الدونمات خلال أقل من ساعة.

وبلغت المساحة المزروعة بالقمح في حمص خلال الموسم الحالي 35.672 ألف هكتار والشعير نحو 43 ألف هكتار، في حين قدرت مديرية زراعة حمص إنتاج المحافظة من محصول القمح خلال الموسم الزراعي الحالي بنحو 52 ألف ‏طن، بحسب وكالة “سانا” في 9 من أيار الماضي.

الحكومة غير قادرة على تأمين الحصّادات

الجهات المعنية في المنطقة غير مكترثة للموضوع، وقد يكون ذلك بسبب عجزها عن  الإسهام في تقديم حل للمشكلة المتعاظمة.

أبو لقمان، أحد المزارعين من مدينة الرستن، تساءل عن سبب غياب “الدولة”، التي تتحدث عن تقديم خدماتها يوميًا، قائلًا، “إلى الآن لم نشاهد أي حصّادة وسنابل القمح ستقع على الأرض”.

في حين اعتبر المهندس الزراعي أبو أحمد من مدينة تلبيسة، (طلب عدم الكشف عن اسمه)، أن الفلاحين يواجهون وحدهم تكاليف الزراعة بعد رحيل المنظمات ومشاريعها عن المنطقة، بعد توقيع اتفاق المصالحة في أيار العام الماضي، مشيرًا إلى أن دوائر حكومة النظام غير قادرة على تحمل أعباء دعم الفلاحين بأكثر من البذور، وأزمة الحصّادات دليل على ذلك.

وقال أبو أحمد لعنب بلدي إن المعنيين، سواء في الجمعيات الفلاحية أو المصلحة الزراعية والإرشاديات، غير قادرين على تأمين حصّادات لجني المحصول، وإن أُمنت فهم غير قادرين على تأمين المازوت لتشغيلها، كما يحصل حاليًا في منطقة سلمية بريف حماة، فرغم وجود الحصادات إلا أنها متوقفة لعدم توفر المازوت.

ارتفاع في أسعار الحصاد

في ظل الحديث عن تأمين الحصّادات ينتظر الفلاحون مشكلة من نوع آخر، تتمثل في أجرة الحصاد، فلم يحدد بعد سعر حصاد الدونم في ريف حمص الشمالي، لكن المؤشرات تدل على ارتفاع الأسعار لأكثر من الضعف عن العام الماضي.

وتوقع “أبو لقمان” لعنب بلدي ارتفاع الأجرة عن الموسم الماضي، الذي كان يبلغ 4500 ليرة للدونم الواحد، وسعر المازوت 300 ليرة لليتر الواحد، في حين يبلغ سعر الليتر الواحد العام الحالي 600 ليرة سورية في ظل غياب الحصّادات، لافتًا إلى أنه “إذا حصدنا راح نكون تحت حكم أصحاب الحصّادات”.

من جهته اعتبر “أبو نمير” صاحب حصّادة في إحدى قرى ريف حمص، ارتفاع تكلفة الحصاد أمر طبيعي، إذ إنه “لا أثر للمازوت في الكازيات ونضطر لشرائه من السوق السوداء، إلى جانب ارتفاع تكاليف قطع الصيانة، التي كانت تكلف العام الماضي 20 ألف ليرة، في حين تكلف العام الحالي 60 ألف ليرة”.

وتوقع “أبو نمير” لعنب بلدي أن “تكون تكلفة حصاد الدونم الواحد 8500 ليرة وهو سعر عادي مقارنة بأسعار المازوت والزيت وقطع الصيانة”، في حين أكد أحد فلاح في قرية الدمينة، ويدعى أبو جابر، أنه مضطر للحصاد بسعر مرتفع لعدم وجود حصّادات.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة