مونديال البرازيل .. بين الروح الرياضية والمواقف السياسية

tag icon ع ع ع

عنب بلدي ــ العدد 123 ـ الأحد 29/6/2014

مونديال  محمد زيادة – بيروت

انطلقت مباريات كأس العالم في البرازيل قبل أسبوعين، وسط أجواء احتفالية من قبل عشّاق الكرة وجماهيرها، في حين لم تمنع حماسة المباريات بعض الناشطين والإعلاميين السوريين من تسييس مجرياتها، واتخاذ مواقف ذات طابعٍ سياسيٍّ من منتخبات دولٍ دون أخرى، كان أغلبها ضد المنتخب الإيراني، ثم الأمريكي والروسي. فليس بعيدًا عن منتخبيهما لكرة القدم؛ إيران وروسيا هما الحليفتان الأبرز لنظام الأسد عسكريًا وسياسيًا، ما دفع كثيرين من معارضي النظام ممن استهوتهم أخبار المونديال إلى إظهار العداء لهذه المنتخبات وتشجيع منافسيها، والشماتة بتعليقات عنصرية على خساراتها. أسامة أبو زيد، مدرب في أكاديمية آفاق للتغيير في مدينة غازي عنتاب التركية، وهو من مشجعي الفريق الألماني، عزا تسييس أجواء المونديال لدى السوريين، وخصوصًا ضد أمريكا وإيران وروسيا، إلى ناحيتين، «هيمنة دول هذه المنتخبات على الساحة السياسية والعسكرية الدولية، خلال جولاتٍ عديدةٍ في منطقة الشرق الأوسط أو في غيرها كأوكرانيا»، ما أنشأ في مواقف المعارضين لهذه الدول وسياساتها نوعًا من «التشفي عند الخسارة»، إذ إن أي هزيمةٍ تلحق بهم «تنفّس شيئًا من رغبتنا في انكسار هذه الدول». أما الناحية الثانية، فـ «التدخل الإيراني الطائفي في الشأن السوري وفي المنطقة، وما يلاقيه الشعب من معاناة تزداد درجاتها كل يومٍ بسبب هذا التدخل … ربّى الحقد داخل النفوس، وحوّل مبدأ الصراع من ثورة الحق على الباطل إلى تطرفٍّ فكريٍّ طغى حتى على الحياة الرياضية»، ما جعل هزيمة الرياضة الإيرانية أو الروسية فرحًا وانتصارًا. وكانت مدرجات الملعب في مباراة البوسنة وإيران يوم الأربعاء 25 حزيران قد شهدت رفع علم الثورة السورية بعد فوز البوسنة وإقصاء إيران من الدور الأول، ويعلل أبو زيد ذلك أن «دولة البوسنة والهرسك مرت بما تمر به سوريا الآن من معاناة وأزمات وقهر، فليس من الغريب أن يرفع مشجعو منتخبها علم الثورة السورية». في المقابل نشرت الهيئة السورية للإعلام صورًا لمشجعين يحملون العلم الإسرائيلي إلى جانب الأعلام الإيرانية، في إشارة إلى وقوف إسرائيل إلى جانب إيران. «محمّد» ناشطٌ إعلاميٌّ في الغوطة الغربية، مولعٌ بالرياضة ومتابعٌ لمباريات المونديال، قال «شجّعتُ المنتخب الأرجنتيني في مباراته ضد المنتخب الأمريكي رغم أنني أكرهه»، وذلك بسبب «اعتراضي على سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع الملف السوري». وأضاف محمّد أنه لاحظ طغيان السياسة على مباراة الأرجنتين وإيران كذلك من قبل رفاقه في الغوطة، لأن «إيران عدو للشعب السوري قيادةً وشعبًا»، وأنّ أيّ نصرٍ رياضيٍّ سيحققونه سيرفع معنوياتهم ويقوي عزائمهم، «وينعكس سلبًا علينا». كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات رياضية مسيّسة خلال المباريات التي خاضها منتخبا إيران وروسيا، فنشر عمر الشيخ إبراهيم، الصحفي في قناة النبأ الإخبارية، عبر صفحته في الفيسبوك بعد مباراة الأرجنتين وإيران «تم الدعس على رقاب الصفويين من قبل الجيش الأرجنتيني الحر»، وبعد خسارة المنتخب الإيراني أمام المنتخب البوسني، نشر مراسل الجزيرة منتصر الحوراني على صفحته «بالحوراني.. مع مية مقلعة». أمّا مراسل قناة الآن حازم داكل فعلق على خروج المنتخب الروسي أمام منتخب الجزائر إثر تعادلهما، موظفًا زعيم جبهة النصرة الجولاني في الساحة الرياضية بشكل ساخر «الفاتح الجولاني: نبارك للجزائر فوزها على روسيا الفاجرة، وبهذه المناسبة نبايع الشيخ الظواهري على السمع والطاعة». يذكر أن كلًا من المنتخب الإيراني والروسي غادرا الدور الأول من مونديال البرازيل إثر خسارتهما، بينما تأهلت أمريكا إلى الدور الثاني، وكذلك الجزائر، المنتخب العربي الثالث الذي يتأهل إلى الدور الثاني بعد المغرب والسعودية منذ انطلاق كأس العالم في الأوروغواي عام 1930.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة