جراء توقف محطات التصريف

مياه الآبار الجوفية تلحق أضرارًا بـ200 منزل و5000 دونم بالشحيل

المياه الجوفية تصل إلى سطح التربة في أراضي بلدة الشحيل شرقي دير الزور – 8 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

camera iconالمياه الجوفية تصل إلى سطح التربة في أراضي بلدة الشحيل شرقي دير الزور – 8 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

دير الزور – عبادة الشيخ

تعاني بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، منذ أسبوعين، من انتشار برك المياه وظهورها على سطح التربة، ملحقة الضرر بالمنازل والأراضي الزراعية.

السبب الرئيس هو توقف التيار الكهربائي عن محطات التصريف في محطة ري “الشحيل” المكونة من 85 بئرًا شاقولية، مهمتها تصريف المياه الزائدة وإعادتها لمجرى نهر “الفرات”.

ويشتكي أهالي بلدة الشحيل من المياه التي باتت تظهر على أساسات المنازل وداخلها أيضًا، ما أجبر بعض السكان على ترك منازلهم والانتقال إلى مكان آخر.

منازل وأراضٍ متضررة

لا توجد إحصائية دقيقة من مصدر رسمي عن حجم الضرر، لكن تقديرات لمزارعين وسكان تشير إلى تضرر أكثر من 200 منزل و5000 دونم في أحياء الشبكة والحاوي الغربي ببلدة الشحيل.

قال أسعد الفرحان، وهو مزارع في الحي الغربي لمدينة الشحيل، إن وصول المياه إلى سطح التربة تسبب بأضرار في أرضه الزراعية البالغة مساحتها 15 دونمًا، لافتًا إلى أن ذلك يزيد نسبة الملوحة في التربة.

موظف في لجنة الري والزراعة التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن عشرات المنازل تضررت إثر ظهور برك مائية داخلها أو حولها، ما دفع بأصحابها لمغادرتها.

وذكر أن الأراضي الزراعية التي ظهرت فيها المياه تراجع حجم إنتاجها إلى أكثر من الربع، نتيجة زيادة كميات المياه الواصلة إلى النباتات.

وأضاف أن المتضررين من سكان ومزارعين قدّموا كتبًا من أجل إعادة تأهيل مشروع قناة الري، وتعزيل الآبار الشاقولية، وجعل المياه تصب في نهر “الفرات” بدلًا من أن تطفو في الأراضي والمنازل.

وحاول أهالي المنطقة إيجاد حل بديل عبر تشغيل “الغطاسات” عن طريق الطاقة الكهربائية، لكن المشروع يكلّف مبالغ كبيرة، معتبرين أن الحل الوحيد هو إعادة خط الكهرباء لجر المياه الجوفية وصبها داخل نهر “الفرات”.

مقترحات وإصلاحات متأخرة

عامل في محطة الري ببلدة الشحيل، تحفظ على ذكر اسمه كونه لا يملك تصريحًا بالحديث لوسائل الإعلام، قال لعنب بلدي، إن ظهور المياه الجوفية جاء عقب قطع مكتب الطاقة التيار الكهربائي عن المحطة.

وذكر أن عدة مقترحات رفعت لأجل إيجاد حل للمشكلة، لكن دون استجابة، لافتًا إلى وجود 85 بئرًا شاقولية موزعة على طول قناة الري التي تروي عدة قرى وبلدات.

وأضاف أن غالبية أراضي بلدة الشحيل اليوم باتت غير صالحة للزراعة، بسبب انتشار التصبغ وزيادة نسبة الملوحة، وخروج المياه الجوفية إلى سطح الأرض.

ولإعادة تأهيل المنطقة زراعيًا، قال العامل في محطة الري، إن على “الإدارة الذاتية” إطلاق مشروع لاستصلاح الأراضي الزراعية المتضررة، يبدأ بإعادة تشغيل آبار الصرف الشاقولية بكامل الأراضي الزراعية، وإصلاح شبكات الصرف فيها.

وفي 14 من نيسان الحالي، أصدر مكتب الري والزراعة في مجلس “دير الزور المدني” تعميمًا اطلعت عنب بلدي على نسخة منه، نص على توقف الري في قرى الرغيب وذيبان والطيانة وشنان وجمه، بعد الانتهاء من الموسم الشتوي، اعتبارًا من 15 من حزيران المقبل، وذلك من أجل عمليات صيانة لـ”البلاطات” في “القناة الصندوقية”.

وطلب المكتب من المزارعين عدم زراعة محاصيل صيفية في حال عدم توفر مصدر ري ثانٍ.

وتواجه الزراعة في شمال شرقي سوريا، وخاصة في دير الزور، صعوبات عدة، منها غياب الدعم وارتفاع أسعار المحروقات، ومن أبرز المشكلات التي واجهت الفلاحين، انتشار ظاهرة “ملوحة التربة” في أراضي الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.

وأرجع فلاحون أسبابها إلى البطء في تنظيف وتأهيل مصارف المياه الزائدة، إذ يسبب تراكمها لأوقات طويلة ملوحة التربة.

وبحسب إحصائية قامت بها لجنة الري التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في المنطقة، فإن ما بين 2300 و2500 هكتار تعرضت للتملح، وصارت تربتها غير صالحة للزراعة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة