نيفين حوتري.. صدى الغوطة الذي يصل إلى العالم

camera iconنيفين حوتري، ناشطة من الغوطة الشرقية (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

تتنشّق نيفين حوتري “هواء الحرية” لأول مرة منذ 27 يومًا، وتنفض عنها غبار الملجأ الذي لازمته خلال المدة الماضية، بينما تواسي نفسها بالعلم الأخضر الذي استقبلها حيث حطت رحال قافلتها.

بعد مرور أكثر من شهر على الحملة التي تعرضت لها الغوطة الشرقية، خرجت الناشطة الإعلامية نيفين حوتري مع آلاف المهجرين إلى الشمال السوري، لتبدأ مرحلة جديدة من نضالها اليومي في توثيق ما يدور في محيطها.

خلال الفترة التي اشتدت فيها الحملة على الغوطة، بدأت نيفين مهمة إيقاظ العالم على أنّات أطفال الغوطة الشرقية، ليعدّ معها الأيام التي قضاها الآلاف من سكان الغوطة في الملاجئ والسراديب هربًا من القصف، وليبحث معها عن أسباب شحيحة تدفع الأمل في أجساد منهكة.

“اسمي نيفين حوتري، عمري 38 عامًا، أريد أن أقدّم نفسي كأمّ لطفلين محاصرين في الغوطة الشرقية”، تقول نيفين على مسامع مجلس الأمن في الجلسة التي عقدت في 12 من آذار، حيث أُطفئت الأضواء تضامنًا مع الغوطة، واستمع الحضور للكلمة التي نقلت عبر الأقمار الصناعية.

وتضيف نيفين “مثل جميع العائلات الأخرى في الغوطة، أُجبر على البقاء في الطوابق السفلية، هي في الواقع أقبية وليست ملاجئ، إنها أقبية من التراب، غير مجهزة بتمديدات مياه أو صرف صحي (…) أنا مضطرة أن أكون هنا لأن نظام الأسد والقوات الروسية يقصفوننا يوميًا بالبراميل المتفجرة والذخيرة العنقودية والنابالم وجميع أنواع القنابل الأخرى”.

ولعلّ ما صرّحت به نيفين في مجلس الأمن لا يعدو كونه صورة سريعة عن الأوضاع التي سادت في الغوطة الشرقية خلال الفترة الماضية، إذا قورن مع تفاصيل الحياة اليومية التي عكفت على نقلها عبر صفحتها الشخصية في “فيس بوك”.

نشطت نيفين في تغطية الأحداث التي تحيط بها في الملجأ الذي تقطنه، ونقل تصوير الحالات النفسية للأطفال والنساء والشيوخ في منشورات “فيس بوك”، ما جعلها المصدر الأكثر قدرة إعلاميًا على نقل ما وراء الحدث، كما استمرّت في تغطياتها اليومية، بعد التهجير.

ويعكف مجموعة من مستخدمي “فيس بوك” على ترجمة منشورات نيفين إلى اللغة الإنكليزية، ما حقق انتشارًا أكبر لها، وجعل من هذه المنشورات مصدرًا لوكالات أنباء ووسائل إعلام عالمية.

موقع “ميديوم” الأمريكي وصف نيفين بأنها “شهرزاد الحصار” التي تنقل شهادات للتاريخ “من الخطوط الأمامية للإبادة الجماعية في سوريا”.

فيما تحدّث موقع “جورنال” البريطاني عنها ضمن مقال عن دور نساء الغوطة اللاتي يصنعن الفرق، وقال الموقع إن نيفين “عينة من النساء الملهمات اللاتي يلعبن دورهن لجعل الحياة أكثر احتمالًا، ويعملن لدعم مجتمعهن”.

تابعت نيفين، التي تحمل شهادة في السكرتاريا، بتمعّن الانعكاسات النفسية للبقاء في الملاجئ على المدنيين، وتمكنت من وصف ردود فعل الأطفال على أصوات الصواريخ المحيطة، وهو الأمر الذي ساعد في وصول صوتها الذي يحمل رسالة إنسانية بسيطة تعبر عن انعكاسات الحدث وتداعياته على الأفراد.

وعلى الرغم من عفوية المنشورات التي تكتبها نيفين، أحدثت خرقًا في مستوى التغطية الإعلامية السورية، وكسرت احتكار الكاميرا وصور الدماء لها، كما تمكّنت من تطويع حسّها الأنثوي في خدمة قضية كبرى.

من مكان إقامتها الجديد في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة، تحاول نيفين اليوم أن تبدأ “من الصفر”، حسب تعبيرها، وتواصل الكتابة لتتمسك بالصلات التي زرعتها مع متابعيها المجهولين الذين خففوا عنها وحشة الحرب والحصار ثم وحشة التهجير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة