الدخان المهرّب في الحسكة.. مصدر رزق ومهنة خطيرة

بيع الدخان المهرب في أسواق مدينة الحسكة (عنب بلدي)

camera iconبيع الدخان المهرب في أسواق مدينة الحسكة (عنب بلدي)بيع الدخان المهرب في أسواق مدينة الحسكة (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – شيار عمر

يعتمد الكثير من الأشخاص في الجزيرة السورية على تهريب الدخان لتأمين قوتهم اليومي، كونه مصدر رزق لمئات العائلات التي تتاجر فيه إلى جانب مهنة أخرى يعمل فيها السكان وخاصة أهالي المناطق الحدودية في سوريا.

درج في الآونة الأخيرة، مع بداية أحداث الثورة السورية، في مدن ومناطق الجزيرة بيع الدخان والتبغ المهرّب من تركيا وإقليم كردستان العراق، وساعد في رواجه الفلتان الأمني وغياب الأمن الجمركي عن الساحة في المنطقة، والذي أفسح بدوره المجال أمام المهربين لتسويقه دون خوف أو رقابة.

مهنة خطيرة ومصدر رزق بآن واحد

انتشرت ظاهرة تهريب الدخان في منطقة الجزيرة، وخاصة في محافظة الحسكة (شمال شرق سوريا)، كونها منطقة حدودية مع العراق وتركيا، وهما من أكبر المناطق التي تمر عبرها البضائع والسلع، من أدوات كهربائية وغيرها.

عملية التهريب تتم من هاتين الدولتين إلى الجزيرة السورية عبر مهربين متمكنين، بالتعاون مع السلطات الأمنية الموجودة على حدود الدول المذكورة.

يقول أحد تجار الدخان في القامشلي، ويدعى فراس حمو، لعنب بلدي، “تهريب الدخان يعتبر الدخل اليومي لنا ومصدر رزق، لذلك مستمرون في هذا العمل على الرغم من كونه عملًا خطيرًا، ناهيك عما يتعرض له المهرب من ضرب وسجن، في حال القبض عليه من قبل السلطات الأمنية”.

ومع غياب المصدر المالي لكثير من الأشخاص في منطقة الجزيرة، خاصة في الآونة الاخيرة، أجبر العديد منهم على اللجوء لبسطات الدخان، الملاذ الأخير لهم، متجهين للاعتماد على هذا المورد المالي، الذي لا يتطلب رأسمالًا كبيرًا، سوى صندوق صغير ولوح لعرض أصناف الدخان المختلفة عليه.

رسوم جمركية على الدخان المهرّب

اعتمدت عملية التهريب، قبل أحداث الثورة السورية في منطقة الجزيرة، بشكل أساسي على الاتفاق بين المهربين و حراس الحدود سواء من الجانب التركي أو العراقي، مقابل دفع مبالغ مالية من الربح الذي يجنيه المهرّب.

انتشرت هذه الظاهرة لتجتاح مدن ومناطق الجزيرة السورية، حتى وضعت مؤخرًا قيود على التهريب من قبل الإدارة الذاتية، التي شكلت مؤسسة للتبغ لتنظيم بيع الدخان واستيراده من إقليم كردستان، بطرق شرعية عبر تجار ومندوبين لذلك.

التاجر ريزان حجي قال لعنب بلدي إن “طريق تجارة التبغ أو الدخان يتم الآن فقط عبر معبر سيمالكا مع إقليم كردستان العراق، عدا ذلك يتم جلب الدخان عن طريق التهريب مع تركيا والعراق كون المعابر مغلقة مع الدولتين منذ سنوات”.

حجي أشار إلى أنه “بعد جلب كميات كبيرة من الدخان يتم أخذ جمركية عليها من قبل الإدارة الذاتية، إضافة لاستيراد الدخان بالعملة الأجنبية (الدولار الأمريكي)، الأمر الذي يجعل أسعار الدخان مرتفعة في مدن ومناطق الجزيرة، ويؤثر بدوره على المشتري”.

تهريب الدخان في منطقة الجزيرة يتم الآن عبر تجار “صغار” يتولون إيصال البضائع من الدول المجاورة، لبيعها لتاجر كبير في المنطقة، والذي يقوم بدوره ببيعها وتوزيعها على المراكز التجارية بشكل يومي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة