tag icon ع ع ع

ستضرب روسيا كل من يعرقل خروج الجرحى والمقاتلين من حلب الشرقية، من جميع الأطراف. والأطراف التي تسببت بالعرقلة هنا هي ميليشيات تقود دفتها طهران منذ ثلاثة أعوام في سوريا.

قتل مدني وأصيب ثلاثة آخرين برصاص الميليشيات، أثناء المحاولة الأولى للخروج من حلب الشرقية، ما استدعى التصريح الروسي سابق الذكر، وهو ما تحسسته طهران كونه موجه ضد ميليشياتها، لتقابله بالنفي “الحديث عن شروط إيرانية وخلافات تعطل الاتفاق في حلب هو ادعاء كاذب”.

تشرف طهران على نحو 20 ميليشيا شيعية من العراق ولبنان وأفغانستان، أبرزها لواء “فاطميون” الأفغاني، و”حزب الله” اللبناني، وحركة “النجباء” العراقية، بل إنها باتت تتحكم إعلاميًا بنقل مجريات المعارك من خلال شبكة مراسلين، أبرزهم اللبناني حسين مرتضى.

وسائل إعلام تركية أكدت أمس أن ضابطًا إيرانيًا يدعى “السيد جواد” هو من يقود العمليات في حلب، وهو ذاته من أعطى أوامر أمس للميليشيات بقصف حلب الشرقية مجددًا، ليخالف التعليمات الروسية الصارمة بضرورة تنفيذ الإخلاء دون عراقيل.

بات واضحًا أن ثنائية روسيا- إيران هي المتحكم في مصير سوريا، عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، إلا أن تضاد المصالح والرؤى قد يتطور إلى صدام مباشر بين الجانبين.

فبحسب علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد علي خامنئي، فإن “تحرير حلب يمثل ذروة انتصارات محور المقاومة”، وهي عبارة قد تنمّ عن نجاح جزئي في خطة طهران الرامية إلى تأمين “الهلال الشيعي” (إيران، العراق، سوريا، لبنان)، والهيمنة العسكرية والاقتصادية والدينية على ضفاف الخليج العربي والسواحل الشرقية للبحر المتوسط.

بينما تختلف رؤية موسكو، والتي تقارب نوعًا ما نظرية “الاستعمار الجديد”، من خلال الهيمنة السياسية والعسكرية على نظام الحكم في سوريا، وتعزيز تحالفات استراتيجية مع دول الجوار في الخليج العربي وتركيا وإسرائيل، وإحداث توازن منطقي بالنسبة لاستراتيجيتها التي اتبعتها سابقًا في البلقان والشيشان “أنظمة شمولية ومعارضة شكلية”.

تعرّضت طهران لصفعة موجعة من موسكو، حينما أحجمت عن الإسناد الجوي لقواتها في خان طومان، آذار الماضي، ما تسبب بخسائر بشرية هي الأكبر في صفوف “الحرس الثوري” و”حزب الله” وميليشياتها الأخرى.

كما لم يبدِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي ممانعة حيال الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة لمواقع “حزب الله” و”الحرس الثوري” في سوريا، لتطرح هذه التطورات سؤالًا جديًا: هل ستشهد المرحلة المقبلة صدامًا عسكريًا بين الجانبين؟

مقالات متعلقة