عُد يا عيدُ
عنب بلدي – العدد 77 – الأحد 11-8-2013
قد لا تكون المآلات التي صارت عندها ثورة الحرية والكرامة، المسؤولة الوحيدة عن الأسلوب الذي نستقبل به الأعياد والمناسبات المختلفة، فعبارة «عيدٌ بأيّ حالٍ عدت يا عيد» نسمعها ربما منذ أن استقبلنا أول عيد، قبل الربيع العربيّ وثوراته، ويبدو أننا سنبقى نسمعها بعد ذلك، فدومًا سيكون هنالك ألم ما قد مرّ علينا، وتحدياتٌ حاضرة تتطلب عملًا دؤوبًا، لذا لا يبدو أنّ هناك مفرٌ من أن نكون أكبر من الواقع، فانتظار الوقت حتى تتحسّن الظروف والأحوال وتأجيل فرحنا لذلك الوقت، لا يعدو عن أن يكون وصفةً بطيئة لموت إرادة الحياة بداخلنا، فتلحقها إرادة النصرّ. فمن أي نأتي بإرادةٍ للحياة ولم نعد نرى منها سوى التعب والجهد، مما يعبّر عنه أبو العلاء المعريّ بقوله: تعبٌ كلّها الحياة فما أعجب إلا من راغبٍ بإزياد.
إن إرادة الحياة لا تأتيّ إلا من لحظات الفرح، والحبّ التي نعيشها، والتي تتخلل عملنا الشاق، وأحزاننا المريرة، لذا كان التركيز على اقتناص مثل هذه اللحظات أوجب في أيام الثورات والمصاعب.
ورغم ذلك، فإن المؤشرات الميدانيّة في العشر الأخير من رمضان أتت أكثر من التوقعات هذه المرّة، سواءً أنظرنا إلى الشمال وتحرير مطار منغ العسكريّ، أو إلى الشرق وجبهة دير الزور التي اشتعلت مجددًا وحققت تقدمًا ملحوظًا، وغربًا حيث نشهد للمرّة الأولى تحركًا جديًا في الساحل لإفشال أيّة مخططات يفكّر فيها النظام لتجرئة سوريا، وأخيرًا إلى الجنوب حيث أدى رئيس الإئتلاف أحمد الجربا صلاة عيد الفطر، وتكلم عن ضرورة التخلّص من ظاهرة أمراء الحرب.
إن الدعوات التي يطالب بها الكثيرون بعدم الفرحة وتأجيل الاعياد نظرًا لما نمرّ به، وإن كان يأتي بحسن نيّة إلا أن أثره قد لا يكون كما نريد. لنسهم في خلق فرحةٍ ما، وابتسامة ما، ولنسمح لأنفسنا بأن نستمتع بها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :