الجمعة العظيمة.. يوم كألف سنة مما تعدون

tag icon ع ع ع

لكلٍ من اسمه نصيب، وكذلك كان للجمعة العظيمة نصيبٌ عظيم من اسمها، حيث أطلق الثوار عليها هذا الاسم تعبيرًا عن تضامنهم مع إخوتهم المسيحيين، وللدلالة على أن الشعب السوري واحد مهما اختلفت طوائفه. وقد رُفع شعار: «معًا نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد».
وفعلًا، كانت عظيمة بحق، إذ شهدت سوريا يومها زخمًا كبيرًا في نقاط التظاهر في جميع أرجاء البلاد، فالجميع خرج رفضًا للظلم الذي يمارسه نظام الأسد على المتظاهرين السلميين، والذي سقط ضحيته أكثر من 84 شهيدًا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى في ذلك اليوم. ولا يزال السوريون يعانون من هذا الظلم حتى يومنا هذا!

عامٌ مضى على الجمعة العظيمة، والقتل والتشريد والذل في ازديادٍ مستمر! وليس هذا فقط ما جعل من 22 نيسان 2011 يومًا عظيمًا وذكرى لا تُنسى، بل لأنه كان يومًا بألف يوم!
هو اليوم الذي ودّعت فيه داريا أولى شهدائها: عمار محمود، وليد خولاني، والمعتز بالله الشعار، إثر مظاهرة ضمّت حشدًا كبيرًا من الناس المطالبين بحريتهم، والذين شهدوا يومها معركةً حقيقيةً بين جيشٍ مسلح وشعبٍ أعزل، يواجه الرصاص بصدوره العارية، وكلمته التي لا تزال تلهج بها الألسن: حرية.. حرية.
وكما نال الثوار شرف استنشاق الغاز المسيل للدموع للمرة الأولى، فقد ازداد شغفهم وشوقهم لكرامتهم المنشودة كلما استنشقوه.

لم تكن داريا وحدها من قدّمت أولى شهدائها في الجمعة العظيمة، بل كذلك حماة، التي نالت هذا الشرف العظيم، لتفخر بالبطلين أمير أكرم طقم وصديقه صهيب حامد سوتل، اللذين قدّما جسديهما قربانًا ليكونا شعلةً تنير لنا الطريق.

فهتاف “الشعب يريد إسقاط النظام”، الذي صدح به ثوار سوريا بأعلى أصواتهم، وهزّ عروش الطغيان، أثار جنون العصابة الأسدية، فحوّلوه إلى جمعة دامية، وبدأوا يتصيدون المتظاهرين، ويفرغون كل حقدهم وغيظهم بإذلالهم وقتلهم واعتقالهم.
كان همّهم في ذلك اليوم إطلاق النار لتفريق المظاهرات التي انطلقت من درعا وحمص وداريا والمعضمية وحماة ودمشق والعديد من المدن والمناطق السورية.

“نحن شعب لا نستسلم، ننتصر أو نموت!”
ما أروع هذا الكلام! فكيف إذا كان أحرار سوريا يتخذونه جرعة تفاؤل يوميًا؟ كيف لشعبٍ يملك هذا القدر من الإيمان والثقة بنصر الله أن يُهزَم؟!
فوالله، لو حوّلتم حياتنا كلها إلى جمعٍ عظيمة دامية، لن تثنوا من عزيمتنا شيئًا!
نعم، ستظل تلك الجمعة راسخة في عقولنا وقلوبنا، فسوريا الآن كلها جمعة عظيمة، وشعبٌ عظيم، للوصول إلى هدف أعظم.




×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة