بأيدي المقاتلين والمزارعين، الزراعة مستمرة في داريّا
عنب بلدي ــ العدد 116 ـ الأحد 11/5/2014
مرت مدينة داريا بفترة مضنية من الحصار استمرت عامًا ونصف، وقد منعت قوات الأسد خلالها دخول المواد التموينية والمساعدات إلى المدينة، ما دفع المحاصرين إلى الاعتماد على الإنتاج المحلي عبر زراعة بعض النباتات التي يستطيعون توفير احتياجاتها.
عنب بلدي تسلط الضوء على انتشار الزراعة التقليدية في داريا، والصعوبات التي يواجهها المقاتلون والمزارعون لزراعة مساحات صغيرة تسدّ حاجتهم.
- مقاتلون مزارعون
أبو أيمن، قائد إحدى المجموعات في الجيش الحر، قام مع مجموعته بإصلاح مساحات صغيرة وزراعتها، نظرًا لطول فترة الحصار وافتقارهم إلى الغذاء، لكن المجموعة عانت ضيق المساحة، إذ تسلمت جبهةً بين الأبنية السكنية، حيث لا تصل الشمس إلى المزروعات إلا ساعات معدودة خلال النهار، بحسب أبي أيمن.
ولدى سؤالنا عن مصدر البذار، أجاب أبو أيمن «نسبة كبيرة من سكان داريا يعملون في الزراعة، لذلك فالبذار موجودة في البيوت التي كنا نرابط فيها، كما كنا نؤمن بعضها عن طريق المكتب الإغاثي في المجلس المحلي».
وأضاف أبو أيمن أن ما ينتجونه لا يكفي احتياج المقاتلين إلى الطعام، لكنهم استطاعوا خلال الفترة «القاسية من الحصار، مع حسن التدبير، طبخ وجبة يومية من الخضروات»، إضافة إلى «وجبة الشوربة التي يصنعها مطبخ المدينة»، مشيرًا إلى أنهم يزرعون أنواعًا من الخضراوات «غنية بالحديد لتعطي الطاقة لجسم المقاتل، مثل الخس والسبانخ».
- لم يتركوا أرضهم
أبو محمد أحد المزارعين لم يترك أرضه، كما الحال لدى بعض المزارعين، يقول إنه بقي ليعتني بأرضه وبعض أراضي أقاربه وجيرانه، لكن جزءًا من المحصول تضرر نتيجة القصف وبقي ”جزء لا بأس به كنت آكل منه أنا وأسرتي وأعطي منه من يأتي ويطلب الطعام… لم أردّ أحدًا من المدنيين أو الجيش الحر».
ولأن أبا محمد يزرع عدة مساحات، فإنه وجد بداية الأمر صعوبة كبيرة في تأمين البذار والمحروقات لتشغيل مضخات الماء وسقاية الأرض، لكن المجلس المحلي أصبح «يؤمن لي البذار ويعطيني قليلًا من المازوت»، كما أنه اشترى مني محصول «البقلة، والكوسا ليضعها في مطبخ المدينة”، بينما توزع باقي المحاصيل مثل البندورة مباشرة لكل من يأتي إلى مكان الزراعة.
- دون مقابل.. المكتب الإغاثي ينظم الزراعة
بدوره يحاول المكتب الإغاثي، تنظيم المساحات المزروعة وادخار محاصيلها، ثم توزيعها على المحاصرين.
أبو عمار أحد العاملين في الزراعة ضمن المكتب الإغاثي يقول لعنب بلدي «قمنا بسقاية كثير من الأراضي المزروعة التي نزح أصحابها واعتنينا بها»، مشيرًا إلى دعم المجلس المحلي بالمحروقات بعد نفادها من المزارع والبيوت.
وأضاف أبو عمار أن المكتب استطاع زراعة بعض المحاصيل الضرورية وتزويد المطبخ بها صيفًا، كما أمّن زراعة المحاصيل الشتوية، إضافة لبعض المحاصيل الموسمية المهمة عبر تقديم المساعدة إلى المزارعين.
وأجاب أبو عمار عن سؤالنا حول الأجر الذي يتقاضوه جراء عملهم بالقول «لم نأخذ قرشًا من أي شخص، حتى أننا كنا نرسل الحصص إلى بعض المدنيين الذين يخجلون من المجيء وأخذ حاجتهم»، غير أن عاملي المكتب يتقاضون راتبًا شهريًا تعويضًا عن عملهم.
يذكر أن بعض المزارعين والمكتب الإغاثي واجهوا اتهاماتٍ في الفترة السابقة من مقاتلي الحر حول تحفظهم على المزروعات في المطبخ، لكن سياسة الترشيد هذه حافظت نسبيًا على طعام المقاتلين فترة أطول.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :