مزارعو ريف حلب يحجمون عن الموسم.. الألغام لا ترحم

camera iconتفكيك لغم متفجر في ريف حلب الشمالي 2017( عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

يتخوف المزراع أحمد الحسن من جني محصوله مع بدء الموسم الزراعي شمالي حلب، بسبب الألغام المنتشرة في أرضه المزروعة من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” أثناء فترة سيطرته على المنطقة منذ قرابة عام.

ورغم الخطوات التي تقوم بها فرق إزالة الألغام في المنطقة، إلا أن مساحات “واسعة” ماتزال مزروعة بالألغام، وخاصةً التي شكلت سابقًا “خط جبهة” ودائرة مواجهات بين فصائل “الجيش الحر” وتنظيم “الدولة”.

ولا يمكن أن يمر يومٌ دون أن تعلن المنظمات الطبية والإسعافية العاملة في ريف حلب الشمالي والشرقي مقتل عدد من المدنيين، أو إصابتهم جراء انفجار الألغام المتوزعة في الأراضي الزراعية وعلى جوانب الطرقات العامة.

كثافة تعيق عملية الإزالة

على خلفية انتشار الألغام، يرفض أصحاب الجرارات حراثة الأراضي الزراعية، وقال المزارع أحمد إن فرق الألغام أزالت حوالي 40 لغمًا في الأيام الماضية، وتوقفت فيما بعد على خلفية الكثافة التي زرعها التنظيم، سواء في أرضه أو الأراضي المجاورة في المنطقة.

وأضاف لعنب بلدي أن الأولوية في إزالة مخلفات الحرب تركزت على الطرقات العامة والأبنية السكنية سابقًا، بعيدًا عن المساحات الزراعية، والتي من المفترض أن يتم العمل عليها كون ريف حلب الشمالي خزانًا زراعيًا للمنطقة.

وشهدت قرى وبلدات ريف حلب الشمالي والشرقي في الأشهر القليلة الماضية حركة عمرانية كبيرة، بعد تأمين المنطقة، ترافقت بحركة زراعية في المناطق التي لم تستثمر أثناء وجود تنظيم “الدولة”، ليتبع هذا التحرك موسم الحصاد الحالي.

وفي حديث سابق مع غياث أحمد، مدير الخدمات المجتمعية في مركز “في أيد أمينة” المتخصص بنزع الألغام أوضح أنه “عند القيام بالحفر وعمليات الإنشاءات والقنوات يجب الانتباه بحذر، وفي حال اكتشاف أي جسم غريب يجب التوقف وإخلاء المنطقة وإبلاغ المؤسسات المحلية بشكل مباشر”.

وحدد المناطق التي تنتشر فيها الألغام بشكل كبير شمالي حلب، وتتركز في الخطوط الأمامية التي تمركز فيها مقاتلو التنظيم سابقًا والبيوت التي تمترسوا فيها، معتبرًا إياها من أخطر النقاط بالنسبة للمدنيين.

جرارات خاصة لإزالة الألغام

يعمل “المركز السوري” للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحرب (في أيد أمينة)، من خلال أكثر من 50 متطوعًا، على إزالة الألغام والتوعية من مخاطرها شمالي حلب من خلال خمسة برامج أبرزها تدمير المخزون مستقبلًا.

يعتمد مركز الألغام في كشف المتفجرات على نوع واحد من الأجهزة، مخصص لكشف المعادن فقط دون أن يكون مختصًا بالمواد المتفجرة، ما يعني صعوبة في كشف الألغام الحديثة التي زرعها التنظيم مؤخرًا داخل عبوات بلاستيكية.

وأمام الواقع الذي يعاني منه المزارعون، توجه بعض الصناعيين في المنطقة إلى تصنيع جرار خاص للحراثة وإزالة الألغام بآن واحد.

وقال المزارع إن الجرار خصص تحديدًا لحراثة الأراضي المزروعة بالألغام، وهو عبارة عن جرار زراعي عادي مزود بدولاب من حديد يتحرك بشكل دائري أمامه، ويقوم بدوره بإزالة الألغام وتفجيرها قبل المشي فوقها.

ميسرة أبو خالد أحد خبراء ومفككي الألغام اعتبر أن كثافة الألغام المزروعة، وخصوصًا في الأراضي الزراعية، شكل صعوبة فائقة في نزعها.

وأوضح لعنب بلدي أن عمليات تفكيك الألغام تتم بإمكانيات ومعدات بسيطة، وسط غياب أي دعم يذكر من أي جهة، وذلك اعتمادًا على أجهزة لكشف المعادن، والتي لا تجدي نفعًا في معظم الأحيان بسبب وجود قسم  كبير من الألغام المغلفة بمواد طينية وبلاستكية.

وتعتبر أرياف مدينة الباب وقباسين وبزاعة الأكثر انتشارًا للألغام في الأراضي الزراعية، والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شخصًا أغلبهم من الأطفال.

وزرع التنظيم أنواعًا مختلفة من الألغام أبرزها: المسطرة، الدوسة، المسبحة، اللغم الليزري، الحجر.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة