حاجات متزايدة وإمكانيات ضعيفة

مخيمات نازحي دير الزور جنوب الحسكة “مهملة”

مخيم أبو خشب في ريف الحسكة الجنوبي - تشرين الأول 2017 (عنب بلدي)

camera iconمخيم أبو خشب في ريف الحسكة الجنوبي - تشرين الأول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

برهان عثمان – أورفة

وسط شتاء قاس تنخفض الحرارة خلاله ليلًا إلى ما دون ست درجات، يعاني نازحو دير الزور داخل المخيمات المنتشرة في ريف الحسكة الجنوبي، مفترشين التراب تحت قماش رقيق، ويصفهم النازح أبو أسامة (62 عامًا)، بأنهم “بقايا كائنات بشرية نسيها العالم لتموت ببطء”.

استقر أبو أسامة في أحد المخيمات جنوبي مدينة الحسكة، بعد فراره من القصف المستمر على قريته الصغيرة بريف دير الزور، قبل أشهر، ويعيش مع الآلاف من أبناء محافظته ظروفًا يقول لعنب بلدي إنها “لا إنسانية”.

حال بعض المخيمات كـ “الهول والمبروكة” أفضل من غيرها، بحسب ما أفاد نازحون لعنب بلدي، الذين قدروا فرار حوالي 100 ألف شخص من دير الزور وريفها، خلال الأشهر الست الماضية، وتوزع بعضهم على قرى: أبو فاس، عبدان، طرمبات الرفيع، طرمبات الراشد، عجاجة، وتل أحمر جنوبي الحسكة.

يعيش الآلاف من النازحين الفارين من القصف في مخيمات: “البحرة (العريشة)، السد، الهول، والمبروكة”، ويقطن آخرون في تجمعات مثل: “أبو خشب، الريان، خربة التمر”، بينما مازال بعضهم عالقين في بادية “الذرو”، تحت أقمشة خيم بدائية صنعت من الثياب البالية، وفق البعض.

نازحون يتركون المخيمات

ترك أبو أسامة المخيم الذي يقطنه بعد دفعه مبلغًا ماليًا، متحدثًا عن تدنٍ في الشروط الصحية وانعدام التعليم، و”استغلال للنازحين الذين يدفعون مبالغ مالية للخروج منها”، ما يدعم حملة ناشطي دير الزور قبل أشهر، والتي حملت اسم “مخيمات الموت”، وسلطوا من خلالها الضوء على معاناة الأهالي في تلك المخيمات والاستغلال داخلها.

“حاجات كبيرة ومتزايدة”، تحدث عنها عضو “مجلس دير الزور المدني”، الذي يتبع لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مؤكدًا لعنب بلدي أن المجلس “يُحاول حشد جميع الجهود لمساعدة النازحين بحسب ما يتوفر”.

وأضاف أن “الإمكانيات المتوفرة والمساعدات المقدمة قليلة وغير كافية”، مشيرًا إلى أن “رئيس المجلس وأعضاءه يبذلون جهودهم، التي يجب أن يشاركهم بها كافة الجهات والمنظمات، لحل مشكلة النازحين”.

شكلت “قسد” مجلس دير الزور المدني، في 24 أيلول الماضي، خلال اجتماع في قرية أبو خشب، بهدف إدارة المناطق التي تخضع لسيطرتها في دير الزور.

وكان المجلس شكل لجنة “متابعة شؤون المهجرين”، في 5 تشرين الثاني 2016، برئاسة المحامي طارق الراشد وشيرين المجول، لمتابعة أوضاع النازحين من دير الزور .

“بالنسبة للدفع المالي لاعلم لي بهذا الموضوع، قال الراشد لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن النازحين في مخيم “أبو خشب”، يخرجون بشكل يومي وفق شروط، “أعداد من في المخيم تتناقص، كما خرجت أعداد نحو مخيمات أخرى، بعد التنسيق بيننا وبين إدارتها”.

عقدت لجنة المتابعة ثلاثة اجتماعات مع إدارة مخيم “السد”، نجم عنها إخراج 4089 نازحًا خلال كانون الأول الجاري، جميعهم عادوا إلى بلدات الشحيل والطيانة والصبحة والصور والبصيرة وجديد بكارة، إضافة إلى بلدات أبو خشب وجزرة وأبو شمس.

آخرون يرفضون الخروج

توزع النازحون على قرى وبلدات الضفة الشرقية من نهر الفرات، التي تخضع لسيطرة “قسد”، ووفق الراشد فإن القوات “حددت سبع مناطق آمنة يمكن إعادة الأهالي إليها، بعد إنهاء نزع الألغام ومخلفات السلاح منها”.

وتشمل المناطق قرى: جزرة ميلاج وجزرة البوشمس والصبحة والبصيرة وذيبان والطيانة والصور، وجميعها على الضفة الشرقية للنهر، وبحسب “قسد” فإن تلك المناطق ستتوسع تباعًا.

 يضم مخيم “السد” أكبر مخيمات المنطقة، 28 ألف نازح، ويعيش في “المبروكة” ثمانية آلاف آخرين، إضافة إلى 2500 شخص في “الهول”، و1500 في مخيم “أبو خشب”، وفق الراشد.

وبحسب الراشد فإن المجلس يبحث الآليات الممكنة لنقل الأهالي إلى جنوب نهر الفرات، موضحًا “هناك حوالي 15 ألف نازح في المخيمات يرفضون العودة إلى هناك، والمناطق التي يسيطر عليها النظام، لذا نخرجهم إلى مناطق سيطرة قسد”.

ولفت إلى أن المرحلة المقبلة “ستضمن إخراج أكثر من 18 ألف نازح، من مخيمات الهول والسد والمبروكة وأبوخشب”.

يحصل النازحون في المخيمات على مساعدات إنسانية وصحية ومياه للشرب، إضافة إلى الخبز بشكل يومي، وفق عضو مجلس دير الزور، ويشير إلى توزيع بطانيات ومستلزمات تدفئة.

وينسق المجلس بين المنظمات والمكتب الصحي فيه، لوضع برنامج لإدارة الملف، وتعمل منظمات بشكل فردي على توفير المساعدات للنازحين.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة