
Image Source: Canva
Image Source: Canva
د. أكرم خولاني
يصاب معظم الناس بتقرحات الفم في فترة ما من حياتهم، تسمى هذه التقرحات بالقلاع أو الحمو، وهي حالة مرضية مزعجة جدًا، إذ إنها تمنع المصاب من الأكل بسعادة، لما تسببه من ألم كلما لامسها الطعام، والمشكلة أنه في معظم الحالات لا يتوافر علاج نهائي للقلاع، ويهدف العلاج في الدرجة الأولى إلى التخفيف من وطأة الألم الذي يعتبر العرَض البارز في هذا المرض.
هو تقرحات مؤلمة، تصيب الأنسجة والأغشية المخاطية داخل الفم، وتظهر على أشكال وأبعاد مختلفة، منها دائرية ومنها بيضوية، محاطة أحيانًا بهالة حمراء اللون، وقد تكون صفراء من الداخل.
غالبًا ما تظهر على اللسان واللثة والشفاه وأحيانًا داخل الفم، تظهر بشكل مفاجئ، وغالبًا ما تدوم من 10 إلى 15 يومًا ثم تختفي بشكل تلقائي من دون أن تترك أي أثر أو ندبة، وتتكرر من وقت لآخر بفواصل قد تكون أيامًا أو أسابيع أو أشهرًا أو سنوات.
والقلاع مرض غير إنتاني، وغير معد، يصيب النساء أكثر من الرجال، ويصاب به شخص من كل خمسة أشخاص في وقت ما من حياته، ويصيب الأطفال والكبار، وخاصة بين عمر 10 و 40 سنة، ويخف تكراره مع تقدم العمر ليختفي دون رجعة في نهاية المطاف.
غالبًا ما يصيب القلاع الأطفال والأشخاص الأصحاء بدون أمراض أخرى، ومايزال سببه مجهولًا حتى الآن، ويعتقد أن للوراثة دورًا في ظهوره، كما أن لاضطرابات الجهاز المناعي دورًا أيضًا، إذ يعد القلاع أحد أمراض المناعة الذاتية.
وهناك بعض الحالات التي تعتبر محرضة على ظهور القلاع الفموي، مثل: الضغوط النفسية، بعض الأطعمة كالجوز واللوز والبندق والبهارات والتوابل والخردل والحمضيات والعسل، استعمال فراشي الأسنان القاسية، وجود أجهزة تقويم سنية، وجود أجهزة تعويضات سنية كالبدلات، التعب الشديد، الحيض عند النساء (اضطراب الهرمونات).
ولكن في حالات قليلة يكون القلاع الفموي ناجمًا عن مشكلة صحية ما، مثل: جدري الماء، العدوى بفيروس كوكساكي ب، العدوى بفيروس الحلأ البسيط، مشاكل التغذية كعوزبعض الفيتامينات والمعادن مثل ب1، ب2، ب6، ب12، الفيتامين سي، حمض الفوليك، الحديد، الكلس، والزنك، الداء الزلاقي، داء كرون، متلازمة بهجت، الفقاع الفقاعي، الحروق (الدرجة الاولى)، تقرحات الآكلة (بطانة التجويف الفموي)، أمراض اللثة، متلازمة نقص المناعة المكتسبة، الطلوان (ظهور بقع رمادية أو بيضاء اللون على سطح اللسان)، داء الحزاز المتصلب، داء الذئبة الحمامية، أورام التجويف الفموي، سرطان الجلد، مرض الزهري عند النساء، القرحة الهضمية، استخدام بعض الأدوية كالنيكورانديل والنيكوتين الفموي ومضادات الالتهاب.
تبدأ الأعراض بالشعور بوخز في منطقة ما من الفم عند تناول أطعمة حارة أو حامضة، ثم تتطور إلى حرقة، وبعد أيام يظهر التقرح، ويكون مؤلمًا، وقد يترافق القلاع بالحمى، وتورم الأغشية المخاطية، وتضخم العقد البلغمية المجاورة.
لا يتوفر حتى الآن علاج نهائي لهذا الداء، وتهدف المعالجات المستخدمة في الدرجة الأولى إلى التخفيف من الأعراض، وتشمل:
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى