
ممثلة أمريكا الدائمة في مجلس الأمن نيكي هيلي - 9 من نيسان 2018 (UN)
ممثلة أمريكا الدائمة في مجلس الأمن نيكي هيلي - 9 من نيسان 2018 (UN)
انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما، بانتظار التصويت للبت في القضية.
ويصوت المجلس اليوم، الثلاثاء 10 من نيسان، على المشروع الأمريكي الذي عدّلته واشنطن، وأبرز ما فيه إنشاء آلية تحقيق جديدة بشأن استخدام الكيماوي في سوريا.
وليس متوقعًا أن يصدر قرار بالإجماع بخصوص المشروع الأمريكي، إذ شهدت الجلسة التي دعت إليها تسع دول أعضاء في المجلس، كلمات حملت رؤى متباينة بخصوص الملف.
وبدأ المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الجلسة بدعوة المجلس لإنشاء آلية تحقيق بشأن الهجوم الكيماوي على دوما، مبديًا قلق الأمم المتحدة وداعيًا النظام وروسيا لحماية المدنيين هناك.
واعتبر أن “هناك حاجة ملحة لأن يجد مجلس الأمن حلًا للوضع في سوريا”، مطالبًا كل الأطراف باحترام القانون الدولي الإنساني.
وبدأت الاتهامات على لسان المندوب الروسي في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، وقال إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا تسعى للمواجهة مع روسيا في سوريا.
واتهم مندوب موسكو الدول الغربية بدعم “الإرهابيين”، معتبرًا أن هناك “تصعيدًا” ضد روسيا “هناك كثير من الأساليب التي تستخدم لابتزازنا وسبنا”.
ودعا محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتوجه إلى سوريا، معتبرًا أن “الإرهابيين هم من يملكون الأسلحة الكيماوية في سوريا”.
كما حذّر من “تداعيات خطرة” في حال تعرضت سوريا لضربة عسكرية من دول خارجية، معتقدًا أن “هناك من يحاول تشتيت المجتمع الدولي بشكل متعمد”.
وألمح إلى أن باريس ولندن تعملان مع واشنطن ضد المصالح الروسية، متحدثًا عن “فبركة جيش الإسلام قصف المناطق السكنية في سوريا حسب تعليمات مشغليه”.
وبحسب المندوب الروسي، فإن “زملاء لروسيا في مجلس الأمن سربوا معلومات لمن يتبعونهم في سوريا لاتهام النظام السوري “الذي يكرهونه ويسعون إلى إسقاطه”.
ممثلة أمريكا الدائمة في مجلس الأمن، نيكي هيلي، قالت إن العشرات قتلوا والمئات أصيبوا بسبب الهجوم الكيماوي، مشيرةً إلى أن “هناك أطفالًا يختبئون في أقبية من هجمات الأسد وتحولت الأقبية إلى مقابر”.
ولفتت إلى أن مجلس الأمن “سمح لروسيا أن تضعف مصداقية الأمم المتحدة”، وأن “الآلية التي شكلها المجلس أثبتت ضلوع الأسد بهجوم خان شيخون سابقًا”.
وشددت على أن “مجلس الأمن لا يفعل شيئًا إزاء الهجمات الكيماوية المتواصلة في سوريا”، داعية إلى عدم السماح بتكرارها.
واعترضت هيلي على حديث المندوب الروسي، مؤكدة أن “واشنطن سترد على هجوم دوما سواء تحرك مجلس الأمن أم لا”.
وتبع هيلي كلمة فرنسا في الجلسة، وقال مندوبها فرنسوا ديلاتر إنه لا يمكن أن تقلع طائرة سورية دون موافقة روسيا، وعلى الأخيرة وقف إطلاق النار والأعمال العدائية وفق قرار مجلس الأمن 2401.
واعتبر ديلاتر أن الفيتو الروسي عطل آلية التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية، مؤكدًا أن باريس ملتزمة بمكافحة الإرهاب وانتشار تلك الأسلحة.
بدورها قالت كارن بيرس مندوبة بريطانيا في المجلس، إن أربع دول أعضاء دائمة العضوية تتفق على مكافحة انتشار الأسلحة الكيماوية “لكن روسيا لا تفعل”.
وأضافت أن بريطانيا “تؤمن بضرورة تشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة للوقوف حول المسؤول عن استخدام السلاح الكيماوي ويجب ضمان حرية حركتها”.
كما أيدت مشروع قرار أمريكا بخصوص آلية التحقيق، مشيرةً إلى أن “روسيا والنظام السوري وإيران يتخوفون من شيء ما ويعملون معًا”.
واعتبرت بيرس أن “روسيا تظهر نفسها كضحية وتتلاعب بالحقائق وتذرف دموع التماسيح، كما تهمش نفسها ولسنا من يهمشها”.
وناهضت الصين “بقوة” استخدام السلاح الكيماوي تحت أي ظرف، وقال مندوبها في المجلس زاوشو ما، إن التسوية السياسية في سوريا الحل الوحيد لإنهاء الأزمة.
واعتبر أن الأمم المتحدة هي الراعي الأساسي لمكافحة الإرهاب ويجب تحسين التنسيق بين جميع الأطراف، متمنيًا “التعامل بمبدأ الاحترام المتبادل والحوار وتسوية الخلافات بيننا”.
ودعا مندوبو السويد وبولندا وكازخستان والكويت إلى محاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية، وأكدوا أن “العمليات والأهداف العسكرية لا تبرران الفتك بالمدنيين الأبرياء”.
وعاد المندوب الروسي بكلمة ثانية، متحدثًا أن “دول الغرب لا ترغب في الاستماع إلى رواية أخرى بشأن هجوم دوما”، مطالبًا بزيارة فورية للتحقق مما جرى.
وانسحب مندوبو الدول الغربية مع بدء كلمة مندوب النظام السوري بشار الجعفري، وتساءل “على من تنفق الولايات المتحدة الأمريكية مواردها في سوريا؟”.
وأدان الجعفري “العدوان الإسرائيلي” على مطار “تي فور” في حمص، وراح ضحيته 14 عسكريًا بينهم إيرانيون، دون اعتراف رسمي من إسرائيل.
واعتبر أن “الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية محض افتراء”، مردفًا “حذرنا أمام مجلس الأمن من قيام أمريكا بتجهيز سيناريو الكيماوي، ونرحب بزيارة بعثة تقصي الحقائق إلى دوما.
وعقب نهاية الجلسة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أنه “سنتخذ القرار حول دوما الليلة أو بعد قليل، ولن نسمح للأعمال الوحشية في سوريا أن تتكرر”.
وأكد أن “الهجوم الكيماوي على دوما سيقابل بالقوة”، مشيرًا إلى “خيارات عسكرية كثيرة بشأن سوريا”.
وتعمل واشنطن على قرار بشأن الهجوم، وفق ترامب، الذي وصف أمريكا بأنها “القوة الأكبر في العالم”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى