حوار مع صديقي الفيلسوف
ذهبت إليه كعادتي عندما أكون عاجزاً عن تفسير أو تحليل أمر ما، فهو دائما كان فيلسوف الشلة الذي نلجأ إليه في الأمور المحيرة التي نعجز عن فهمها.
بعد السلامات والأشواق والسؤال عن الصحة والأهل والأصحاب، سألني:
– نعم، شو اللي جابك اليوم ؟
– سؤال واحد
– اتفضل …
– ما هي صفات قطيع الغنم؟
– لم أفهم السؤال
– حسنا بصينغة أخرى، كيف يمكن أن نكسب مجموعة من الناس صفات قطيع من الغنم، فنوجهها كما نشاء حتى لو كان إلى حتفها
– ضحك قائلا: سؤالك يدل على انفعال مكبوت، وبطريقة ليست جيدة، فأنا أنأى بك عن هذه اللهجة حتى لو كنت منفعلاً أو مستفزاً. يمكن أن تسأل نفس السؤال بشكل أكثر احتراماً فتقول لماذا لا يفكر الناس فيما يقال لهم وفيما يفعل بهم؟ وكيف يتم توجيههم بأقل مجهود وبدون أي مقاومة منهم؟
– أنا آسف، هادا سؤالي فعلاً
– إذا أردت أن تفعل هذا بمجموعة من الناس، فعليك تحقيق الشروط التالية التي سأسردها بإيجاز ثم سأتناول كل شرط بالتفصيل:
أولاً: يجب أن تحطمهم … أهم شيئ أن تحطم كبرياءهم وأخلاقهم
ثانياً: يجب أن تحرمهم من العلم والمعرفة… فما أسهل أن تقود شخصاًً جاهلاً
ثالثاً: يجب أن تحرمهم من التاريخ… فيكونوا كصفحة بيضاء لا يستفيدوا من دروس الماضي بل يكرروا اخطاءه
رابعاً: يجب أن تزرع داخلهم أبشع الصفات: الحقد والكبر… فتقطع عليهم طريق العودة للعلم والفضيلة
خامساً: يجب أن تغير منظومة قيمهم… فلا يميزوا الصواب من الخطأ ولا يروا عيبا في الرذيلة ولا شرفاً في الفضيلة
سادساً: يجب أن تخلق لهم مثلاً عليا من صناعتك… فتسيطر عليهم وتزرع فيهم أفكارك
سابعاً: يجب أن توحد مصيرهم ومصالحهم مع أهدافك… فيدافعوا عن أهدافك
ثامناً: يجب أن تحرص أن لا يكون لهم مرجعية… وإن كان ولابد فيجب أن تكون مرجعية فاسدة .
لما خرجت من عند هذا الفيلسوف أدركت مافعله بشار الأسد بهؤلاء الذين يدافعون عنه حتى الموت .
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :