“قوات عربية” في سوريا.. بين نفي السعودية وتأكيدات تركية وكردية
نفت السفارة السعودية في تركيا التقارير التي تحدثت عن وجود قوات سعودية وإماراتية في شمال شرقي سوريا.
وجاء نفي السفارة السعودية في بيان صحفي اليوم، الثلاثاء 27 من تشرين الثاني، مؤكدة أنه لا توجد أي قوات سعودية على الأراضي سورية.
فيما نشرت وكالة “باسنيوز” الكردية، ومقرها إربيل بإقليم كردستان العراق، اليوم الثلاثاء أن قوات عربية خليجية تشارك من خلال قوات برية وعتاد عسكري ثقيل في المعارك ضد تنظيم “الدولة”.
وذكرت الوكالة نقلًا عن مصدر كردي مقرب من “قسد”، دون ذكر اسمه، أن الدور الخليجي سيتركز في مجال تدريب قوات حماية الحدود في شرق الفرات، وتقديم الدعم اللوجستي لهذه القوات.
وبحسب مصدر الوكالة الكردية، فإن “زيارة الوفد الخليجي تأتي ضمن التفاهمات السابقة حول إنشاء قوة حرس حدود لحماية الحدود الشمالية لغربي كردستان (كردستان سوريا) وشمال شرقي سوريا من التهديدات التركية، وكذلك تحصين حدودها الشرقية أمام التواصل الإيراني البري مع سوريا لإضعاف وجودها هناك”.
أكرم الصالح، صحفي كردي في الحسكة، ومراسل لقناة “كردستان 24″، الناطقة بالكردية، أكد لعنب بلدي الوجود العسكري الخليجي في المنطقة التي تسيطر عليها “قسد” شمال شرقي سوريا.
وأشار الصالح، الذي رافق العمليات العسكرية لـ “قسد” خلال حربها على تنظيم “الدولة” في الحسكة والرقة، إلى أن الوجود الخليجي قديم ويعود لأكثر من عام، إلا أنه لم يكن معلنًا ومتصدرًا وسائل الإعلام كما اليوم.
وسبق معلومات الوكالة الكردية تقرير لصحيفة “يني شفق” التركية، في 22 من تشرين الثاني، يفيد أن السعودية والإمارات أرسلتا قوات عسكرية إلى مناطق “قسد” في شمال شرق سوريا.
وقالت الصحيفة التركية حينها إن القوات ستتمركز مع قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة، كما ستقدم القوات الخليجية الدعم للمعارك بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
موقع “ميدل إيست مونتور” البريطاني كان قد نقل في سياق المعلومات التي نشرتها “يني شفق” التركية أن هناك تخوفات من المواجهات العربية- التركية التي ستكون الأولى من نوعها على الأراضي السورية.
وذلك في الوقت التي تستعد فيه تركيا لشّن عمليات عسكرية على مناطق سيطرت “قسد” وعمادها العسكري “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، الجناح العسكري “للحزب الاتحاد الديمقراطي”، إضافة إلى قوات “الصناديد” التي يقودها بندر الهادي الجربا، وهي قوات عربية- عشائرية، ومثلها “قوات النخبة” التي شكلها أحمد الجربا المقرب من السعودية والرئيس الأسبق للائتلاف الوطني المعارض.
واعتبرت وزارة الدفاع التركية أن إنشاء نقاط مراقبة أمريكية شمالي سوريا سيزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بحسب وكالة “الأناضول” السبت 24 من تشرين الثاني، إن “إنشاء نقاط مراقبة في شمال سوريا سيزيد من تعقيد الوضع المعقد أصلًا في المنطقة”.
وأضاف أكار أن تركيا أبلغت نظراءها العسكريين والمدنيين الأمريكيين مرارًا عن انزعاجها من مسألة إنشاء نقاط مراقبة شمال سوريا.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها بدأت في إنشاء مواقع “مراقبة” على امتداد أجزاء من الحدود بين تركيا وسوريا.
والتقى خلال الأشهر الأخيرة داخل القاعدة الأمريكية في منطقة عين عيسى شمالي الرقة مستشارون سعوديون وإماراتيون بمسؤولين من “قسد”، والتي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية لوجود الوحدات الكردية المتهمة من قبل تركيا بارتباطها بـ”حزب العمال الكردستاني”.
حينها قالت الأناضول، الوكالة التركية للأنباء، إن الزيارات المتكررة للسعوديين والإماراتيين إلى المنطقة، بهدف إنشاء “حرس الحدود” بتمويل سعودي.
فيما أبدى وزير الخارجية السعودية في عدة مناسبات سابقة استعداد السعودية لإرسال قوات عربية- إسلامية إلى سوريا للمساعدة في “القضاء على الإرهاب والمساعدة في الوصول إلى حل للأزمة السورية”.
كما صرح رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، في نيسان الفائت، أن السعودية مضطرة لأن تدفع مقابل الوجود الأمريكي في سوريا، ومواجهة الوجود الإيراني هناك.
وتشهد العلاقات السعودية- التركية توترًا غير مسبوق بين البلدين، فاقمه قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية باسطنبول على أيدي مسؤولين سعوديين، بعدما كشفت التحقيقات التي تجريها تركيا أدلة تدينهم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :