خلال أسبوع.. ثلاثة تفجيرات تضرب مناطق نفوذ مختلفة في سوريا
تصدرت التفجيرات مشهد الأحداث السورية في الأيام الستة الماضية، حيث ضربت ثلاث مناطق في سوريا مختلفة من حيث الأطراف المسيطرة، الأمر الذي يعطي صورة عن عدم الاستقرار على الأرض، دون الاقتصار على منطقة نفوذ معينة عن الأخرى.
جاءت التفجيرات كأحداث جديدة مع دخول عام 2019، بالتزامن مع الخطوات التي تقوم بها الأطراف الإقليمية الفاعلة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، بعد انتهاء العمليات العسكرية على الأرض، كان آخرها في محافظتي درعا والقنيطرة.
ولم تتبين هوية الجهات المسؤولة عن التفجيرات حتى اليوم، رغم تبني تنظيم “الدولة الإسلامية” أحدها في مدينة منبج بريف حلب الشرقي.
تفجير “كبير” يقتل أمريكيين
التفجير الأول الذي تصدر مشهد الأيام الستة الماضية هو الذي ضرب مدينة منبج، الأربعاء الماضي 16 من كانون الثاني الحالي، وأدى إلى مقتل أربعة جنود أمريكيين إلى جانب مدنيين وعناصر كرد في “وحدات حماية الشعب” (الكردية).
واعترفت واشنطن بمقتل جنود لها في تفجير منيج، إذ أعلن الجيش الأمريكي مقتل جنديين ومتعاقد وموظف مدني بالبنتاغون.
وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن التفجير وقال إن “استشهاديًا” يرتدي سترة ناسفة فجّر نفسه بدورية للتحالف الدولي بمدينة منبج، ما أسفر عن سقوط تسعة جنود أمريكيين بين قتيل وجريح، بحسب وكالة “أعماق”.
وأثار تفجير منبج مسألة الانسحاب الأمريكي من سوريا، وسط مطالب من نواب أمريكيين وحلفاء ترامب بإعادة النظر في خطة الانسحاب، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى استرداد التنظيم لقوته من جديد.
وجاء التفجير بعد أقل من شهر على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من سوريا بموجب خطة ستنفذ “ببطء”.
واعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، أن تنظيم “الدولة” قد هُزم بالفعل، مشيرًا إلى أنه ما من داع لبقاء القوات الأمريكية في سوريا، الأمر الذي رفضه شركاء ترامب في “التحالف الدولي”.
مفخخة تضرب حاجزًا لـ”تحرير الشام”
التفجير الثاني الذي حصل في الأيام الماضية ضرب حاجزًا أمنيًا ومستودعًا للذخائر يعود لـ”هيئة تحرير الشام” في المدخل الجنوبي لمدينة إدلب.
ولم تعلن “تحرير الشام” حصيلة القتلى، لكن مصادر طبية قالت لعنب بلدي إن عدد القتلى تجاوز 15 شخصًا غالبيتهم من مدينة حماة.
ونقل مراسل عنب بلدي عن مصدر طبي يعمل في إدلب، في 18 من كانون الثاني، قوله إن الانفجار وقع في مقر عسكري جنوبي مدينة إدلب على طريق أريحا، ولم تتبين أسبابه سواء استهدف بمففخة أو بصواريخ موجهة من الجو.
وليست المرة الأولى التي تشهد فيها إدلب انفجارات، وكانت قد تعرضت على مدار الأشهر الماضية لانفجار مففخات وعبوات ناسفة لم تتبين الجهة المسؤولة التي تقف وراءها.
وبعد يوم من تفجير المقر الأمني انفجرت عبوة ناسفة في مدينة إدلب، السبت 19 من كانون الثاني، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة ثمانية مدنيين بينهم بحالة خطرة.
تفجير وسط دمشق
التفجير الثالث ضرب منطقة المتحلق الجنوبي في العاصمة دمشق، الأحد 20 من كانون الثاني، وتضاربت روايات النظام السوري عن أسبابه.
وذكرت الوكالة الرسمية “سانا” و”التلفزيون السوري”، في ساعات التفجير الأولى أن، “دوي انفجار سمع في منطقة المتحلق الجنوبي وأنباء أولية تتحدث عن عمل إرهابي”.
وقالت شبكات مقربة من النظام بينها “إذاعة شام إف إم”، إن الانفجار ضرب نقطة عسكرية بالقرب من منطقة المتحلق الجنوبي، وقامت وحدات الهندسة بمعاينة موقع الانفجار.
ولم تنشر وسائل إعلام النظام أي صورة أو تسجيل مصور من مكان التفجير، وكانت قد أشارت إلى إغلاق الطرق الواصلة إلى المتحلق بعد التفجير بشكل فوري، لتذكر منذ قليل أنها فتحت بالكامل وعادت الحياة إلى طبيعتها.
مراسل “التلفزيون السوري”، جعفر يونس، كتب منشورًا عبر “فيس بوك” خالف الرواية الرسمية السابقة.
وقال يونس إن ما حصل هو “عبوة ناسفة معدة للتفجير كانت موضوعة على طريق المتحلق الجنوبي بين جسر اللوان وجسر كفر سوسة، تم اكتشافها من قبل الجهات الأمنية المختصة التي قامت بنقلها إلى أرض ترابية قرب الأوتوستراد وتفجيرها دون وقوع أي إصابات أو أضرار مادية”.
ويعتبر التفجير الأول من نوعه بعد إعلان النظام السوري السيطرة الكاملة على دمشق وريفها، بموجب اتفاق خرجت فيه فصائل المعارضة إلى الشمال السوري في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :