تعا تفرج
دفاعًا عن نظام ابن حافظ
خطيب بدلة
نشرتْ صحيفةُ “عنب بلدي”، نقلًا عن منظمة “هيومان رايتس ووتش”، خبرًا مفادُه أن نظام ابن حافظ الأسد بدأ بمصادرة أملاك أشخاص يَمُتُّون بصلةِ قرابة لأشخاص يُصنفهم النظامُ على أنهم إرهابيون! وهذا أول خطأ يتضمنه الخبر، فمع احترامي لـ “عنب بلدي” وللمنظمة الإنسانية، هؤلاء الناس إرهابيون بالفعل، وليس تخمينًا، أو تصنيفًا، أو قيلًا عن قال، والدليل أنهم تركوا بيوتهم وولوا هاربين لأسباب واهية، كقولهم إنهم يخافون من القصف الجوي.. تخيل، يا رعاك الله، أنهم هربوا من القصف قبل أن يحصل، على طريقة مَنْ يبكي قبل أن يُضْرب! وبعد أن أصبحوا بعيدين راحوا يروجون للإشاعة القائلة بأن جنود الجيش العربي السوري البواسل دخلوا بيوتهم وعفشوها، فبدت، بعد التعفيش، وكأنها كُنِّسَتْ بالمكنسة.
إن القضايا الوطنية، سيداتي آنساتي سادتي، يجب أن تؤخذ بالعقل، وبالمنطق السليم، وليس بالعواطف الجياشة.. فالطائرات العائدة لجيشنا الباسل والأصدقاء الروس لم تقصف تلك البيوت حبًا بالقصف، وإنما نتيجة لإخباريات صادقة، تشير إلى وجود إرهابيين فيها، والإرهابي يجب يُقْتَل دون تردد أو تذمر، حتى ولو احتمى بمنطقة مأهولة وقُتِلَ بسببه بعضُ الأبرياء، فالأبرياء إذا قُتلوا يمكن تعويضهم، ونساءُ بلادنا، كما يقول المثل، حَبَّالات وَلَّادات.
ثم إن الجنود لم يُخْرِجُوا المواطنين من بيوتهم ليعفشوها، بل إنهم وجدوها خاوية على عروشها، فحَقَّ عليهم القولُ، فعفشوها تعفيشًا.. وكان تعفيشها عنصرًا إيجابيًا بالنسبة للاقتصاد الوطني، لأن أسعار المفروشات المنزلية ترتفع عادة في أثناء الحروب، ولكن المفروشات المعفوشة كانت تُباع بأثمانٍ بخسة، لأن الجنود البواسل لم يدفعوا ثمنها في الأساس، ما أحدث نوعًا من التوازن، وأجبر تجار المفروشات على تخفيض أسعار بضاعتهم!
نأتي الآن إلى أقارب الإرهابيين الذين يُصادر النظام ممتلكاتهم، ولسوف نجد أن أكثر الناس سوف يسعون لتبرئتهم، والقول إنهم لم يقترفوا ذنبًا يعاقَبُون عليه، وأن المرء لا يجوز أن يؤخذ بجريرة أقاربه، إلى آخر ما هنالك من التبريرات والمماحكات.. ولكنهم ينسون أن القرابة نوعان، قرابة عَصَب، وقرابة نسوان، فأما قرابة العصب فتعني أن الإرهابي وقريبه ينتميان إلى الجَد نفسه، يعني إذا كان ثمة جينات إرهابية، معاكسة للجينات الراقية الخاصة بجبران باسيل، فإن بعض هذه الجينات تتسرب في النسيج اللحمي والعظمي والجلدي لقريب الإرهابي، وإذا كان القريبُ طفلًا، يجب على الجهات المختصة في نظام الأسد ألا تلجأ إلى مصادرة أملاكه، فهو غير ذي أملاك أصلًا، ولكن يجب قتله، لأن جيناته ستدفعه إلى سماع المزيد من الحكايات التي تصور قريبَه الإرهابي على أنه بطل، وشهيد، ولن يزيده ذلك إلى اعتناقًا للإرهاب، وعداء للقيادة التاريخية الحكيمة.
وأما قرابة النسوان فهي ألعن، وأخطر، وأدق رقبة، والقريب من هؤلاء يحاول جر المجتمع الدولي إلى الاقتناع بفكرة مزورة مفادها أن جدته لأمه، حدثته عن ابن أخت أختها، أن المرحوم لم يكن إرهابيًا، بل خرج من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية، فمات.. وعلى كل حال فإن المرأة التي قتل زوجُها الإرهابي، بأيش تفيدها الملكية.. الملك لله يا أختي!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :