السياسة لأرسطو طاليس.. بمفهومها الواسع

tag icon ع ع ع

يبدو كتاب “السياسة” للفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس للمختصين في العلوم السياسية والراغبين في العمل في السلك الدبلوماسي أو ممارسة العمل السياسي، إلا أنه يعطي الفرصة لغير المهتمين لفهم علم السياسة بمعناها الواسع، وعلاقتها بالمجتمع ككل وبالفرد، كل على حدة.

وبالاطلاع على هذا الكتاب، يتاح للقارئ فهم علاقة الفرد بالدولة، والسياسة التي تمضي عليها الدولة في علاقتها مع شعبها، إذ يمضي أرسطو في شرح نظرياته الفلسفية حول الدستور والديكتاتورية والثورات، في ثمانية فصول.

في الفصل الأول يناقش أرسطو طاليس الاجتماع المدني والسلطة العائلية عبر خمسة أبواب، ثم ينقد الدساتير الرئيسية في الفصل الثاني، قبل أن يشرح في الفصل الثالث علاقة الدولة والمواطن، والذي يرى فيه أن الطابع المميز للمواطن هو المشاركة في وظائف الحاكم، أي الحكم، وهو هنا يعطي للديمقراطية دورًا أساسيًا في حياة الشعوب، ومن خلال هذا الفصل يعطي تعريفًا للمواطن، باعتباره من عناصر الدولة.

ويتضمن الكتاب شرحًا وافيًا حول الجمهورية الفاضلة التي كتب عنها الفيلسوف اليوناني أفلاطون، ويربط بينها وبين السعادة في الدولة، وفي هذا الفصل يشرح العناصر الضرورية لوجود الدولة، ولخصها في ستة عناصر هي المواد الغذائية، والفنون، والأسلحة، والمال، والدين، والعنصر الأخير هو الجهات التي تصدر القوانين والأحكام.

كما يحكي الكتاب عن العناصر الجغرافية التي يجب، من وجهة نظر الكاتب، على الدولة التمتع بها.

يبدو الكتاب من عنوانه كتابًا سياسيًا، إلا أنه يثبت نظرية أن لا شيء في حياة الإنسان غير مرتبط بالسياسة، فكل تفاصيل المجتمع تتدخل السياسة بها بشكل مباشر.

صُمم الكتاب ليكون شرحًا وافيًا لشكل الدولة وسياساتها ودور كل جزء منها في المنظومة العامة، بما يشمل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ودور الفرد والمجتمع والتربية في شكل الدولة، حتى الموسيقى التي لها باب خاص ضمن الكتاب.

في ظل ثورات الربيع العربي التي بدأت من تونس في عام 2011، ووصلت في العام 2019 إلى الجزائر والعراق والسودان، تظهر تعريفات جديدة لعلم السياسة في العالم العربي، ويعد الكتاب من أبرز الكتب التي تحيط بهذا العلم بشكل واسع، ويعطي فرصة للراغبين بالتغيير في بلدانهم لفهم منظومة الحكم، التي، وإن اختلفت من بلد لآخر، تبقى تتشابه في كثير من التفاصيل التي يمكن ملاحظتها ضمن الكتاب.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة