مقاتلون من "الجيش الوطني السوري" المدعوم تركيا قرب مدينة منبج شرقي حلب - 29 كانون الأول 2018 (رويترز)
كيف ينظر قادة الفصائل في الشمال السوري للجنة الدستورية
اختتمت اللجنة الدستورية السورية أمس، الجمعة 8 من تشرين الثاني، أعمالها، بعد عشرة أيام على انطلاق فعالياتها، بمؤتمر صحفي لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، ورئيسي وفدي المعارضة، هادي البحرة، والنظام، أنس الكزبري، المشاركين في أعمال اللجنة الدستورية.
ولم تفضِ اجتماعات الأيام العشرة إلى نتائج ملموسة، على اعتبار أنها الجولة الأولى من المحادثات، بينما قدمت المجموعات المصغرة الثلاث في اللجنة “لا ورقة” ستتم دراستها قبل بدء الجولة الثانية المقررة في 25 من تشرين الثاني الحالي.
وتجري أعمال اللجنة الدستورية في ظل رفض من قبل المعارضة السورية السياسية، وانتقادات واسعة من قبل قادة الفصائل في الشمال السوري.
ترصد عنب بلدي مواقف قادة فصائل “صقور الشام” و”لواء المعتصم” و”أحرار الشام الإسلامية”، من اللجنة الدستورية، عبر المواقف التي عبر عنها قادتها والمتحدثين باسمها.
“صقور الشام”: “إضاعة الأمانة في المؤتمرات”
انتقد أبو عيسى الشيخ، قائد فصيل “صقور الشام”، المنضوي ضمن “الجبهة الوطنية للتحرير”، ممثلي اللجنة الدستورية عن المعارضة السورية، بشدة.
وكتب أبو عيسى عبر “تويتر”، “لا عجب من وفد النظام الذين يلعبون أدوارهم القذرة، ويؤدون مهمة التشبيح والكذب والفجور وشهادة الزور، على أتم وجه فهذا ديدنهم وهم أبواق المجرمين وركائزهم”.
“ولكن شرٌ منهم مكانًا، وأحقر وأصغر مقدارًا، هم أولئك الخنّاسون الذين يدّعون حمل أمانة الثورة، ويفرّطون بها، ويرخصونها في المؤتمرات”.
1- لا عجب من وفد النظام الذين يلعبون أدوارهم القذرة ويؤدون مهمة التشبيح والكذب والفجور وشهادة الزور على أتم وجه فهذا ديدنهم وهم أبواق المجرمين وركائزهم
ولكن شرٌّ منهم مكاناً وأحقر وأصغر مقدارا هم أولئك الخنّاسون الذين يدّعون حمل أمانة الثورة ويفرّطون بها ويرخصونها في المؤتمرات pic.twitter.com/v34s7CQTNp— أحمد بن عيسى الشيخ (@aleisa971) November 4, 2019
وتساءل الشيخ في تغريدة أخرى، “فهل عدم أولئك كلمة حق ولسان صدق ينافحون بها عن الشعب المكلوم، في وجه أولئك الذين ينافحون كذبًا وبهتانا عن أقذر الأنظمة وأجرمها”.
وتابع، “هؤلاء ليسوا من إفرازات الثورة، ولا ممن تناط بهم مسؤولياتها ويترك لهم تمثيلها، وجدير أن تخلع عنهم صفتها لتبرأ منهم ذمة كل ثائر”.
2- لا حجة للباطل مع الحق، فهل عدم أولئك كلمة حق ولسان صدق ينافحون بها عن الشعب المكلوم في وجه أولئك الذين ينافحون كذباً وبهتانا عن أقذر الأنظمة وأجرمها
ليس هؤلاء من إفرازات الثورة ولا ممن تُناطُ بهم مسؤولياتها ويُترك لهم تمثيلها
وجدير أن تُخلع عنهم صفتها لتبرأ منهم ذمة كل ثائر— أحمد بن عيسى الشيخ (@aleisa971) November 4, 2019
“لواء المعتصم”: “الحل بالبندقية والسياسة”
شبه رئيس المتكتب السياسي لـ “لواء المعتصم” التابابع لـ “الجيش الوطني”، مصطفى سيجري تعاطي النظام مع المفاوضات، بتعاطي قوات الاحتلال الإسرائيلي مع حركة “فتح” الفلسطينية خلال مفاوضاتهما.
وكتب عبر “تويتر”، “إن كانت فتح قد استعادت أرضًا أو استردت حقًا أو حفظت شعبًا في مفاوضاتها، فسوف تستعيد معارضتنا في مفاوضاتها مع الأسد”.
ويرى سيجري أن الحل لا يمكن إلا بالبندقية والسياسة معًا، “لابديل عن البندقية الحية والسياسة الصلبة”.
نظام الأسد يتعاطى في مفاوضاته مع "المعارضة" كما تعاطى الاسرائيلي مع الفلسطينيين طيلة السنوات السابقة، وإن كانت #فتح قد استعادت ارضا أو استردت حقًا أو حفظت شعبًا في مفاوضاتها، فسوف "تستعيد / تسترد / تحفظ" معارضتنا في مفاوضاتها مع الأسد.
لا بديل عن "البندقية الحية والسياسة الصلبة"
— مصطفى سيجري M.Sejari (@MustafaSejari) November 5, 2019
وامتدح السيجري كلمات وفد المعارضة، ووصفها “بالخطاب الوطني الجامع وعلى مستوى عالٍ من المسؤولية”.
قدم أعضاء اللجنة الدستورية عن "المعارضة" في كلماتهم "خطاب وطني جامع" وعلى مستوى عالي من المسؤولية، وكان خطابًا لكل السوريين بمختلف مكوناتهم وطوائفهم وانتماءاتهم، وكانت كلمة السيد هادي البحرة @hadialbahra كلمة تاريخية تعبر عما حملته الثورة السورية من رسالة عظيمة لعموم شعبنا الكريم
— مصطفى سيجري M.Sejari (@MustafaSejari) November 2, 2019
وأضاف أن النظام أرسل “زعران وشبيحة ودواعش بربطات عنق”، ولم يرسل رموزًا وطنية.
وتابع، “إن كان تسمية أعضاء اللجنة الدستورية قد استغرقت سنتين، فإن كتابة الدستور ستستغرق عشر سنوات.
نظام الإرهاب في #دمشق لم يرسل إلى جنيف شخصيات قانونية أو رموز وطنية للمشاركة في صياغة دستور جديد للبلاد، إنما أرسل زعران وشبيحة و"دواعش بربطات عنق"، وإن كان تسمية أعضاء اللجنة الدستورية قد استغرقت سنتين، فإن كتابة الدستور ستستغرق عشر سنوات، ما بين ترحم على فطائسه وتحية لعصاباته.
— مصطفى سيجري M.Sejari (@MustafaSejari) October 31, 2019
“أحرار الشام”: “عبث وضياع في الوقت والجهد”
يعتبر جابر علي باشا، قائد حركة “أحرار الشام” التابعة لـ “الجبهة الوطنية” أن اللجنة الدستورية، امتداد للتدخل الروسي، الذي أسهم في تغيير خريطة السيطرة لصالح النظام، وإعادة إنتاج النظام من جديد.
وكتب جابر علي باشا عبر “تويتر”، “كانت فكرة اللجنة الدستورية للالتفاف على القرارات الدولية التي تنص على هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة”.
وأكد قائد “أحرار الشام” أن مشكلة السوريين، “لم تكن يومًا في الدستور، بل في تركيبة النظام “الطائفي”، الذي يستخدم من الدستور ما يريد ويلغي ما يريد، عبر أجهزته الأمنية”.
لم تكن مشكلة السوريين يوماً في الدستور فحسب، بل في تركيبة نظام طائفي يستخدم من الدستور ما يريد في الوقت الذي يريد، ويطؤه بأقدام عصابته الأمنية حينما يتعارض مع مصالحه وبقائه، يرعى الإرهاب في المنطقة ويصدره بحماية روسية إيرانية، وصمت دولي مريب
— د. جابر علي باشا (@JaberAliBasha) November 5, 2019
وأشار إلى أن أي حل لا يبدأ بإسقاط النظام، “نوع من العبث وضياع الوقت والجهد، ناهيك عما ما فيه من الخداع والتضليل”.
أسهم التدخل العسكري الروسي إلى جانب النظام في تغيير خريطة النفوذ لصالحه، وعمل الروس على استغلال ذلك لفرض حل سياسي هو في حقيقته إعادة إنتاج للنظام من جديد، فكانت فكرة اللجنة الدستورية للالتفاف على القرارات الدولية التي تنص على هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة
— د. جابر علي باشا (@JaberAliBasha) November 5, 2019
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :