تكاليف الإنتاج ترفع أسعار الدجاج في درعا
عنب بلدي- درعا
تشهد محافظة درعا، جنوبي سوريا، ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الدجاج والبيض منذ تشرين الثاني 2019، نتيجة التكاليف المرتفعة لأسعار العلف والأدوية التي يتم استيرادها من خارج سوريا، بالإضافة إلى غياب التدفئة عن الدواجن، وهو ما يعرضها للأمراض بشكل دائم وبالتالي لخطر الموت.
إذ ارتفعت أسعار الأعلاف بنسبة 39.5%، وأسعار أعلاف الدواجن المستوردة بنسبة 95%، مع ارتباطها بتقلبات سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في سوريا، بالإضافة لارتفاع أسعار أدوية الدواجن بنسبة 50%، بحسب تصريحات مستشار غرف الزراعة في سوريا، الباحث عبد الرحمن قرنفلة، لصحيفة “البعث” الحكومية، في 19 من كانون الأول 2019.
هذه العوامل أدت إلى تضاعف أسعار الدجاج والبيض، وبحسب ما رصدته عنب بلدي، وصل سعر الكيلوغرام الواحد للدجاج في المسالخ إلى 1100 ليرة سورية، بعدما بلغ سبعة آلاف ليرة سورية في صيف 2019، بينما وصل سعر طبق البيض إلى 1500 ليرة سورية بعد أن كان سعره 800 ليرة سورية.
عزوف عن تريبة الدواجن
يترافق ارتفاع تكاليف الإنتاج مع عزوف المربين عن تربية أفواج جديدة، لعدم قدرتهم على تمويل تكاليف الإنتاج، ومن المتوقع تفاقم الأزمة خلال الأشهر المقبلة لعدم تربية أفواج جديدة خلال هذه الفترة، وذلك سيؤدي إلى قلة عرض المادة ما يسهم في استمرار غلائها.
وقال رئيس لجنة مربي دواجن درعا، وهيب المقداد، في تصريح لصحيفة “البعث” الحكومية“، في 19 من كانون الأول 2019، إن أكثر من ثلثي المربين في درعا “عزفوا عن تربية الدجاج خلال الشتاء”.
وأشار إلى أن مربي الدواجن هو الخاسر الأول، إذ تصل تكلفة الإنتاج إلى 950 ليرة للكيلوغرام، ويبيعه المربي بـ800 ليرة فقط.
بدائل بانتظار حلول
شكل لحم الدجاج بديلًا عن اللحوم الحمراء، مع وصول سعر الكيلوغرام من لحم الغنم إلى ستة آلاف ليرة، لكن شراءه بات صعبًا أيضًا لارتفاع أسعاره، وفق لقاءات لعنب بلدي مع مجموعة من المواطنين في المحافظة (تحفظوا على نشر أسمائهم الصريحة لأسباب أمنية).
واعتبر أبو عمار (35 عامًا)، أن ارتفاع أسعار الدجاج يضيف شراءه إلى قائمة “المستحيلات” بالنسبة للمواطنين، مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المحافظة.
وأشارت أم علاء، من ريف درعا لعنب بلدي، إلى أن غلاء الأسعار دفع بالمواطنين لشراء الدجاج “بالقطعة” لا بالكيلوغرام، معتبرة أن الدجاج أصبح من الكماليات لدى الأسر السورية.
حلول النظام السوري لوقف الغلاء تمثلت بمنح قروض دون فوائد لأصحاب المداجن، بالتزامن مع تخفيض ما نسبته 15% من الرسوم المفروضة على استيراد المواد العلفية، وترك أسعار الدجاج والبيض للعرض والطلب في السوق المحلية، بحسب تصريحات عبد الرحمن قرنفلة، لصحيفة “البعث” الحكومية، في 19 من كانون الأول 2019.
“الدولار هو السبب”
التقت عنب بلدي بعدد من أصحاب المسالخ، وأرجعوا سبب غلاء أسعار الدجاج إلى ارتفاع سعر الأعلاف، إذ وصل سعر الكيس الواحد من الأعلاف البالغ وزنه 50 كيلوغرامًا، إلى 20 ألف ليرة سورية.
وربط أصحاب المسالخ ارتفاع سعر الأعلاف بانخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، وأوضحوا أنه “لا يمكن الاستغناء عن العلف الخاص بالدجاج”، إذ إن أي تقصير في التغذية بالأعلاف يؤدي إلى تناقص وزن الدجاجة.
كما تحدث أصحاب المسالخ عن أثر ارتفاع أسعار المحروقات، والأمراض التي تصيب الدجاج في فصل الشتاء، وارتفاع أسعار الأدوية الخاصة بها، مع خضوعها لسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار.
ويرى أصحاب المسالخ أن الحلول تكمن في دعم المربين بالمازوت المدعوم، وتسهيل إجراءات الاستيراد للأعلاف والأدوية، ومنع تصدير الدجاج للدول المجاورة بحسب رأيهم.
وكان رئيس دائرة الإنتاج الحيواني في درعا، وليد المصري، قال في تصريحات لصحيفة “تشرين” الحكومية، في 17 من كانون الأول 2019، إن النظام السوري خصص 100 ليتر من المازوت المدعوم شهريًا لكل خمسة آلاف طير، وتوزع المخصصات طوال فترة الإنتاج التي تبلغ شهرين للدجاج اللاحم، وسنة واحدة للدجاج البياض.
المصري أشار إلى “التعافي التدريجي لقطاع الدواجن”، مع عودة 350 مدجنة للعمل من أصل 870 مدجنة في درعا، وهو ما لا يتفاءل به المواطنون وأصحاب المسالخ، الذين يخشون من استمرار في الارتفاع المطرد بأسعار مواد أساسية أخرى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :