بينها دول عربية.. تحقيق يكشف تجسس أمريكا وألمانيا على 120 دولة

camera iconالرئيس الأمريكي دونالد ترامب جالس أما المستشارة الأمريكية، أنجيلا ميركل (مصور الحكومة الألمانية)

tag icon ع ع ع

أجرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بالتعاون مع التلفزيون الألماني (ZDF) ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRF)، تحقيقًا حول تجسس أجهزة المخابرات الأمريكية والألمانية على 120 دولة، من بينها سوريا وتركيا وإيران.

وكشف التقرير الذي نشرته “واشنطن بوست” أمس، الثلاثاء 11 من شباط، فضيحة تجسس أجهزة المخابرات الأمريكية والألمانية على 120 دولة، على مدى عقود عبر شركات سويسرية متخصصة في تشفير الاتصالات.

وتربعت شركة التشفير “كريبتو إيه جي” (Crypto AG)، بعد الحرب العالمية الثانية على عرش قطاع بيع تجهيزات التشفير، بمبالغ وصلت إلى “ملايين الدولارات” لأكثر من 120 بلدًا.

واعتبارًا من عام 1970 باتت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي (CIA)، ووكالة الأمن القومي الألماني (BND)، تراقبان عمليًا كل عمليات “كريبتو”، وتتخذان القرارات المتعلقة بالتوظيف والتكنولوجيا والتلاعب بالخوارزميات، واستهداف المشترين”.

وفي مقابلات أجرتها مع الموظفين في الشركة أقروا أنهم خدعوا، والكشف عن هذه الوثائق عمّق شعور الخيانة تجاه أنفسهم وتجاه عملائهم.

هذا ما أكده مهندس الكهرباء، يورج سبورندلي، الذي أمضى 16 عامًا في الشركة، “تعتقد أنك تقوم بعمل جيد وأنك تصنع شيئًا آمنًا، ثم تدرك أنك خدعت هؤلاء العملاء”.

خريطة توضيحة للدول التي تجسست عليها الوكالتين الأمريكية والألمانية من عام 1950 إلى عام 2000- (واشنطن بوست)

خريطة توضيحة للدول التي تجسست عليها الوكالتين الأمريكية والألمانية من عام 1950 إلى عام 2000- (واشنطن بوست)

نفي واستغراب

وقال رئيس الشركة التي تمتلك الآن حقوق المنتجات والخدمات  في “Crypto” الدولية، أندرياس ليندي، إنه لا علم له بعلاقة الشركة مع الوكالتين “CIA”، والألمانية “BND”، قبل مواجهته بالحقائق الواردة في التحقيق، بحسب “واشنطن بوست”.

ونفى ليندي بدوره علاقة شركته بالوكالتين الاستخباريتين، مجيبًا من كان يجري معه المقابلة، “إذا كان ما تقوله في التحقيق صحيحًا فأنا أشعر بالخيانة تمامًا، وتشعر عائلتي بذات الأمر، كما ستكون الحالة هذه منطبقة على كل الموظفين والعملاء لدينا”.

واعتبرت الشركة السويدية “كريبتو إنترناشيونال” التي اشترت “كريبتو إيه جي”، أن التحقيق “يثير القلق”، نافية “أي رابط مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات الألماني”.

منشأ شركة كريبتو بوريس هاجلين وزوجته عندما وصلو إلى نيويورك في عام 1949 (Bettmann Archive)

منشأ شركة كريبتو بوريس هاجلين وزوجته عندما وصلو إلى نيويورك في عام 1949 (Bettmann Archive)

أبرز ما كشفه التحقيق

تلاعبت الوكالتان الاستخباريتان بتجهيزات الشركة (كريبتو أي جي)، بهدف فك الرموز التي كانت البلدان (الزبائن) تستخدمها قي توجيه رسائلها المشفرة.

وحسب التحقيق فإن قائمة الجهات التي تعاملت مع الشركة السويسرية تشمل إيران والمجالس العسكرية في أمريكا اللاتينية، والهند وباكستان والفاتيكان.

وأشارت الصحيفة إلى أن “CIA”، اشترت سرًّا عام 1970 شركة “كريبتو إيه جي”، وذلك في إطار “شراكة سرية للغاية” مع جهاز الأمن القومي الألماني “BND”.

إلا أنها أوضحت انسحاب جهاز الأمن القومي الألماني من الشراكة في تسعينيات القرن الماضي، لتبيع بعدها وكالة الاستخبارات المركزية شركة “كريبتو” عام 2018.

وتمكنت استخبارات البلدين من مراقبة أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979، وتزويد بريطانيا بمعلومات عن الجيش الأرجنتيني إبان حرب “الملوين/فوكلاند”، وفقًا لـ”واشنطن بوست”.

وتابعا حملات الاغتيال في أمريكا اللاتينية، إضافةً إلى مباغتة مسؤولين ليبيين خلال إشادتهم باعتداء على ملهى ليلي في برلين الغربية عام 1986 أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين.

ووفق ما ورد في التحقيق فإن الاستخبارات الأمريكية والألمانية تجسست لعقود على مسؤولي عدة دول، من بينها تركيا وإيران وباكستان والهند.

وحسب “واشنطن بوست”، لم ترغب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ولا جهاز الأمن القومي الألماني الإدلاء بأي تعليق حول التحقيق، دون أن تنفيا المعلومات الواردة فيه.

وأعلنت الحكومة السويسرية يوم أمس، أنها ستجري تحقيقًا في علاقات “Crypto AG”، مع وكالة المخابرات المركزية ووكالة الاستخبارات المركزية، في وقت سابق من هذا الشهر، كما ألغى المسؤولون السويسريون رخصة تصدير الشركة.

آلة التشفير التي كانت تستخدم لإرسال الرموز بين الدول- (واشنطن بوست)

صورة لشركة كريبتو التي يتحدث تحقيق واشنطن بوست عن تورطها بالتجسس على 120 دولة-(واشنطن بوست)





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة