ما تأثير ارتفاع درجة حرارة الجو على الصحة العامة
ارتفعت درجة الحرارة في سوريا خلال الأيام الماضية بين ثلاث وست درجات، ووصفت المديرية العامة للأرصاد الجوية هذا الطقس بأنه “شديد الحرارة”.
وحذر “المركز السوري للطقس والمناخ”، في 1 من تموز الحالي، من كتلة شديدة الحرارة، تصل درجة الحرارة خلالها في العاصمة دمشق إلى 38 درجة مئوية، وترتفع إلى 43 درجة مئوية.
هذا الطقس يؤثر على المنطقة كاملة، إذ تنبأت المديرية العامة للأرصاد الجوية التركية بارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال الأسبوع المقبل في تركيا.
وأوضحت الأرصاد الجوية التركية أن درجات الحرارة ستزداد بين 2 و8 من تموز الحالي، وسترتفع من أربع إلى سبع درجات فوق المعدل الطبيعي في البلاد، بحسب ما نشرته عبر حسابها الرسمي في “تويتر”.
الطبيب السوري علي كمال الدين، تحدث لعنب بلدي عن ارتفاع درجة الحرارة وخطورته قائلًا، “بإمكاننا اعتبار الجو حارًا عندما تصل درجة الحرارة في الظل ومع الرطوبة إلى 32 درجة مئوية، والتعرض لهذه الحرارة وخاصة في فترة الذروة، أي من الساعة 11 إلى الثالثة ظهرًا، يؤثر سلبًا على صحة الإنسان، فيصبح عرضة لضربة الشمس والجفاف”.
وحذر الطبيب من خطر الحر الذي يسبب جفاف الجسم، ويفقده الكثير من السوائل والشوارد عن طريق التعرق، فترتفع درجة حرارته، ويتغير لون البول إلى البني الغامق، ما قد يؤدي إلى غياب الإنسان عن الوعي، وفي بعض الحالات إلى الموت.
الطبيب السوري محمد الخطيب، شرح لعنب بلدي تأثير موجات الحر على أجسامنا، وقال إن درجة حرارة الجسم ترتفع مع حرارة الجو، فيجبر الجسم على إفراز الطاقة للحفاظ على توازنه، ما يسبب التعب، وآلام الرأس والغثيان أحيانًا.
وأضاف الطبيب، “مع تخطي درجات الحرارة عتبة 30 درجة، ترتخي عضلاتنا ونشعر بعدم القدرة على ممارسة الأنشطة البدنية، ونفقد الشهية للطعام، لأن الجسم لم يعد بحاجة إلى سعرات حرارية كثيرة، ونتعرق ونشعر بالضيق، ما يفقدنا السيطرة على أعصابنا فنصبح سريعي الغضب”.
ما “ضربة الشمس”؟
أوضح الطبيب محمد الخطيب مصطلح “ضربة الشمس”، وعرّفه بالعرض الصحي الخطير، وينتج عن التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترة طويلة، أو القيام بنشاط جسماني في جو شديد الحرارة، والتأخر في علاج أعراضه قد يؤدي إلى الموت، ويعتبر الشخص مصابًا به إذا ارتفعت درجة حرارته عن الـ40 درجة مئوية.
ويؤدي ارتفاع الحرارة إلى فشل الجسم بعملية التبريد عن طريق إفراز العرق، ما يؤثر على مراكز ضبط الحرارة في المخ، ويرتفع السائل حوله مؤديًا إلى احتقان يؤثر بدوره على وظيفة القلب والتنفس، بسبب الضغط الناتج عن تجمع السائل، كما يتعرض جلد المصاب للجفاف والاحمرار وبعض التشنجات العضلية.
تدابير وقائية وعلاجية
حذر الطبيب علي كمال الدين من الخروج في أوقات الذروة تجنبًا لخطر الإصابة بـ”ضربة الشمس”، وفي حالات الضرورة، نصح بتغطية الرأس أو استخدام الشمسية، وارتداء الملابس القطنية بألوان فاتحة، وعدم القيام بأنشطة رياضية أو حركات تسبب جهدًا عضليًا، في هذا الوقت من النهار.
وقال الطبيب محمد الخطيب، إن من الأمور الشائعة في فصل الصيف أن يجلس الناس على شاطئ البحر وفي الأماكن المكشوفة، لكن هذا النشاط غير صحي في الأيام الشديدة الحرارة، ويجب تجنبه وتقليل تعريض الجسم للشمس مباشرة قدر الإمكان، بالجلوس تحت مظلة أو في مكان مغلق.
وأكد ضرورة شرب السوائل وخاصة الماء، بمقدار لتر واحد على الأقل كل ساعة، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكحول أو الكافيين، كالقهوة والشاي.
وأضاف الخطيب أنه في حال الإحساس بأعراض تشير إلى الإصابة بـ”ضربة شمس”، يجب اتخاذ تدابير فورية، كالذهاب إلى مكان مكيف أو مظلل، ورش الجسم بالماء البارد، وترطيبه بالسوائل غير السكرية، ونصح بـ”تجنب السوائل الشديدة البرودة، لأنها قد تسبب تشنجات في المعدة”.
تؤثر درجات الحرارة على صحة الإنسان وخاصة من لديه أمراض مزمنة، ويشكل ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير مخاطر صحية، خاصة على الفئات الضعيفة كالأطفال وكبار السن، والأشخاص الذين يعملون في الأماكن المكشوفة، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :