إلى كل من يريد أن نعرف من نحن!!
جريدة عنب بلدي – العدد 36 – الأحد – 28-10-2012
لا يوجد اليوم منطقة في سوريا تحت سيطرة النظام إلا وفيها حواجز أمنية، إما للجيش أو للمخابرات أو لكليهما معًا، وغالبًا ماتكون هذه الحواجز منتشرة على أطراف كل مدينة، والبعض منها داخلها، لكن في دمشق الحواجز تختلف عن بقية المناطق، فدمشق قبل الثورة كانت تعاني من أزمة مرورية خانقة، وكان المواطنون يشتكون منها على الدوام، فكيف بهم اليوم والحواجز تقطع شوارعها وتغلق ساحاتها؟!!
المكان: دمشق – الفحامة، الزمان: كل يوم
يحدثنا ع.ش. عن أحد الحواجز الأمنية المتمركزة في منطقة الفحامة وسط دمشق قائلًا:
بقيت في السيارة أنا ومن معي لأكثر من 40 دقيقة والسير متوقف بشكل كامل، لأن حاجزًا مؤلفًا من عدة عناصر تحت جسر المشاة يُوقِفون جميع السيارات، يفتشونها ويتفحصون الهويات الشخصية لأصحابها ببطء شديد، أو قد يوقفون السير بشكل كلي بدون سبب واضح!
وبينما كنا ننتظر بملل صرت أتتبع الناس من حولي في سياراتهم، والتذمر يملأ تعابير وجوههم وتصرفاتهم.. إلى جانبي وجد سائق التكسي أن الوقفة ستطول فتناول وسادة كانت بجانبه وأرخى كرسيه وغط نائمًا!.. ركاب السرفيس خلفنا نزلوا منه وقرروا إكمال طريقهم مشيًا بين مئات السيارات الواقفة من موقف الغواص وحتى جسر المشاة في الفحامة وآخرون كثر أطفئوا محركات سياراتهم ونزلوا منها ضجرًا!!
هنا خطرت ببالي فكرة وأود توجيهها بالمناسبة إلى قراء جريدتكم، وهي أن يحمل الناس في حقائبهم وسياراتهم كتيبات صغيرة يستغلون وقفاتهم المتكررة على الحواجز المنتشرة في كل مكان في قراءتها والاستفادة منها، «يعني لبين ما نقطع الحاجز ونوصل ع شغلنا منكون استفدنا من هالوقت أحسن من اللطعة بالشمس ببلاش»
لكن ما أثار غيظي أكثر من هذه الوقفة وهذا الوقت الضائع هو اللوحة التي وضعت عند نهاية النفق أمام نقابة الفلاحين – أي قبل الحاجز بأمتار- مكتوب عليها: إلى كل من يريد أن نعرف من نحن… نحن سوريا!!
نعم .. ولا فخر !!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :