أيمن عبد النور لعنب بلدي: مؤسسات المعارضة السورية جسم فارغ يسير بقوة العطالة
حوار: أسامة آغي
أُسست حكومات اُعتبرت بديلًا مؤسساتيًا عن حكومة النظام السوري، ضمن مناطق نفوذ جغرافية تشكلت على خريطة سوريا خلال السنوات التسع الأخيرة.
وتمتلك كل حكومة من تلك الحكومات أهدافًا سياسية خاصة بها، من خلال قياداتها وتوجهاتها الفكرية التي تُميزها عن غيرها.
تناقش عنب بلدي مع الإعلامي السوري ومؤسس موقع “كلنا شركاء”، أيمن عبد النور، مدى وجود تغيير أو تطوير في عمل هذه الحكومات من خلال إدارتها لمناطق نفوذها.
إعلام مجزّأ.. مجتمع مجزّأ
تحظى المؤسسات السورية المعارضة باعتراف سياسي من قبل عدة بلدان إقليمية ودولية حصلت عليه في مراحل سياسية سابقة، بالإضافة إلى منظمات دولية أبرزها الأمم المتحدة، وهذا هو مصدر وجود هيكلية إدارتها الآن، وفق ما يراه الإعلامي أيمن عبد النور.
لكن هذا الوجود المؤسساتي تحول إلى جسم حكومي ساكن غير مؤثر بالتغيرات السياسية التي حصلت في مناطق النفوذ، بحسب ما يعتقده عبد النور، إذ “لم تستطع مؤسسات المعارضة بشكلها السابق أو الحالي أن تواكب هذه التغيرات”، بل صارت “جسمًا فارغًا من الداخل”، لا يقدم أي قيمة مضافة للملف السوري، و”يسير بقوة العطالة”.
فعلى الصعيد الإعلامي التابع لتلك الحكومات، “حرص الجميع على أن لا يكون هناك إعلام وطني، يغطي كل مساحة سوريا”، فلكل قرية موقع وصحيفة، لا تخرج تغطيتها الإخبارية عن نطاقها المحلي، بعيدة عن التغيرات التي تحصل في مناطق مجاورة لها، وفق ما ذكره عبد النور، وتعتبر هذه الحالة تجزئة للأخبار تقود بالنتيجة إلى تجزئة اقتصادية وتجزئة سياسية.
ويتطلب نجاح العمل المؤسساتي الحكومي وجود نوع من الانفتاح والالتزام بخدمة جميع المناطق الجغرافية داخل الدولة الواحدة، بما في ذلك الشفافية والمساءلة والمحاسبة ومكافحة الفساد، وهذا هو جوهر الإعلام الوطني الذي “يخلق رأيًا عامًا قد لا يناسب السلطة أو النظام الحاكم”.
ولا يوجد إعلام داخل سوريا يغطي كامل جغرافيتها، ما أدى إلى فصل جمهور مناطق المعارضة السورية عن بقية الجمهور السوري في المناطق الأخرى، بحسب قول عبد النور، الأمر الذي يسيء لكل الأطراف.
وفي ملف أعدته عنب بلدي تحت عنوان “الإعلام في شمال غربي سوريا.. من يضبط مهنة المتاعب؟“، توصلت إلى أن العمل الإعلامي في مناطق نفوذ المعارضة شمال غربي سوريا، يعاني من غياب الرابطة الجامعة للإعلاميين، كجهة تدافع عن حقوقهم وتحميهم وتضبط عملهم مهنيًا، وسط العوائق والمشاكل التي أسقطها عليهم الواقع الأمني في تلك المناطق.
مؤسسة باقية “بحكم العطالة”
تحاول الإدارات الجديدة المتعاقبة لـ”الائتلاف السوري المعارض” إيجاد تطوير في مسار عمله الحكومي والسياسي، لكن المشكلة تكمن، بحسب رأي عبد النور، بالحاجة إلى فريق عمل كامل ضمن خطة مؤسساتية موحدة.
ولا توجد لدى الدول المعنية بوضع المعارضة السورية “طاقة تخصصها لتغيير هذه المؤسسة (الائتلاف) أو بناء مؤسسة جديدة”، كما حصل في تشكيل “المجلس الوطني السوري” في عام 2011، ثم تشكيل “الائتلاف” الحالي في عام 2012، لذلك هي “مؤسسة باقية بحكم العطالة”، وفق تعبير عبد النور.
قوة نفوذ “غير متساوية” تفقد السيطرة الأمنية
يعيش شمال شرقي وغربي سوريا تحت نفوذ ثلاث حكومات سورية، هي “الإدارة الذاتية” التي شُكّلت عام 2013، و”الحكومة السورية المؤقتة” شُكّلت عام 2013، وحكومة “الإنقاذ” شُكّلت عام 2017.
وجميع الحكومات الثلاث “لا تتمتع بقوة نفوذ متساوية”، وفقًا لعبد النور، لأن المناطق في شمال غربي سوريا يوجد فيه “نفوذ تام” من قبل الجانب التركي، أما الجانب الأمريكي المشرف على التحالف الدولي في المناطق الشمالية الشرقية لسوريا، فنفوذه يتداخل مع نفوذ عشائري عربي مع نفوذ كردي غير منضبط أمنيًا.
وتتخوف وزارة الدفاع الأمريكية من تطور التوترات الأمنية، وفشل إدارة المنطقة الشرقية من قبل “حكومة الإدارة الذاتية” بسبب الخلافات الثقافية والقومية.
كما أن التفجيرات في مناطق الشمال السوري وتزايدها خصوصًا في عام 2019، يعكس عدم استجابة الحكومات العاملة في تلك المناطق لضبط الحالة الأمنية.
أيمن عبد النور في سطور
الإعلامي أيمن عبد النور من مواليد مدينة دمشق عام 1964، درس الهندسة المدنية في جامعة “دمشق” وتخرج منها عام 1986، وهو مقيم حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
نشر مقالات اقتصادية في معظم الصحف السورية، وأدت واحدة منها عام 1997 لإصدار قرار عرفي بسجنه بسبب انتقاده للواقع الاقتصادي والإداري والفساد في مؤسسات الدولة السورية.
أسس في أيار 2003 موقع “كلنا شركاء في الوطن”، وهو مساحة للتعبير بهدف تفعيل الحوار حول مختلف القضايا في سوريا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :