
صورة تعبيرية عن فيتامين د (موقع the time of india)
صورة تعبيرية عن فيتامين د (موقع the time of india)
ينتج فيتامين “د” في البشرة تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن الشمس، أو يتم الحصول عليه من خلال النظام الغذائي المليء بالأسماك الغنية بالدهون الصحية، ومنتجات الألبان أو المكملات الغذائية والحبوب.
ويعرف عن فيتامين “د” أنه الفيتامين الذي يدعم صحة العظام، ويؤدي نقص مستوياته بالجسم إلى هشاشة العظام أو ما يعرف بالكساح، وتحدث هذه الأمراض بكثرة في الدول الفقيرة حول العالم.
كما يعتبر فيتامين “د” مصدر دعم للوظائف الرئيسة في العديد من الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان، بما فيها الدماغ، والعضلات، وجهاز المناعة.
يوجد مستقبل فيتامين “د” في معظم أنواع الخلايا، وقد تنشط في مكان ما بين 200 إلى 500 جين، معظمها متصل بجهاز المناعة. ولهذا فإن دور فيتامين “د” في المناعة البشرية كان محور دراسة مكثفة للسنوات الـ20 الماضية.
ولتوضيح هذا الدور، ترجمت عنب بلدي مقالًا علميًا بتصرف عن “المكتبة الطبية الوطنية الأمريكية، المؤسسة الوطنية للصحة”.
على سبيل المثال، افترض العلماء أن مكملات فيتامين “د” قد تمنع التهابات الجهاز التنفسي الحادة، وتقوم هذه الفرضية على أن الالتهابات التنفسية تكثر بشدة في الشتاء، الأمر الذي يرتبط بنقص مستويات فيتامين “د” لدى الناس عامة.
إضافة إلى ذلك، أثبتت بعض الأدلة التجريبية أن فيتامين “د” يمكن أن ينشط مضادات الميكروبات التي تفرز على الأسطح المخاطية للخلايا، ولديها القدرة على قتل البكتيريا والفيروسات.
هذه الملاحظات حفزت عدة تجارب لاختبار صحة هذه الفرضية، إلا أن نتائج هذه التجارب لم تكن قاطعة، إذ أظهرت بعضها آثارًا مفيدة في حين لم تظهر أخرى أي نتائج محسومة.
لكن تحليلًا لمجموعة كبيرة من البيانات المجمعة الفردية لما يقرب من 11000 مريض أظهر تأثيرًا وقائيًا عامًا لمكملات فيتامين “د” ضد التهابات الجهاز التنفسي الحادة، وكان الأثر أكبر على الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين “د”، وإذا كانت المكملات تعطى بشكل يومي أو أسبوعي وليس بجرعات كبيرة.
بالنظر إلى البيانات الموضحة مسبقًا، والتي تدعم فكرة أنه من الممكن لفيتامين “د” أن يمنع الالتهابات التنفسية الحادة، كان من الطبيعي للعلماء أن يطرحوا تساؤلًا عما إذا كان من الممكن لفيتامين “د” أن يمنع الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
تم تناول هذا التساؤل في مراجعة سردية للكاتب “رودوس إيت أل”. ويوضح الكاتب أولًا رابطًا واضحًا بين مستويات فيتامين “د” و فيروس “كورونا” عن طريق مقارنة معدل الوفيات بخط العرض لبلدان مختلفة.
وقد لاحظ العلماء أن هناك تزايد بنسبة 4.4% في معدل الوفيات لكل درجة خط عرض شمال 28 درجة، وظل هذا الرابط ثابتًا حتى بعد التعديل حسب الفئات العمرية المختلفة.
وبالتالي، هذه الملاحظات أوجدت أن الأشعة فوق البنفسجة، بمعنى آخر فيتامين “د”، قد تشارك في الحماية ضد فيروس “كورونا”.
ولكن يجب الانتباه إلى أن الأشعة فوق البنفسجية تمتلك تأثيرات مستقلة عن تأثيرات فيتامين “د” على المناعة، مثل منع تنشيط ما يسمى بالخلايا التائية (T-cell) في البشرة، ما يفسر هذه الملاحظة.
إضافة إلى ذلك، فإن الرابط بين التعرض للأشعة فوق البنفسجية و معدل وفيات فيروس “كورونا” على مستوى العالم، يعتبر أمرًا معقدًا ومن الممكن أن تعوقه عوامل عدة.
كما أشار الكاتب إلى أن حقيقة أن العوامل المرتبطة بالوفيات الناتجة عن فيروس “كورونا” كالعمر المتقدم، والعرق، والجنس، والسمنة، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، جميعها تتداخل مع خطر نقص فيتامين “د”.
ولكن يتابع الكاتب قوله، إنه على الرغم من أهمية هذه النتائج والحاجة إلى دراستها أكثر، من الممكن أن تفسر ببساطة على أنها “تأثير المستخدم الصحي” الذي يعني أن الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة يعيشون نظام حياة صحيًا بالدرجة الأولى، حيث يقضون الكثير من الوقت خارج المنزل، ويتناولون الأطعمة الصحية، مقارنة بالأشخاص الأقل صحة، يفسر هذا التقاطع.
وفي دراسة أجريت على مرضى من إيطاليا، تبين أن الأشخاص الذين يتعاطون مكملات فيتامين “د” كانوا أقل عرضة للإصابة بفيروس “كورونا”.
بينما أظهرت دراسة إيطالية أخرى أن مستويات فيتامين “د” في الدم كانت أقل عند المرضى الذين كانت نتائج تحاليلهم إيجابية لاختبار “سارس/ كوفيد- 2”. كما أظهرت دراسة أمريكية أن المستويات الضعيفة من فيتامين “د” أدت إلى زيادة خطر الإصابة بفيروس “كورونا”.
يقول العلماء إنه ليس من السهل أن نفهم الأسس الميكانيكية المعقدة لأثار فيتامين “د” على المناعة بشكل كامل وترجمتها طبيًا في الممارسات السريرية، ولكن قاعدة بسيطة للتعامل معه قد تكون كالتالي:
ولكن من المهم جدًا الانتباه إلى حالة المرضى الذين يعانون من أمراض نادرة كمرض السل، والساركويد، إذ قد يؤدي تنشيط فيتامين “د” خارج الرحم إلى فرط كالسيوم بالدم.
عن طريق تبني هذه الحدود سنتمكن من تزويد الأشخاص الذين يحتاجون إلى زيادة بفيتامين “د”، وسيتجنبون المصاريف غير الضرورية، وسيتبعون الإرشادات المتوفرة عن صحة العظام.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى