يعيد افتتاح ما قصفه.. أهالي اللطامنة يردون على “بروباغندا” النظام
بمظاهر احتفالية، افتتح محافظ حماة، وبحضور رؤساء الأفرع الأمنية، وقادة عسكريين، وشخصيات من حزب “البعث”، مدرسة بريف حماة الشمالي، بعد أن عطلها القصف مرارًا.
ونشرت صفحات موالية للنظام السوري، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الخميس 7 من كانون الثاني، صورًا ومقاطع فيديو للاحتفال، في حين ذكرت صفحة “مجلس مدينة اللطامنة” أن الافتتاح كان “تلبية لمطالب المواطنين بتأمين الخدمات الضرورية”.
تاريخ من “الرعب”
المرة السابقة التي اُفتتحت فيها مدرسة “اللطامنة الجنوبية”، كانت بداية الفصل الدراسي لعام 2019، بعد توقف العملية التعليمية لأعوام عدة، نتيجة القصف.
كان الافتتاح نفسه تحت القصف، بوجود عدد “لا بأس” به من الأهالي، بصحبة أطفالهم، حسبما قال أحد المعلمين السابقين في المدرسة لعنب بلدي.
يذكر المعلم غالب الحسين، قضاء فصل دراسي “مرعب” عام 2019، حين كانت المدرسة تضم أكثر من 400 طالب، نتيجة القصف، الذي اقتصرت أضراره على الماديات.
اعتبر غالب، النازح في ريف إدلب الشمالي، افتتاح المدرسة من قبل النظام “تحديًا” لأهالي اللطامنة وإرادتهم وصمودهم طوال السنوات الماضية، هدفها توجيه رسالة أنه هو من دمر وهو الآن من يقوم بالتعليم والأهالي هم “الإرهابيون”.
وأشار غالب إلى أن حفل الافتتاح الذي جرى أمس، لم يشارك به أكثر من 50 طالبًا، وأغلبهم من خارج المدينة، مضيفًا أن أهالي اللطامنة اعتادوا على هذه “الفبركات الكاذبة”.
رئيس المجلس المحلي السابق للمدينة، حسام الحسن، قال لعنب بلدي، إن القصف الذي تعرضت له اللطامنة معروف لدى الجميع، والذي ألحق دمارًا “واسعًا”، خاصة في البنى التحتية، وبالأخص بالمدارس، “حاولنا كمجلس محلي، رغم ضعف الإمكانيات، ترميم المدارس، إلا أن النظام عاد ليقصفها من جديد، وأصبحت عبارة عن أكوام من الحجارة”.
وأشار الحسن إلى تكرار دعاية النظام التي تظهر المشاريع الخدمية في المنطقة، بعد سيطرته على كامل ريف حماة الشمالي في آب من عام 2019، وبرأيه فإن الهدف هو “تغطية جرائمه” فيها، وبالأخص مجزرة “الكيماوي”، التي حمّلت “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية” النظام المسؤولية عنها في نيسان من عام 2020.
ويرى الناشط محمود الحموي، من أهالي اللطامنة، أن النظام اختار افتتاح المدرسة في المدينة لأنه حاول مرارًا السيطرة عليها لكنه فشل، مرتكبًا مجازر متعددة بحق سكانها، وعند دخوله إليها اعتبر ذلك نصرًا كبيرًا.
نزح معظم أهالي المدينة، الذين يبلغ تعدادهم 30 ألف نسمة، نحو مخيمات الشمال، مع بقاء قرابة 300 عائلة في مناطق النظام، حسب تقدير الحموي.
وبلغ عدد قتلى اللطامنة على يد قوات النظام 1575 شخصًا، حسبما قال مسؤول الإحصاء في “تجمع شباب اللطامنة”، فياض السطوف، لعنب بلدي، وعدد الغارات من الطائرات المروحية والحربية والصواريخ الباليستية بلغ نحو 6800، والغارات الروسية قرابة 1600 غارة، بينما تجاوزت نسبة الدمار فيها 90%، بعد سنوات الحرب.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :